وكان نشطاء وجهوا دعوات سابقة للانتفاضة ضد ميليشيات الحوثي في صنعاء احتجاجاً على تردي الأوضاع المعيشية.
وترفض الميليشيات التي تسيطر على السلطة صرف مرتبات الموظفين، في وقت تعاني فيه صنعاء من قبضة حديدية في ظل حكم الانقلابيين الذين ينفذون عمليات اختطاف وإخفاء شبه يومية بحق العديد من المدنيين.
بدوره، رحب وزير الخارجية الأميركي، جون كيري، بإعلان الأمم المتحدة وقفاً لإطلاق النار لـ72 ساعة في اليمن، مطالباً بتمديد هذه الهدنة من دون شروط.
وقال كيري في بيان عشية وقف النار الذي يبدأ ليل الأربعاء- الخميس، إنه يطالب جميع الأطراف باتخاذ كل التدابير الضرورية لتنفيذ وقف الأعمال القتالية.
وكان المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة إسماعيل ولد الشيخ أحمد أعلن عن موافقة جميع الأطراف اليمنية على خطة لاستئناف وقف شامل للأعمال القتالية تبدأ قبيل منتصف ليل الأربعاء- الخميس وتكون قابلة للتجديد.
إضرابات وتهديد
وكشفت مصادر مطلعة في صنعاء ومناطق أخرى خاضعة لسيطرة الميليشيات عن تصاعد الاحتجاجات في عدد من المؤسسات الحكومية للمطالبة بصرف الرواتب.
وفي هذا السياق، أكدت مصادر تربوية أن مدرسة 26 سبتمبر الواقعة بشارع الدائري بوسط صنعاء شهدت الثلاثاء إضراباً من قبل المعلمات للمطالبة بصرف مرتباتهن.
وبحسب المصادر، فإن المعلمات المضربات قمن بتعليق الشارات الحمراء والامتناع عن استئناف العملية التعليمية حتى استلام جميع حقوقهن الحالية والسابقة.
وأضافت المصادر أن مدير المدرسة الذي ينتمي للحوثيين قام بتهديدهن بالفصل التام عن العمل متهما إياهن بـ”الخيانة وعدم الولاء للوطن”، على حد زعمه.
وفي محافظة إب بوسط اليمن، أكدت مصادر تربوية أن العملية التعليمية توقفت بشكل كلي منذ صباح الاثنين في مجمع السعيد التربوي للبنات ومدرسة خالد بن الوليد للبنين في مدينة إب.
ولفتت المصادر إلى أن إدارتي ومعلمي ومعلمات المدرستين لا يزالون جميعا متمسكين بموقفهم رغم تهديدات مكتب التربية بالمحافظة باتخاذ إجراءات تأديبية والتلويح بإرسال مسلحين لاعتقال المحرضين على الإضراب.
وكانت نقابة المعلمين أكدت في وقت سابق أنها أعطت الجهات المعنية مهلة أسبوع لصرف الرواتب قبل أن تشرع في إجراءات تصعيدية.
ورغم انقضاء المهلة إلا أن النقابة لم تنفذ تهديدها، الأمر الذي أرجعت مصادر مطلعة أسبابه إلى تهديدات وضغوط مارستها ميليشيات الحوثي على مسؤولي النقابة لمنع أي تحرك احتجاجي شامل.
اعتقالات للمتظاهرين
على صعيد متصل، أفادت مصادر طبية بأن مدير مستشفى الثورة النموذجي بصنعاء “أكبر المستشفيات الحكومية بالعاصمة” قام بتهديد جميع أفراد وطاقم المستشفى في حال قيامهم بأي نوع من التظاهر.
وأوضحت المصادر أن مدير المستشفى الدكتور محمد يحيى المنصور هدد الأطباء والموظفين بالاعتقال الفوري لأي شخص يقوم بالتظاهر للمطالبة بالراتب، على أن يتم تحديد مبلغ 10 آلاف ريال “ما يساوي 33 دولاراً أميركياً” فقط كلفة اختيارية لهم.
أما في مؤسسة للثورة للصحافة والتي تصدر عنها جريدة الثورة اليومية فأكدت مصادر صحافية أن ميليشيات الحوثي قامت بإرسال مسلحين إضافيين بناء على طلب من رئيس مجلس إدارة المؤسسة.
وأوضحت المصادر أن ذلك الإجراء جاء على خلفية تهديد صحافيين وعاملين في المطابع بحجب الصحيفة عن الصدور احتجاجا على عدم تسليم رواتب الموظفين.
وتحدث الناشط الحقوقي محمد عبدالله لـ”العربية.نت” قائلاً: “من المرجح أن تشهد الأيام القليلة القادمة اتساعاً لدائرة الاحتجاجات داخل المؤسسات الحكومية رغم التدابير الاحترازية التي تضعها الميليشيات، ورغم التهديدات التي تصدرها ما تسمى اللجان الثورية التابعة للحوثيين والتي تتولى الإشراف على المؤسسات الخاضعة للانقلابيين”.