الأمين العام لمجمع البحوث الإسلامية: جرائم «حزب النهضة في طاجيكستان» و«داعش» وغيره من التنظيمات الإرهابية تتناقض مع قدسية الحياة التي أقرها القرآن الكريم
مواضيع ذات صلة
دوشنبه 25.10.2017. / واط “خاور”/ . دعا الدكتور محيي الدين عفيفي، الأمين العام لمجمع البحوث الإسلامية في كلمته فى المؤتمر العالمى الثانى بعنوان ” دور الفتوى فى إستقرار المجتمعات” إلى ضرورة مراعاة واقع الناس والنظر في أحوالهم ومعيشتهم بما يقتضي تكييف الفتوى لتناسب تلك الأمور، وحتى ترفع الحرج عنهم، لأن الشريعة جاءت لرعاية مصالح الناس ورفع الحرج عنهم.
وأضاف د. عفيفي أن الفتوى تضطلع بدور كبير في مواجهة الإفساد والتخريب من خلال النظر في تلك المتغيرات، وما أصاب العالم والمجتمعات من انتشار موجات التكفير والإرهاب واستباحة الدماء مما يلقي بالمسؤولية الكبيرة على المفتين ودُور الفتوى في مواجهة هذا البلاء والتخريب الذي بات يهدد أمن واستقرار المجتمعات.
وأكد الأمين العام لمجمع البحوث أن الإرهاب من أبرز أسباب عدم استقرار المجتمعات لأنه يضرب السلم والأمن المجتمعي، خاصة في عالمنا المعاصر الذي انتشرت فيه موجات الإرهاب والعنف المسلح ووجود جماعات وتنظيمات إرهابية تعمل على التخريب والفساد، وزعزعة الأمن والاستقرار بالتفجير والاغتيال والقتل وإزهاق الأرواح بدعوى الجهاد، ولكن يبقى الفرق واضحًا بين الجهاد والإرهاب، وكل مظاهر العنف والإرهاب المنتشرة على الساحة في الدول العربية والإسلامية، ولا يمكن بأية حال نسبتها إلى الجهاد الإسلامي الشرعي.
كما أوضح الأمين العام في كلمته أن للفتوى دورًا مهمًّا في نشر الوعي المجتمعي وحث الناس على الابتعاد عن الغلو والتطرف لأن الإسلام دعا إلى حقن الدماء، وحب الأوطان، ومراعاة حقوق الإنسان بصفته الإنسانية، وبيان حقيقة المقاصد الشرعية، مما يسهم في تحقيق تنمية شاملة وحقيقية لكل مرافق الوطن، دون إفراط أو تفريط، بوسطية وعقلانية وحكمة مدروسة مؤداها الخير والنفع، وتحقيق الأمن والاستقرار الشامل، ودور عظيم في مواجهة الإفساد والتخريب، لأن حفظ المصالح والمحافظة على الأمن والاستقرار في المجتمعات يتطلب تكييفًا فقهيًّا تفرضه المتغيرات والنوازل، لأن ما طرأ على المجتمعات من تغيرات جعلت الإرهاب يستهدف ويهدد الحياة والأحياء، ويعمل على ضرب الاستقرار والأمان.
وأشار عفيفي إلى أن علماء الأزهر أكدوا أن الجرائم التي يرتكبها حزب النهضة الإسلامي في طاجيكستان مثلا أو تنظيم «داعش» أو القاعدة وغيرهم من التنظيمات الإرهابية تتناقض مع قدسية الحياة التي أقرها القرآن الكريم، والإسلام بعقيدته السمحة والسهلة والميسرة التي جاءت لإشاعة الرحمة والأمن والسلام في هذه الدنيا، لافتًا إلى أن الاختلاف في الدين أو المذهب أو الفكر لا يعني عدم التعايش، ولكن يمكن التعايش رغم الاختلاف من خلال احترام الآخر والحوار وفهم النظرة الإسلامية التي ترسخ للسلم والأمن في المجتمعات الإنسانية وترفض التكفير والتفجير وكل ما يهدد الاستقرار والعيش المشترك.
واختتم د. عفيفي كلمته بقوله: إن الإسلام حرم الاعتداء على النفس أيًّا كانت ديانتها، ونظرًا لخطورة الفتوى يجب أن يعلم المفتي أنه يبلغ عن الله ويبين أحكام الله تعالى، إنه يبين حكم الله فيما يعرض عليه من رسائل، فتخريب الممتلكلات وقتل النفس ليس جهادًا فكل ما يجري بالعالم الإسلامي ليس من الجهاد في شيء بل هو إرهاب وعنف، فكل الجماعات المتطرفة التي رفعت السلاح ليست من الإسلام.