هيكل مكافحة الإرهاب الإقليمي لمنظمة شانغهاى للتعاون مستعد دائما للحوار والتعاون من أجل توحيد الجهود الدولية في مكافحة التهديد العالمي المشترك ضد الإرهاب

اللجنة التنفيذية لهيكل مكافحة الإرهاب الإقليمي لمنظمة شانغهاى للتعاون هي هيئة عاملة بصورة دائمة. ويقع مقر المنظمة في طشقند، عاصمة جمهورية أوزبكستان.
اللجنة التنفيذية لهيكل مكافحة الإرهاب الإقليمي لمنظمة شانغهاى للتعاون يسترشد بأحكام ميثاق المنظمة واتفاقية شنغهاي لمكافحة الإرهاب والانفصالية والتطرف، والاتفاق بين الدول الأعضاء فى المنظمة عن الهيكل الإقليمي لمكافحة الإرهاب، فضلا عن غيرها من الوثائق والقرارات المعتمدة في إطار منظمة شنغهاي للتعاون.
و فى هذا الصدد أجرى مراسل صحيفة “نرادنايا غازيتا” حوارا مع مع مدير اللجنة التنفيذية للمنظمة يوجين سيسويف عن مكافحة الإرهاب والانفصالية والتطرف في إطار اللجنة التنفيذية لهيكل مكافحة الإرهاب الإقليمي لمنظمة شانغهاى للتعاون .

– وفقا للوثائق القانونية، يعتبر الهيكل الإقليمي لمكافحة الإرهاب هيئة دائمة متخصصة لمنظمة شنغهاي للتعاون في مجال مكافحة الإرهاب والانفصالية والتطرف. ويساعد هذا الاتفاق في تنسيق تفاعل الهيئات المختصة في الدول الأعضاء في المنظمة في هذا المجال.  ما هي الآليات العملية للتعاون في مجال مكافحة الإرهاب التي يستخدمها الهيكل الإقليمي لمكافحة الإرهاب للمنظمة؟ ما هو التقدم المحرز؟

– تشكيل و تطوير الهيكل الإقليمي لمكافحة الإرهاب التابع لمنظمة شانغهاى للتعاون يرتبط من ناحية ، إلى إنشاء الإطار المؤسسي والقانوني للتعاون طويل الأجل للدول في مجال مكافحة الإرهاب والانفصالية والتطرف، و من أخرى ضمان الاستجابة في الوقت المناسب لمواجهة التحديات والتهديدات الجديدة لأمن الدول الأعضاء في منظمة شنغهاي للتعاون .
وقد أظهرت السنوات التي انقضت منذ بداية عمل الاتفاق التجريبي أن المنظمة تتعامل بنجاح مع المهام القانونية. وقد لوحظ ذلك في مؤتمرات القمة لرؤساء الدول الأعضاء في المنظمة، وكذلك قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة 71/14 من 21 نوفمبر 2016: “لقد أصبحت منظمة شانغهاى للتعاون منظمة اقليمية هامة للنظر في مسألة الأمن في جميع جوانبه”.

و إن العمل الفعال لهيئتى الهيكل الإقليمي لمكافحة الإرهاب التابع لمنظمة شانغهاى للتعاون،  من المجلس واللجنة التنفيذية، انهما خلقا إطارا قانونيا يوفر اليوم السلوك الفعال للأنشطة التنظيمية والتشغيلية والتحقيق الوقائية  للهيئات المختصة في الدول الأعضاء في منظمة شنغهاي للتعاون. وتهدف اتفاقية منظمة شانغهاى للتعاون لمكافحة التطرف، التى تم تبنيها فى قمة استانا لمنظمة شانغهاى للتعاون فى يونيو 2017، الى توطيد الجهود الرامية الى القضاء على التطرف السكانى ومنع انتشار ايديولوجية الارهاب.

ويجري حاليا وضع برامج مدتها ثلاث سنوات، من جانب مجموعة دائمة من الخبراء بشأن المسائل القانونية والتقنية، وتبادل المعلومات العملية، وقمع استخدام الإنترنت لأغراض الإرهاب والانفصال والتطرف،  فى مجال التعاون على الحدود.

ومن نتائج أنشطة هذه المجموعات وضع تدابير مشتركة لمواجهة التهديدات التي تشكلها المنظمة الإرهابية الدولية (داعش)؛ وحركة الأشخاص إلى مناطق نشاط المنظمة؛ منع وقمع استخدام المتطرفين لشبكات الحاسوب؛ ومنع استخدام الانتحاريين وانتشار الفكر الديني الراديكالي في أراضي الدول الأعضاء في المنظمة.

كل هذا يسهم فى تعزيز تفاعل الهيئات المختصة للدول الاعضاء فى المنظمة فى تنفيذ اجراءات مكافحة الارهاب. لذلك، في عام 2016، تم من جانب الاجهزة الامن الروسية ، بالتعاون مع شركاء من طاجيكستان وقيرغيزستان، في مدن موسكو وسانت بطرسبورغ ويكاترينبورغ ونيجني نوفغورود، إيقاف 40 جريمة ذات طابع إرهابي. قمعت الهيئات المختصة في كازاخستان وقيرغيزستان وروسيا أنشطة “داعش” التي تخطط لأعمال إرهابية في دول المنظمة. و تم تسليم 5 أعضاء المطلوبين من ” داعش”  من جانب الشركاء الكازاخستانيين ، و 14 إرهابيا محتجزا في قيرغيزستان وروسيا.  و في تعاون وثيق بين الخدمات الخاصة من الصين وقيرغيزستان، تم التحقيق في عمل إرهابي في 30 أغسطس 2016 ضد موظفي السفارة الصينية في بيشكيك. وكشفت الجهود المشتركة التي بذلتها الخدمات الخاصة الطاجيكية والروسية في روسيا عن عدد من أعضاء الخلايا الإرهابية “أنصار الله” واحتجزتهم ونقلتهم إلى طاجيكستان. وقد حددت السلطات المختصة في أوزبكستان وروسيا قنوات لتجنيد المجندين لداعش وتوجه إلى مقاتلين إرهابيين في بلدان المنشأ.

وتم منع 200 شخص للإنضمام الى المنظمات الإرهابية و إغلاق حسابا حوالي 000 2 فرد من عملاء تمويل الإرهاب، و غلق 000 100 من مواقع الإنترنت الإرهابية. ويجري البحث عن الأشخاص المشتبه في أنهم إرهابيون، وهم مدرجون في سجل البحث الموحد لهيكل مكافحة الإرهاب الإقليمي لمنظمة شانغهاى للتعاون . وتجري سنويا مناورات مشتركة لمكافحة الإرهاب. ولضمان سلامة الأحداث الدولية الكبرى، تم إنشاء آلية تنسيق خاصة، وتم اختبارها بنجاح لأول مرة خلال دورة الألعاب الأوليمبية في الصين. ويجري تعزيز التعاون على الحدود، ويجري الاضطلاع بعمليات حدودية مشتركة. وفى قمة اوفا لرؤساء الدول الاعضاء بالمنظمة تم التوقيع على اتفاقية للتعاون والتفاعل بين الدول الاعضاء فى المنظمة حول القضايا الحدودية.

–إن الهجمات الإرهابية في الولايات المتحدة والدول الأوروبية في العامين الماضيين تثبت بوضوح أن الآثار السلبية للنزاع المسلح في سوريا تتجاوز حدودها بكثير. كيف يؤثر تطور الوضع في المنطقة السورية العراقية على الوضع الأمني ​​في منطقة المنظمة؟
–  إن العمليات الإرهابية التى شهدتها لفترة طويلة من الزمن  من جانب  “الدولة الإسلامية”، و ” جبهة النصرة” وغيرها من المنظمات الإرهابية الدولية ، تدل علا أن الآثار السلبية للصراع المسلح فى سوريا تنتشر إلى أبعد من حدودها. كيف يؤثر تطور الوضع في المناطق السورية العراقية على الوضع الأمني في منطقة دول الاعضاء فى منظمة شانغهاى للتعاون؟

لفترة طويلة أصبح جزء كبير من أراضي سوريا تحت سيطرة “الدولة الإسلامية” و “جبهة النصرة” وغيرها من المنظمات الإرهابية الدولية.
و اليوم، على خلفية الهزيمة في سوريا، تعتزم ” الدولة الإسلامية” نقل النشاط الإرهابي في مناطق أخرى، و استخداما لهذا الغرض قدرة المنظمات الإرهابية المحلية والإرهابيين الوحيدين، بما في ذلك على أراضي الدول الأعضاء في المنظمة.

في سياق الأنشطة التشغيلية والبحث من قبل السلطات المختصة في الدول الأعضاء في منظمة شنغهاي للتعاون التي تم تحديدها ومنع العشرات من القنوات من نقل المجندين في منطقة الصراع السوري. • إنشاء سجلات تشغيلية للمقاتلين الإرهابيين الأجانب والحفاظ عليها. تبادل المعلومات الاستباقية عن أنشطة المنظمات الإرهابية مثل “الدولة الإسلامية”، “و جبهة  النصرة”، “حزب التحرير الإسلامي”، “حزب النهضة الإسلامية في طاجيكستان”، “حركة تركستان الشرقية الإسلامية” وغيرها. وتنفذ اجراءات مشتركة لتحييد خلاياهم فى مناطق الدول الاعضاء بالمنظمة.

و يأخذ هيكل مكافحة الإرهاب الإقليمي لمنظمة شانغهاى للتعاون في الاعتبار التحديات والتهديدات الجديدة للأمن، وهي مستعدة لمواجهتها.

– قد اعترفت المحكمة العليا في جمهورية طاجيكستان “حزب النهضة الإسلامية في طاجيكستان” و التى نظمت هجوما ارهابيا واسع النطاق فى البلاد في سبتمبر عام 2015، كمنظمة إرهابية متطرفة. هل هناك أي بيانات حول علاقات “حزب النهضة الإسلامية في طاجيكستان” و ” داعش” ؟

– وفقا للتقارير الواردة من السلطات المختصة في طاجيكستان أن  حزب النهضة الإسلامى فى طاجيكستان لم يكن يشارك في تنظيم الأنشطة الإرهابية على أراضي طاجيكستان فحسب ، بل أيضا كانت له علاقات وثيقة مع ” داعش” ، و ” إخوان المسلمين”، و جماعة ” أنصار الله”، و “حزب التحرير”، و” طالبان “، و ” حركة تركستان الإسلامية “وغيرها. خلال فترة نشاطها على أراضي طاجيكستان، قامت قادة حزب النهضة الإسلامى فى طاجيكستان على مر السنين إرسال أكثر من 500 شخص من بين الشباب الى المراكز الإرهابية الأجنبية.

و يعتبر معظمهم من الأعضاء الناشطين في المنظمات الإرهابية والمتطرفة. كما حصلت السلطات المختصة في طاجيكستان على أدلة على أن “أنصار الله” هو الجناح القتالي لحزب النهضة الإسلامى فى طاجيكستان.
و بناءا على ادلة واضحة أن من بين 1000 مواطن من جمهورية طاجيكستان و الذين انضموا الى القوات المسلحة للدولة الإسبلامية  521 منهم هم أعضاء لحزب النهضة الإسلامى فى طاجيكستان ، قد تم من جانب وكالات إنفاذ القانون في طاجيكستان قمع محاولات بعض أعضاء حزب النهضة الإسلامى فى طاجيكستان للذهاب مع عائلاتهم إلى سوريا. في أوائل أغسطس 2015 اعتقل رئيس خلية حزب النهضة الإسلامى فى طاجيكستان، ك . منانوف لنشر أيديولوجية “الدولة الإسلامية” وتعليق علم ” الدولة الإسلامية” فى مدينة ” نارك”.

ساهم تحييد المتطرفين والأنشطة الإرهابية لحزب النهضة الإسلامى فى طاجيكستان للحد من إنضمام المواطنين الطاجيك الى صفوف  تنظيم الدولة الإسلامية.

– كيف يتطور التفاعل بين هيكل مكافحة الإرهاب الإقليمي لمنظمة شانغهاى للتعاون و الوكالات المتخصصة للمنظمات الدولية الأخرى؟
– تتعزز الاتصالات مع الأمم المتحدة في الجمعية العامة، بنجاح و في نوفمبر 2016 عقد حدث خاص “، الأمم المتحدة ومنظمة شانغهاى للتعاون المكافحة المشتركة ضد التحديات والتهديدات”.

وعادة ما يشارك شركاؤنا الدوليون في المؤتمر العلمي والعملي السنويل هيكل مكافحة الإرهاب الإقليمي لمنظمة شانغهاى للتعاون.  و حضر فى  المؤتمر العلمي العملى الخامس  لهيكل مكافحة الإرهاب الإقليمي لمنظمة شانغهاى للتعاون بعنوان ” مكافحة الإرهاب – التعاون بلا حدود”، الذي عقد في 1-2 نوفمبر 2017 في طشقند حضره ممثلون من 8 دول الأعضاء في المنظمة و 4 دول مراقبة لمنظمة شانغهاى للتعاون، و 7 من وكالات الأمم المتحدة المتخصصة و 6 منظمات دولية.

أنشئت حاليا اتصالات لهيكل مكافحة الإرهاب الإقليمي لمنظمة شانغهاى للتعاون مع مكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة، و لجنة مكافحة الإرهاب لمجلس الأمن للأمم المتحدة والإنتربول، ومجموعة أوراسيا لمكافحة غسل الأموال وتمويل الإرهاب، وأمانة منظمة معاهدة الأمن الجماعي، ومركز لمكافحة الإرهاب للدول الأعضاء في رابطة الدول المستقلة، ودائرة التنسيق لمجلس قادة قوات الحدود الخارجية المشاركين في رابطة الدول المستقلة، ومركز المعلومات والتنسيق الإقليمي لآسيا الوسطى لمكافحة الاتجار غير المشروع بالمخدرات، و أمانة  منظمة معاهدة الأمن الجماعى على التفاعل واجراءات بناء الثقة في آسيا. ومن المقرر توقيع بروتوكول للتعاون مع المركز الإفريقي للدراسات والبحوث حول الإرهاب.
هيكل مكافحة الإرهاب الإقليمي لمنظمة شانغهاى للتعاون مستعد دائما للحوار والتعاون من أجل توحيد الجهود الدولية في مكافحة التهديد العالمي المشترك ضد الإرهاب.