رحلة الأخوان إلى بلاد الجنان (طـــاجــكـــســتــان)
مواضيع ذات صلة
ابن الصحراء يفتش عن قطرة الماء فوق كل أرضٍ وتحت كلّ سماء ؛ ومن فرط هيامه يرى شيئاً ما ليس بشيء ، فيرى بحر السراب يلمع في لوح الهجير ، فيلهث خلفه طمعاً في قطرة ماء ، ولكنه يؤوب بالخيبة والخسران هالكاً أو مشرفاً على باب الهلاك ومستقي الماء من بحر السراب وقد فاح الهجير زؤامُ الموت ساقيهِ وفجأة ها هو ذا ابن الصحراء يرى الأنهار تجري من تحته ، فيتبعه من الشكر لربه أجزله فراراً من طغيان فرعون : فابن الصحراء الماحلة يحرمه النوم من الأنهار هديرها ، ويروي عطشه بارد زلالها ، ولذلك ينأى بالساعات أن تمضي نوماً فتحرمه الهناءة بالجداول تشدو بأعذب الألحان وهي تساقط من رؤوس الجبال الشاهقة لتتهادى جداول وجعافر وأنهاراً بين أشجار الغابات تجري مشتاقة للبحيرة الزرقاء الصافية التي تنعكس في صفحتها صور الجبال الشامخة على جنباتها ؛ لوحة لم ترسمها ريشة فنان ، بل هي آية من آيات الكريم المنان . سقى اللَه أرضاً لو أبوح بذكرها ستعرف أشجاني بها ساعة الذكر لقد حفها من كل جنب جنانها وأنهارها السلسال في دورها تجري أتراك يا ابن الصحراء في حلم واهم أم في علم عالم : جبال خضراء تعانق سحاب السماء ، وتغسل وجهها الجميل شلالات الماء صباح مساء ، وتشدو على أغصانها الطيور روائع الألحان والغناء ؟ إني لتطربني الأمواجُ منشدةً لحناً يحيلُ فؤادَ الصخر منفعلا أُصغي إلى الماءِ يجري في مسارحه على الحصى وهو صبٌّ يغنم القبلا والطيرُ شاربةً نور الفضاءِ إذا جرى حياةً لها طارت به جذلا والأفقُ مدَّ يدَ الحسنى مباركةً لا يستر الليلُ منه المبسم الرتلا تحيطُ بي بَهَجاتُ الكون حافلةً تعيد قلبي لها بالـحبّ محتفلا نعم إنك يا ابن الصحراء في علم لا تعتوره الظنون القواطع ولا تمنعه من التصديق موانع ؛ لأنك حقاً في ( طاجكستان ) بلاد الجبال والأنهار والثلوج والغابات ، والأرض البكر التي تمدّ يديها للخطّاب : لا زلت أَرغب في الأسفار منتقلاً إلى بلاد نأت إذ كنت أَقتدر يا حبذا بلدة شيدت على جبل فيها تجاور ماء النهر وَالشجر وحيث إنه قد يغني الجبين عن طلوع الهلال ، وأن في طلعة الشمس ما يغنيك عن زُحَلٍ ، وأنّ دعج العينين يغني عن الكحل ، فلا شك في أنّ المَشاهد تغني عن كثرة الكلام ، وأنّ في الـخـُبْرِ ما يغني عن الـخَبَرِ ، وأنّ في الصور ما يغني الخطّابةَ عن الاسترسال في إيراد الدلائل والبراهين على جمال العروس . قبل عرض الصور معلومات بسيطة عن طاجكستان : العاصمة : دوشانبه . عدد السكان : 8 مليون نسبة المسلمين : 99% عملة الدولة : السيمون الطاجيكي تمتاز أرض طاجكستان بأنها جبلية حيث أن نسبة الجبال أكثر من 93% نالت الدولة استقلالها من الإتحاد السوفيتي عام 1991 لغة البلد : الطاجيكية والروسية