طاجيكستان لطف البشر ينافس جمال الطبيعة
مواضيع ذات صلة
تقف طاجيكستان على رأس البلاد الساحرة التي تتميز بالطبيعة الجميلة والأماكن الخلابة التي تسلب الالباب، وتجمع مناخات الفصول الاربعة خلال وقت واحد، علاوة على ما يتمتع به أهلها من ود وحب للزائرين. وطاجيكستان لمن لا يعرف عنها إلا الاسم، بلد سياحي بامتياز، تجد فيه كل المواصفات التي ينشدها السائح في وجهته بدءا من الامن والامان والطبيعة الجميلة والشعب البسيط وصولا إلى سهولة ورخص الحياة المعيشية التي تجعل السياحة العائلية في ذلك البلد الخيار الامثل والافضل لا سيما ان 85 في المئة من أهله يدينون بالإسلام. ومن حيث الموقع الجغرافي، تقع طاجيكستان التي انفصلت عن الاتحاد السوفياتي عام 1991 وتبلغ مساحتها اكثر من 143 آلاف كيلو مترات مربعة ويبلغ تعداد سكانها 8 ملايين نسمة، وهي دولة واعدة غنية بالمعادن من ألمنيوم وحديد وغيرهما بالإضافة إلى النفط والصمغ. وتاريخيا، تم فتح طاجيكستان علي يد القائد الاسلامي قتيبة بن مسلم، ودخلها الاسلام منذ القرن السادس وأهم ما يميزهم الاعتزاز الكبير بدينهم وبثقافتهم وبحضارتهم. وفي العاصمة دوشامبي تتنوع المظاهر الحضاروية فتجد الفارسية والاسلامية والطاجيكية التي أسسها أول ملك طاجيكي سلمان ساموني قبل 970 عاما، فهناك النصب التذكاري له الذي ينتصب شامخا في ساحة منتصف المدينة ملوحا بيده وكأنه يفاخر بهذه الدولة العالم.أما الشعب الطاجيكي فهو شعب ودود يسابق لطفه جمال الطبيعة والشجر ويشكل مع الهندسة والبناء والحجر مثلث الجذب لكل من يعشق السياحة الاثرية والتاريخية والسياحة المدنية إذ بسبب ما يتميز به هذا الشعب يظن السائح نفسه في أرض الاحلام.
وفي منطقة خوجه آبي كرم السياحية التي تقع على رأس سلسلة الجبال المحيطة بالعاصمة دوشنبه وتحديدا وسط الثلوج التي تغطي الجبال تجد منتجعا سياحيا يعد قبلة للباحثين عن النقاهة والعلاج، فهي منطقة انشئت كمنتجع صحي علاجي استشفائي لعلاج امراض المفاصل والروماتيزم وآلام الظهر من خلال اطباء علاجيين مشرفين على العلاج والذي يتم بالمياه الكبريتية حيث تنبع المياه الساخنة من الجبال بحرارة 98 درجة. وعن هذا الجانب قال الدليل السياحي: «نستخدم الماء لعلاج الاعصاب او العضلات وآلام العظام والشرايين، وكل ذلك يتم بالمصحة وعلى ارتفاع 2000 متر»، مشيرا إلى ان «المادة الرئيسية للعلاج هي مادة الرادون الموجودة بالمياه، كما أن لدينا طبيبا خاصا يكشف ويعالج المريض ويشرف على حالته وهناك 20 نوعا للعلاج الكهربي والمساج والعمود الفقري وخلال 10ايام فإن العلاج بالمياه الكبريتية،التي تحوي مادة الرادون والفلور والكبريت،يأتي بنتيجة علاجية مبهرة للمرض». وأضاف: «المنتجع طبيعي وعلاجه طبيعي طوال السنة ولدينا هنا بالمنتجع سكن ومستشفى وفندق للاقامة طوال فترة الاستشفاء»، لافتا إلى أن «الجميل ان المياه الباردة والعذبة تنساب من الجبال وتشكل جداول عذبة تغذي الزراعة وتغذي البشر بالعاصمة دوشامبيه بصورة بانورامية وجميلة تجعل الزائر يصاب بالدهشة والانبهار»
وفي ما يخص تسمية المنتجع خوجه اوبي قارم، قال الدليل «إنها تعني منتجع سيد ابو طلحة وهذه قصة اسطورية تتحدث عن شخص من اصول عربية من سلالة النبي اسمه سيد ابوطلحة جاء إلى هذا المكان وككرامة خرجت المياه من الجبال ببركة دعائه واخذ الناس يتداوون بالماء واصبح هذا المكان مزارا للتداوي وقد مات ابو طلحة هنا في هذا المكان وقبره يوجد في اعلى المنتجع». وبزيارة مدينة حصار التاريخية وهي بوابة الفارس المسلم قتيبة بن مسلم لدخول المدينة ودخول الاسلام إلى طاجيكستان يجد الزائر نفسه أمام مدينة بنيت منذ 3آلاف سنة وكان اسمها بالفارسية شومان قبل ان يتم تغييرها في عهد الفتوحات الاسلامية من قبل القائد المسلم قتيبة بن مسلم إلى مدينة حصار وكانت بداية تحت سيطرة دولة حخومنشين التابعة إلى دولة اشكونيول وكل هذه الدول فارسية وتتبع امبراطورية فارس وكان ذلك في عام 313 للميلاد حيث هجم على المدينة الاسكندر المقدوني ليتم دخولها بعهد الفتوحات من قبل قتيبة بن مسلم وجاء اليها بالاسلام وكانت في خلافة الدول العربيه الاسلامية 200 عام بعدها انتقلت للدولة السومانية. وفي قلعة حصار يوجد 4 بوابات هي بوابة جانكوب وبوابة السكرية وبوابة التراب الابيض وبوابة منبع الاسماك وفيها مقبرة المقدوني إضافة إلى أن فيها مدرسة تنتمي للقرن 17 ومبنى للاستراحة».
وهناك المكتبة المركزية التي بنيت عام 2012 وتتكون من 9 ادوار وتتحدث عن تاريخ طاجيكستان حيث تحوي العشرات بل المئات من الكتب والمخطوطات النادرة والاثرية ونسخ من المصحف كتبت قبل 400 عام بخط اليد وفيها كذلك عدد كبير من المخطوطات التاريخيه لشعراء وادباء واطباء تاريخيين من الطاجيك.ويقول الدليل السياحي «إن الطبيب المشهور ابن سينا هو طاجيكي ونظرا لكوننا كنا تحت سيطرة بلاد فارس فانه يعتبر فارسيا ولدينا مخطوطات عديدة موجودة بالمكتبة المركزية نحتفظ بها ونفخر بها كأحد انجازات ابناء الطاجيك»، كما ان هناك قاعة الاحتفالات التي تم انشاؤها على احدث طراز ضمن جهود الدولة لمواكبة التطور الذي يشهده العالم و تسمى كوخي نوروز وهي للاحتفالات بعيد النوروز والاحتفالات الاخرى التي تشهدها البلاد كمعلم حضاري من المعالم الحديثة لهذا البلد. وعن العلاقات الكويتية-الطاجيكية، قال سفير طاجيكستان لدى الكويت زبيدالله زبيدوف إنها تشهد نموا وتطورا على الصعيد السياسي لا سيما انها تمتد لما يقارب العشرين عاما ونسعى لأن يواكبها تعاون اقتصادي على صعيد جذب المستثمر الكويتي و السائح الكويتي للاستثمار والسياحة في طاجيكستان«، مشيرا إلى ان»الحكومة الطاجيكية تولي اهتماما خاصا بالمستثمر والسائح الكويتي لترجمة أواصر العلاقة الوطيدة بين البلدين.
وزاد «زبيدوف» ان طاجيكستان بلد تتمتع بكل مقومات السياحة بدءا من كونه بلدا اسلاميا مضيافا وشعبه ودود يحب ويرحب بالسياح وصولا إلى الطقس الجميل والمعتدل طوال العام ووجود مناطق متعددة بحسب رغبة السائح ان كان يريد الذهاب للجبال والثلوج او الاماكن الممطرة المعتدلة او الذهاب للاماكن الدافئة وانتهاء بالتسهيلات التي نقدمها للسياح الكويتيين والتي تتمثل بالحصول على التأشيرة خلال ساعات معدودة وبسهولة ويسر مؤكدا اننا نطمح لأن نرى الزائر الكويتي يزور طاجيكستان لما سوف يلمسه هناك من امن وهدوء وسط طبيعة ساحرة. وخلال عمليات التجوال بالمدينة يبهر الزائر المستوى العالي من النظافة حيث يعتبر الطاجيك ان نظافة عاصمتهم مسؤولية كل مواطن ولذلك قد ترى شخصا عاديا يجمع القمامة شعورا بالمسؤولية والحب والولاء للبلد، كما لا تجد اختناقات مرورية رغم كثرة المركبات الحديثة، وهو ما أرجعه المرافقون إلى سعة وحداثة الطرق من جهه وقلة قاطني العاصمة وتوفر وسائل النقل العام التي يدعمها جمال الطقس من جهة اخرى.