كلمة فخامة الرئيس إمام علي رحمان رئيس جمهورية طاجيكستان في حفل الاستقبال الخاص تحت عنوان: “الأنشطة ذات الأولوية في مجال الموارد المائية والتغير المناخي والحد من مخاطر الكوارث الطبيعية في إطار العقد الدولي “الماء من أجل التنمية المستدامة، 2018-2028م”
مواضيع ذات صلة
معالي رئيس الجمعية العامة،
معالي مساعد الأمين العام،
نحن اليوم أنهينا بنجاح حوارنا الأول حول انطلاق العقد الدولي “الماء من أجل التنمية المستدامة، 2018-2028م”.
والمناقشات ومبادلات الأفكار على نطاق واسع بين المشاركين تظهر أنه يجب علينا أن نعزز من جهودنا ومساعينا على مختلف الصعيدة ليتسنى لنا تنفيذ الالتزامات والأهداف المنشودة في مجال الموارد المائية.
وفي هذا السياق هناك ضرورة للأخذ بعين الاعتبار التبعات السلبية لتغير المناخ الأمر الذي يحدث أكثر من ذي قبل.
وما يقوم به خبراءنا من رصد ومتابعة على مدى عدة سنوات يشهد لتصاعد تأثير التغير المناخي على الطبيعة والأوضاع الاجتماعية والاقتصادية في طاجيكستان وآسيا الوسطى.
وفقاً لهذه المتابعات خلال 60 سنة مضت ارتفع متوسط درجة الحرارة السنوية في طاجيكستان بقدر درجة واحدة مئوية وازداد عدد أيام هطول الأمطار الغزيرة كما ازدادت وتيرة الأحداث الناجمة من المياه والطقس.
كما أن طاجيكستان تشهد خلال السنوات الأخيرة تصاعداً لحدة الكوارث الطبيعية الخطيرة.
والكوارث الطبيعية مثل الفيضانات والسيول والانهيالات الثلجية والانهيلات الترابية تلحق أضراراً جسيمة سنوياً بالسكان وباقتصاد البلاد. في غضون خمس أو ست سنوات أخيرة ازدادت وتيرة الكوارث الطبيعية بنسبة 25 في المائة تقريباً.
وخلال هذه الفترة من جراء الكوارث الطبيعية المختلفة لقي حوالي 200 شخص حتفهم وتعرضت ظروف معيشة أكثر من 100 ألف شخص للخطر وقدر الخسائر الإجمالية بـ 600 مليون دولار أمريكي.
والأوضاع الحرجة تشاهد على وجه الخصوص في المناطق الجبلية للبلاد والتي تشكل 93 في المائة من مساحة طاجيكستان ويقطن فيها أكثر من 80 في المائة من السكان.
وبالإضافة إلى ذلك تحمل ظاهرة التغير المناخي تداعيات سلبية بشكل أكثر من ذي قبل على كمية وجودة موارد مياه الشرب.
وفي طاجيكستان خلال عشر سنوات أخيرة تم تسجيل الذوبان السريع للأنهار الجليدية التي لها أهمية قصوى لكافة بلدان آسيا الوسطى.
وإن تغير الدورة الهيدرولوجية له تأثير سلبي على أمن المياه والطاقة والغذاء ويتسبب في مخاطر إضافية من الفيضانات والجفاف الشديد.
وفي آسيا الوسطى حيث تتبلور الموارد المائية في بعض الدول فيها بينما يتم استخدام واستهلاك تلك الموارد في بعض آخر، هناك ضرورة لإعداد الإستراتيجية الإقليمية الموحدة للتكيف مع التغير المناخي.
والتقلص السريع لمساحات الأنهار الجليدية في المنطقة والذي له صلة بالتغير المناخي يؤكد على أهمية مثل هذه الإسترتيجية.
وإن طاجيكستان تولي عناية خاصة بتبني الإجراءات المعنية بالتكيف، الأمر الذي مثل جزءاً هاماً للتنمية المستدامة.
وفي الختام أقدم الشكر والتقدير لكل مشاركي الحفل اليوم، متمنياً لكم جميعاً المزيد من الإنجازات.
وشكراً لحسن عنايتكم.