كلمة رئيس جمهورية طاجيكستان زعيم الأمة إمام علي رحمان في لقاء الناشطين وممثلي المجتمع ورجال الدين في البلاد

مارس 9, 2024 14:15, 642 مشاهدات
Suhanronii-Prezidenti-um-urii-To-ikiston-Emomal-Ra-mon-dar-mulo-ot-bo-faolon-namoyandagoni-omea-va-hodimoni-dini-mamlakat

أيها المواطنون الأعزاء!

حضرات الناشطين وممثلي المجتمع والعاملين في المجال الديني المحترمين!

في البداية، أود أن أتقدم بخالص التهنئة لجميع شعب طاجيكستان، والمواطنين في الخارج، ولكم جميعاً – الحضور الكرام، بمناسبة حلول شهر رمضان المبارك – شهر التقوى والإحسان والخيرات والصدقات وغفران الذنوب وتطهير الظاهر والباطن وأتمنى لكل أسرة لسكان البلاد السلام والأمن والبركة والحياة السعيدة.

وينبغي أن يقال إن حكمة التقوى والصيام لا تقتصر فقط على الامتناع عن الأكل والشرب، بل إن هذا الشهر المبارك يعتبر وسيلة إيمانية مهمة للمسلمين لاتمام الأعمال الصالحة وطهارة الأيدي واللسان والتنازل والاستغفار والصبر وغير ذلك من الصفات الإنسانية الطيبة.

وقد جاء في آيات القرآن الكريم والأحاديث النبوية، أن كل عمل صالح في هذا الشهر الكريم أفضل وأعظم من غيره من الأشهر وله ثواب أكثر.

ولذلك فإن شهر رمضان هو أفضل فرصة لتوسيع الأعمال الصالحة والتبرعات للأيتام والمعاقين والأسر الفقيرة والمعوزة والمحتاجين والعاجزين والأقارب.

ويقول الله تعالى في سورة التوبة، الآية 60: (إِنَّمَا ٱلصَّدَقَٰتُ لِلۡفُقَرَآءِ وَٱلۡمَسَٰكِينِ وَٱلۡعَٰمِلِينَ عَلَيۡهَا وَٱلۡمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمۡ وَفِي ٱلرِّقَابِ وَٱلۡغَٰرِمِينَ وَفِي سَبِيلِ ٱللَّهِ وَٱبۡنِ ٱلسَّبِيلِۖ فَرِيضَةٗ مِّنَ ٱللَّهِۗ وَٱللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٞ).

وفي نهاية العام الماضي، في رسالة رئيس الدولة، الاتجاهات الرئيسية للسياسة الداخلية والخارجية لدولة طاجيكستان، وفي يناير من هذا العام، في الجمعية العامة لحكومة البلاد حول ملخص 2023، تم تحليل إنجازات أبناء الوطن بالتفصيل، وتحديد المهام للمستقبل القريب.

وفي نهاية العام الماضي، في رسالة رئيس جمهورية طاجيكستان حول الاتجاهات الرئيسية للسياسة الداخلية والخارجية لجمهورية طاجيكستان، وفي شهر يناير من هذا العام في الاجتماع الموسع الختامي لحكومة البلاد للعام 2023، تم تحليل إنجازات شعب البلاد بالتفصيل وتم تحديد المهام للمستقبل القريب.

اليوم أود أن أعبر عن رأيي حول العمليات الجارية في العالم الحديث، بما في ذلك صراع الثقافات والحضارات، والتفرقة والصراعات الدينية والمذهبية، والتوسيع غير المسبوق للإرهاب والتطرف الديني، و”السياسة المزدوجة” في العلاقات للجماعات الدينية المتطرفة وما شابه ذلك والتي أصبحت وسيلة لاستغلال قوات مختلفة المهتمة، وكذلك عن تأثيرها على المجتمع ودولتنا.

هناك بعض القضايا التي نحتاج أن نتحدث عنها بصراحة اليوم وأن نناقش العمليات غير المناسبة ونمنع حدوثها مرة أخرى، حتى لا تتكرر مآسي مثل أحداث التسعينيات مرة أخرى.

ولذلك قررنا أن نلتقي بممثلي مجتمع البلاد والعلماء والناشطين ورجال الدين عشية شهر رمضان المبارك لمناقشة القضايا حول الحياة الاجتماعية، بما في ذلك الروحانية والمعرفة لشعب البلاد والقيام بتحديد المهام لإزالة بعض المشاكل والنواقص الموجودة في هذا المجال.

وأود أن أذكر أنه نتيجة لفهم القيم الوطنية وثقافة والأخلاق الحميدة لشعبنا بانه الآلاف من رجال الأعمال والكرماء وشرفاء المجتمع قد دعموا السياسة الاجتماعية الإنسانية للدولة والحكومة خلال أكثر من ثلاثين عامًا من استقلال بلادنا واتخذت العديد من الإجراءات المفيدة والبناءة.

لقد قاموا حتى اليوم ببناء آلاف المدارس ورياض الأطفال والمستشفيات والمراكز الطبية والطرق والجسور والمصانع والمؤسسات الصناعية وغيرها من المرافق الاقتصادية والاجتماعية، ووفروا فرص العمل لمئات الآلاف من سكان البلاد، وكانوا يساعدون الأسر المحتاجة والأيتام والمعاقين أربع إلى خمس مرات في السنة ويقومون الآن بالعديد من الأعمال الصالحة.

وأغتنم هذه الفرصة لأعرب عن خالص الشكر لدولة وحكومة البلاد لهم جميعا على أعمالهم الوطنية والإنسانية.

وهذا هو العمل الصالح والحسنات التي تؤدي إلى رضا الله، ومكافآتها وثمارها تصل إلى ذرية الانسان، ومكتوبة في كتاب أعمالهم وكتاب الأعمال لأسلافهم الذين ربوا مثل هؤلاء الأبناء الصالحين.

انظروا، اليوم مئات الآلاف من مواطنينا يسافرون إلى الخارج لهجرة اليد العاملة وكم يعانون بعيدًا عن عائلاتهم وأبنائهم ويساهمون في أعمال الخير.

أليس هذا عمل الخير؟

أو بناء مدرسة أو كما كان يسميها الناس في القديم مدرسة، كم من المراهقين لدينا الذين كانوا لا يستطيعون الكلام، سيتعلمون القراءة والكتابة والمعرفة، وسوف ينال المراهقون والشباب المهن والمهارات، أليس هذا عمل الخير؟

واليوم، نحن ممتنون لأنه بفضل نعمة استقلال تم خلق ظروف متناغمة ومواتية في جميع مجالات الحياة الاجتماعية في بلدنا، بما في ذلك حرية الضمير، واليوم يؤدي مواطنونا واجباتهم الدينية بحرية.

واليوم، نحن ممتنون للظروف المواتية التي تم خلقها بمباركة الاستقلال في جميع مجالات الحياة الاجتماعية في بلدنا، بما في ذلك حرية الضمير. واليوم، يؤدي مواطنونا واجباتهم الدينية بحرية.

واليوم، نحن ممتنون للظروف المواتية التي تم خلقها ببركة الاستقلال في جميع مجالات الحياة الاجتماعية في بلدنا، بما في ذلك حرية الضمير واليوم، يؤدي مواطنونا واجباتهم الدينية بحرية.

هل كنا نقدر على الذهاب إلى المسجد بحرية في التسعينات؟

هل كنا نقدر على الذهاب إلى مدن ومناطق أخرى لزيارة أقاربنا وأطفالنا بحرية ؟

فهل يختلف اليوم عن تلك الأيام؟

في تلك السنوات، كان أحد الأسباب لوضع غير المستقر هو عدم شكر، مما أدى إلى مصائب.

ومع ذلك، لا يزال يتم ملاحظة نفس السلوك في بعض المناطق.

وبفضل الحدث التاريخي الكبير في حياة شعبنا، أي الاستقلال والحرية، تمكنا من إحياء قيمنا الوطنية والدينية وتعرّف شعبنا جيدًا على الدين الأجدادي وعلى شيوخ الحكمة وعظماء العلم والأدب في الماضي.

لقد منحنا استقلال الدولة، لنا الأمة الطاجيكية صانعة الحضارة، فرصة لإعادة نشر آثار العظماء وإتاحتها لشعب البلاد.

وأكرر مرة أخرى أن كل هذا هو نعمة أقدس نعمة في حياة شعبنا الاستقلال والحرية وعلمانية دولتنا، التي خلقت فرصًا متساوية وظروفًا دينية حرة ومتناغمة لأتباع جميع الأديان.

كما أتيحت لشعبنا الفرصة لإحياء العادات والتقاليد الوطنية والاحتفالات والأعياد الدينية كعيد النوروز ومهرجان، وتيرجان وصدا ورمضان والأضحى كجزء من الثقافة الوطنية بمشاركة صغار وكبار سكان البلاد للاحتفال بفخر بتاريخ الأمة الطاجيكية الذي يزيد عن ستة آلاف عام.

خلال سنوات الاستقلال، قامت حكومة طاجيكستان بالكثير من العمل المهم من أجل تهيئة الظروف المواتية لضمان حرية الضمير وحرية الدين.

في عام 2009 أقيمت الندوة بالذكرى الـ 1310 لمؤسس المذهب الحنفي المتسامح أبو حنيفة النعمان بن ثابت  الملقب بالإمام الأعظم بمشاركة مشاهيرعلماء العالم الإسلامي وشخصيات مشهورة من 55 دولة، وأصبح حدثاً مهماً في الحياة الروحية لشعبنا.

عندما قررت عقد مثل هذا الحدث، عارض بعض ممثلي المثقفين في البلاد لأي غرض نحن نفعل هذا.

ولم يأخذوا في الاعتبار مسألة مهمة وهي أن شعبنا لا يعرف مذهبه، ولا يسمي شيخ المذهب.

 حتى لم يعرفوا الكثيرون بان ننتمي إلى أي مذهب.

كنت أرى ذلك.

وكذلك تمجيد الشخصيات العلمية والدينية المؤثرة مثل مولانا جلال الدين بلخي وأبو علي بن سينا وعبدالرحمان جامي  ومحمد خجندي  وأبوريحان بيروني ومحمد غزالي وناصر خسرو قبادياني ومير سعيد علي حمداني وغيرهم ونشر العديد من الآثار الأخلاقية والعلمية للمفكرين السابقين باللغة الطاجيكية ومن الأعمال التي أنجزت في هذا الاتجاه هي ترجمة ونشر القرآن الكريم ثلاث مرات وإتاحته لشعب طاجيكستان.

بناء على تعليمات رئيس الجمهورية ترجمت ونشرت باللغة الطاجيكية أحد أشهر تفاسير القرآن الكريم “ترجمة تفسير الطبري” و”الهداية” لبرهان الدين أبي الحسن بن أبي بكر و”صحيح” للإمام البخاري و”المقدمة” لابن خلدون وغيره من آثار كبار المفكرين الإسلاميين.

لقد اتخذنا هذه الإجراءات حتى يتمكن الشعب الطاجيكي من القراءة ومعرفة من هم أسلافنا.

وقد قررنا الاستمرار بمثل هذه الإجراءات بما في ذلك الطبعة باللغة الطاجيكية للقرآن الكريم حيث يكون موجودًا في كل بيت للأسر في البلاد حفاظًا على الهوية الدينية لشعبنا.

منذ الأيام الأولى للاستقلال، اعتبرت طاجيكستان حقوق وحريات الإنسان والمواطن كقيمة عليا وشكلت الأساليب والأدوات اللازمة في هيكل الدولة لتنفيذها.

إنشاء لجنة الشؤون الدينية وتنظيم الطقوس والاحتفالات التابعة للحكومة، مركز الدراسات الإسلامية التابعة لرئيس الجمهورية، والمعهد الإسلامي في طاجيكستان الذي يحمل اسم الإمام الأعظم واعتماد القوانين جمهورية طاجيكستان “بشأن تنظيم التقاليد والاحتفالات”، و”بشأن حرية الوجدان والجمعيات الدينية”، و”مسؤولية الوالدين في تعليم وتربية الأطفال”، وتسجيل 4 آلاف جمعية دينية، أي المساجد و وتنظيم الرحلات الجماعية للمواطنين للحج والعمرة من بين الإجراءات المنفذة في هذا الاتجاه.

يوجد اليوم في طاجيكستان مسجد واحد لكل 2000 مواطن، بينما يبلغ هذا المؤشر 3-3.5 ألف نفراً في الدول الأعضاء في رابطة الدول المستقلة و5-5.5 ألف نفراً في دول العالم المتقدمة الأخرى.

وفي الوقت نفسه، هناك ينشط بحرية الدار للمجتمع الإسماعيلي، ولجنتان لتنمية المجتمع الإسماعيلي، و67 منظمة دينية غير إسلامية في البلاد.

وفي عام 2010، تم إعلان مدينة دوشانبه عاصمة للثقافة الإسلامية من قبل منظمة العالم الإسلامي للتربية والعلوم والثقافة (الإيسيسكو) وهو دليل واضح على أن قدم الطاجيك مساهمة قيمة في حماية التراث الديني وإثرائه وبشكل عام الثقافة الإسلامية والتعليم على مستوى العالم الإسلامي.

وتشير هذه الحقيقة أيضاً إلى توفير العديد من الفرص لمواطني البلاد لممارسة حقوقهم وحرياتهم الدينية خلال فترة الاستقلال كما يتم ضمان حرية الضمير بالمستوى الضروري.

فكيف لا نكون ممتنين لاستقلالنا وسيادتنا؟

في العالم اليوم هناك أمم تقاتل من أجل تأسيس دولة منذ مئات السنين وهكذا ضحت بالملايين وما زالت تقدم التضحيات.

في هذه الحالة، سأقول شيئًا واحدًا فقط: أي شخص في طاجيكستان لا يكون شاكرا لهذا الوطن ولهذا وطن  أسلافه مثل الجنة، سيكون عاجزًا.

الاستقلال والنظام العلماني لدولتنا هو الذي أتاح لمختلف الجنسيات وأتباع الديانات والطوائف المختلفة في بلدنا لممارسة أنشطتهم الدينية بحرية في إطار أحكام دستور البلاد والتشريعات الحالية.

أثبت تاريخ الدولة الطاجيكية الجديدة ومرور الزمن صحة اختيار نظام الدولة العلمانية في الظروف الحديثة.

ولم أتولى منصب رئيس الدولة إلا لمدة خمسة أيام فقط عندما تم انتخابي في الدورة التاريخية السادسة عشرة للمجلس الأعلى في مدينة خوجاند القديمة ومن أجل الحفاظ على سلامة الدولة الطاجيكية على الساحة العالمية ومنع تفكك الأمة الطاجيكية، فإن هذا هو الطريق وهذا الهيكل للدولة الذي اقترحته.

إن تحليل ومراجعة الإجراءات التي اتخذتها حكومة طاجيكستان لأكثر من 32 عامًا فيما يتعلق بالدين هو علامة على أن دولتنا الديمقراطية والعلمانية تتخذ خطوات حازمة لضمان حرية الضمير وتفي بمهمتها التاريخية وواجبها تجاه أهل الإيمان بالمستوى اللازم.

اليوم نحن أحرار في الطاعة وفي العبادة وتصليو وتصوم وتذهب إلى المسجد وتذهب إلى بيت الله وتعمل الأعال الصالحة والخيرات وأنت حر.

تتمتع جمهورية طاجيكستان برؤية جيدة لجميع الأديان وقد وفرت الظروف الدينية الملائمة لأتباعها وخاصة لتطوير الإسلام، الذي يؤمن به 99 في المائة من سكان البلاد، ولم توفر لهم الظروف المواتية فحسب، بل يشيد بقيمها البناءة والإنسانية.

وقمنا بهذه الأعمال استمرارًا للعمل الذي قام به أجدادنا الطيبون في حماية وتحسين القيم الدينية والأخلاقية للدين الإسلامي وتطهيره من كل أنواع الخرافات والتعصب والحماية من الفرق والحفاظ على صحة ديننا.

لأن ابن الأمة الطاجيكية أبو حنيفة النعمان بن ثابت أو الإمام الأعظم هو مؤسس أكبر المذهب المتسامحة في الإسلام والتي يبلغ عدد أتباعها ما يقرب من 60 في المائة من مسلمي العالم، أي أكثر من النصف من المؤمنين بالإسلام.

قولوا لنا كيف لا نفتخر بهذا الابن العظيم للوطن وغيره من الرجال العظماء؟ كيف؟

وأود أن أذكركم أن سبب كثرة أتباع المذهب الحنفي هو عقلانيته وتسامحه، فهو يتكيف مع ظروف كل عصر بما في ذلك العصر الحديث ويضع الإنسان في مكانة عالية جداً كالأفضل مخلوق خلقه الله.

وفي الواقع، تحاول الشعوب والأمم في العصر الحديث دراسة واختراع العلوم والتكنولوجيا الحديثة لحماية قيمهم الوطنية وإنجازاتهم الثقافية وحرياتهم الشخصية في ظل حماية دولتهم المستقلة من تهديد عولمة المصالح وإساءة استخدام القيم.

خلق الله الإنسان وأعطاه الذكاء والعينين والماء والتراب والأرض تحت تصرفه حتى يتمكن من العيش والاستمتاع بهذا العالم واستخدام عقله والتكيف مع العصر ولا يتبع الخرافات وتعلم العلوم وتعلم المهنة وتعلم الفن واستمر في حياتك.

إن اتباع شعائر أجدادنا المذهب الحنفي هو من أكثر الوسائل فعالية لحماية الفضاء العقائدي لمجتمعنا من التهديدات والمخاطر في الظروف الحديثة.

أبو عبد الله محمد إسماعيل البخاري، في ظل الظروف الصعبة لأزمة “علم الحديث”، من بين مئات علماء الحديث النبوي المشهورين، حاول تنظيفهم وقدم للعالم الإسلامي 7250 حديثًا صحيحًا من بين مئات الآلاف من الأحاديث النبوية. الأحاديث الموضوعة بمعالجتها بالأسلوب العلمي والمنطقي والتاريخي.

يعتبر العلم العالمي وجميع مسلمي العالم أن الجامع الصحيح للإمام البخاري هو أصح كتاب بعد كتاب الله أي القرآن الكريم.

لقد رفع مولانا جلال الدين بلخي الحكمة والأخلاق الإسلامية إلى مستويات عالية جدًا من الشعر، وبنى جسرًا من التفاهم والتسامح المتبادل على حدود الحضارات الثلاث، الإسلامية واليونانية والمسيحية، وبدأ الحوار بين الثقافات والحضارات.

المثنوي الروحاني للمولوي

هو القرآن  باللغة  البهلوية.

وهذا أثر عظيم لابن الأمة الطاجيكية التي قررت اليونسكو الاحتفال بالذكرى الـ 800 لتأسيسها بمبادرة من طاجيكستان قد تم نشره في العديد من البلدان في العقود الأخيرة وأصبح الكتاب الذي يحظى بأكبر عدد من القراء بين شعوب العالم.

وبالقدر زرت ضريحه مرتين.

ما هي الجنسيات والشعوب وممثلي الديانات والطوائف المختلفة التي ترونها في ضريح مولانا.

أعتقد أن الآثار التي قام بتأليفها مولانا هي لهذه الأيام والليالي وقد كتبت للجميع.

إنه يخدم من أجل الوحدة والتسامح والصبر والتعاون والتعايش والصداقة والرفقة.

ولهذا السبب يحبه الجميع.

على مر القرون جمع الجسر الروحي والثقافي الذي بناه مولانا بين شعوب وأمم مختلفة في العالم وحتى اليوم، يزور أتباع الديانات المختلفة مثل المسلمين والمسيحيين واليهود ضريحه ويكرمون تراثه.

نحن فخورون بأن جميع أعمال مولانا مكتوبة باللغة الطاجيكية.

وفي هذا العام أيضًا، بمبادرة واقتراح من طاجيكستان، ستقام احتفال مولانا في منظمة اليونسكو أعتقد أنها ستلعب دورًا قيمًا في العرض المناسب والاعتراف بشكل أفضل بلغة الأمة الطاجيكية وتاريخها وثقافتها على الساحة العالمية وكذلك في تعزيز هويتنا الوطنية.

لكن منذ تسعينيات القرن العشرين ظهر “حضرات جدد” و”مولانيون جدد” كانوا يريدون قيادة شعبنا إلى الطريق الخاطئ بكل أعمالهم الملفقة والمتحيزة.

إذا لم يكن هناك قانون فسيظهر “أنبياء جدد” مثل الشيخ تيمور في كل قرية من قرانا.

ثم يبدأ كل دامولا في فرض آرائه على الناس حسب ذكائه ومعرفته بالقراءة والكتابة.

جميع علماء وعظماء أمتنا مثل الأستاذ أبو عبد الله رودكي والحكيم أبو القاسم فردوسي وناصر خسرو قوبادياني وأبو علي ابن سينا ومولانا جلال الدين بلخي والشيخ سعدي شيرازي وخاجة حافظ شيروزي وكمال خجندي وميرزا ​​عبد القادر بديل وأحمد دانش والأستاذ صدرالدين عيني علموا فهم مشاكل الدنيا والآخرة من خلال التنوير و الوعي الذاتي.

ولذلك فإن لشعب طاجيكستان وخاصة الشباب الذين يعتبرون أنفسهم مسلمين وأتباع المذهب الحنفي لهم الحق المعنوي في أن يفخروا بأنهم ورثة الشخصيات العلمية والأخلاقية العالمية.

يجب على كل فرد في هذا البلد وكل مراهق وشاب لديه علاقة لا تنفصم مع الأمة الطاجيكية والأشخاص ذوي الجذور التاريخية واللغوية والثقافية والروحية أن يقولوا بفخر أنني طاجيكي وحفيد ووريث سلف مثقف الذين من أجل تطوير العلوم والثقافة والحضارة الإنسانية وكذلك من أجل حماية صحة دين الإسلام فقد قدموا خدمة قيمة وحصلوا على مكانة جديرة في العالم الإسلامي.

يا رجال الدين اشرحوا للناس أولاً وقبل كل شيء يجب أن تكون عالماً ومتعلماً.

لماذا نصبح غرباء؟

ماذا نقوم بترويج الغرباء كثيراً؟

لا أفهم ماذا يعطينا مثل هذا السلوك؟

لماذا نضلل الأمة؟

بأي لغة يجب أن أشرح؟

زعيم أي دولة في العالم يدفع أمته وشعبه إلى النار وهو يعلم؟

الخضور الكرام!

وتجدر الإشارة إلى أنه على الرغم من حسن تعامل الدولة تجاه جميع الأديان والمذاهب وخاصة تجاه الإسلام فقد ظهرت في السنوات الأخيرة مظاهر مقلقة ومثيرة للتعصب والخرافة والانقسام والتطرف الديني وفي هذا السياق عدم مراعاة الأعراف وقد تزايدت أحكام الدستور والقوانين المعمول بها.

لقد كنا أنفسنا شهودا ونتذكر جيداً أن كل مآسي التسعينيات كان سببها مخالفة الدستور والقوانين القائمة.

لقد سحقنا الجميع. أدى إلى ما؟

إلى الفوضى – بلا سلطة!

هذا في حين، بحسب رأي علماء الإسلام المشهورين، فإن الخرافات والتعصب والتطرف الديني لا علاقة لها بالتعاليم الإنسانية للإسلام.

أعداء الإسلام يدعمون ويمولون التطرف الديني بكل الوسائل من أجل زرع بذور الفتنة والكراهية وخلق شعور بالإسلاموفوبيا والانقسام الديني بين المجتمع المسلم وتحقيق أهدافهم الأنانية وأحدها الحصول على ثروات غنية للبلدان.

واليوم لا يخفى على أحد أن مركز عدد من الأحزاب والحركات الإرهابية والمتطرفة يقع في دول العالم المتقدمة.

كما أن أغلب الحروب التي تحدث بين الدول هي حروب دينية بشكل أو بآخر.

إن فيهم أيدي أعداء الإسلام والأمة الإسلامية.

وفي السنوات الأخيرة شهد التوسع غير المسبوق لجهود القوى العظمى لتحقيق مصالحها وإعادة توزيع العالم والتسلح السريع وبداية مرحلة جديدة من “الحرب الباردة” والتوسع غير المسبوق للأنشطة الإرهابية والمتطرفة والجماعات التي اكتسبت للأسف طابعًا دينيًا، الوضع المعقد الذي نشأ في أعقاب جائحة كوفيد-19 بسبب تغير المناخ وعواقبه الوخيمة الجفاف والندرة ونقص الغذاء والجوع مما يجعل العالم أكثر تضرراً والوضع العالمي معقد ولا يمكن التنبؤ به.

أي أن البشرية اليوم تمر بفترة صراع عسكري شديد وجفاف وندرة ومجاعة وتدهور اقتصادي واجتماعي وبشكل عام، فهي في وضع معقد للغاية في تاريخها.

يمر تاريخ البشرية بسنوات حساسة وخطيرة للغاية.

ولهذا السبب، في مثل هذا الوضع وفي مثل هذه السنوات عندما تكون حياتنا وحياتكم في خطر لا ينبغي لنا أن نبالغ.

ونتيجة للعوامل المذكورة، شهدنا في السنوات الأخيرة في العديد من البلدان ذات الأغلبية المسلمة زعزعة استقرار حياة الناس واضطراب الوضع الأمني ​​للدول من خلال تسييس الإسلام أو تأثير الإسلام السياسي.

“الثورات الملونة” وغيرها من العمليات المشابهة لها والتي صممت مثل الحرب الأهلية القسرية في طاجيكستان حيث نشأت وأين أدت لا تخفى على أحد اليوم.

إن تسييس الدين عملية مصطنعة وليس له مكان في التعاليم الإسلامية.

لأن دين الإسلام لم يكن سياسياً منذ بداية نشأته وأولى خطوات تعاليمه هي القراءة والدراسة ثم الإيمان بالله والاعتراف بوحدانيته.

عندما نقول أن الله واحد فقط، غفور ورحيم فمن الضروري أن نعبده فقط وليس لأي شخص آخر وليس لأي شيء آخر.

في الوضع المعقد للعالم الحديث من واجبنا حماية استقلال وحرية وأمن الدولة والمجتمع مع مراعاة متطلبات قوانين الدولة العلمانية والتعامل مع القيم الدينية بعقلانية وحماية حقوق الإنسان القيم البناءة للدين الإسلامي ومنع انتشار الفرقة والتطرف.

أعتقد أن الحياد أو المساومة بشأن هذه القضية يعادل تدمير سعادتنا وسعادتنا لأطفالنا.

لأن الحياد يؤدي إلى ما يحدث من أحداث ومآسي للدولة والأمة على السواء والجيل الأكبر سناً في البلاد ومعظم الجالسين في هذه القاعة يعرفون ذلك جيدًا.

وإذا كان أحد أسباب الحرب الأهلية هو الاستخدام المتحيز لمشاعر الناس الدينية، فإن العامل الرئيسي الآخر كان الحياد بمصير الدولة والأمة.

وكنت أحد الشهود في قاعة البرلمان آنذاك.

لم تكن الحرب الأهلية لتبدأ في طاجيكستان لو لم يظل الكثير من الناس على الحياد.

وكم من مآسي الذي جلبته تلك الحرب. كم من الناس قتلوا.

أكثر من 150 ألف قتيل ومليون لاجئ قسري وأكثر من 50 ألف طفل يتيم وملايين الأشخاص الذين فقدوا أحبائهم ومليارات الساماني الخسائر الاقتصادية لتلك الأيام لم ينساها الناس بعد ولا تزال محسوسة في قلوبنا الاقتصاد والحياة اليوم.

ظهرت العشرات من المقابر الجديدة في أفغانستان المجاورة بسبب اللاجئين الطاجيك.

في تلك الأيام كان الأشخاص الذين باعوا دينهم ينقلبون الأب على الابن والأخ على الأخ وبدأت الحرب الأهلية القسرية في بداية التسعينيات من المساجد.

أي قد حان الوقت لمحاربة كافة أنواع الظواهر غير المرغوب فيها والخطيرة بما في ذلك التطرف والإرهاب وضمان سيادة القانون في البلاد.

تجب الملاحظة أنه خلال العهد السوفييتي لم يكن هناك سوى 34 مسجدًا في طاجيكستان بما في ذلك 17 مسجدًا عامًا و15 كنيسة ومعبدين يهوديين.

ولم يكن هناك حج ولا حاج ولا عمرة ولا معهد إسلامي ولا عدد كبير من مساجد لأداء الصلوات الخمس والجمعة.

الكبار منكم يعرفون.

ومع ذلك وعلى الرغم من هذه القيود الصارمة في ذلك الوقت لم يكن متطرفًا ولا إرهابيًا دينيًا ولا مؤامرة دينية.

ويوجد اليوم في طاجيكستان 4000 مسجد ومعاهد إسلامية ومؤسسات الدراسات الدينية وأكثر من 250 ألف حاج وأكثر من 400 ألف معتمر وآلاف من العاملين في المجال الديني وخريجي المؤسسات التعليمية الدينية الأجنبية والمحلية تلقوا تعليمهم في حرية الاستقلال.

تم بناء أحد أكبر المساجد في المنطقة في عاصمة طاجيكستان.

تجري أعمال بناء المبنى الجديد والحديث للمعهد الإسلامي في طاجيكستان مع فن المعمارية الوطنية العالي بسرعة.

ولكن مقابل كافة الإجراءات المتخذة حتى الآن ودعم ومساندة الدولة والحكومة من أجل الحفاظ على استقرار الوضع الديني في البلاد قد أصبحت التعصب والخرافة والانقسام والتغريب والتطرف والتطرف والأعمال الإرهابية ذات الطبيعة الدينية عاملا مثيرا للقلق وقلقا خطيرا.

أود التأكيد أن هذه العملية لن تؤثر على الوضع السياسي والاقتصادي والاجتماعي والمعنوي لطاجيكستان حيث أن وطننا معترف بها العالم اليوم كبلد مبادر ورائد في حل المشاكل العالمية.

لقد محينا الآن من أذهاننا وذكرياتنا الاسم السيئ “الحرب الأهلي” الذي فُرض على أمتنا العريقة ذات الثقافة والحضارة البارزة وسنقدم طاجيكستان إلى الأمام على الساحة الدولية كدولة مستقلة وديمقراطية وعلمانية قائمة على القانون والأهم من ذلك كبلد مبادر ومبدع وصاحب خمس مبادرات على المستوى الدولي.

 بمبادرات جمهورية طاجيكستان حصلت عيد النوروز مكانةً دولية

تم عرض أوشي بلاو كطعام الوطني الطاجيكي في العالم بما في ذلك وملابس شاكان كملابس وطنية هيث ألوانها متنوعة.

 من كان يعرفنا في السنوات السابقة؟

فكيف لا نشكر هذا البلد وهذا الهيكل الحكومي وهذا الوطن الجميل مثلها في الجنة.

لقد سجلت صفحات تاريخ للدولة الطاجيكية كوارث مأساوية وأحداث صعبة حيث كان العامل الرئيسي فيها هو ظهور الأيديولوجية الدينية المتطرفة والتعصب وتسييس الأفكار الدينية.

على سبيل المثال نأخذ مصير وآفاق دولة سامانيان.

بحسب معلومات العلامة باباجون غافوروف في كتاب “طاجيكان”، فإن الدولة السامانية تشكلت على أساس نهوض الوعي الوطني، وإمتدت لمدة 124 عاماً وهُزمت بسبب التطرف الديني وتواجهت كراهية الأجانب.

في تلك الأوقات قد خلق  المتدينون اللذين باعوا أصالتهم وهويتهم الأساس لدعم الأجانب حيث كانوا يهدفون إلى اغتصاب دولة الطاجيك.

في نهاية القرن العشرين، بمجرد نيل طاجيكستان استقلالها ، حاول المتدينون المتطرفون الذين كانوا يرغبون الاستيلاء على السلطة وتدمير الدولة الطاجيكية الشابة بشعارات إسلامية من خلال فرض على الناس ثقافة الأجانب ليتابع الأمة للآخرين مرة أخرى.

وفي مثل هذه الظروف أظهر عدد من القادة والمثقفين الحياد تجاه مصيرة مستقبل أبنائهم وأحفادهم ، مما أدى إلى إمتداد بلدنا إلى حرب أهلية.

وفقا لما خلص إليه العلماء والخبراء والمتخصصون في الدراسات الإسلامية على مدى الأربعة عشر قرنا الماضية، فإن إحدى الأدوات التي أثبتها اللاعبون الجيوسياسيون هي تنفيذ برامج “الإسلام السياسي” حيث يستخدم لتنفيذ أي من برامجهم ومشاريعهم وخططهم المنحازة.

ويتذكر رعايانا جيداً كيف أرفع التنظيم الإرهابي المتطرف المحظور نشاطها في بلادنا “حزب النهضة”على عاتق شعبنا ثقافة الآخرين، أي هوالحزب المتطرف السبب الرئيسي لإندلاع الحرب الأهلية التي فرضها اللاعبون الجيوسياسيون، في تحقيق أهدافهم بناء الدولة الإسلامية في طاجيكستان.

تظهر دراسة وتحليل القضية أنه بالنسبة لمصيرة المستقبل للأمة الطاجيكية، فإن عامل لتطرف في المجتمع وانضمام المواطنين إلى المنظمات الإرهابية سيظل يشكل تهديدا خطيرا في الظروف الحالية، وإذا لم يتم وقاية ومنع هذه العملية، سيكون لها عواقب غيرسارة.

وقد تم تفعيل الهياكل والسلطات المعنية في البلاد، على أساس البرامج والوثائق الأخرى التي اعتمدتها هيئة الأمم المتحدة، فضلا عن الاحكام التشريعية لمكافحة المنظمة ضد التهديدات المذكورة أعلاها وطاجيكستان اليوم معترف بها كدولة رائدة في مكافحة الإرهاب والتطرف وتحارب هذه الظواهر الخطيرة بالتعاون مع المجتمع الدولي.

يظهر حالات تطرف لدى بعض مواطنينا وميلهم إلى الانضمام إلى التنظيمات الإرهابية والمتطرفة في بعض المدن والمحافظات.

السبب الرئيسي لمثل هذا الحالات، أولا وقبل كل شيء، هوعدم تفعيل العمل اللازم مع الناس في إتتجاه المعنوية.

 يعتبرون قادة الولايات ورؤساء المدن والمقاطعات، والهياكل المحلية لوزارات التعليم والعلوم، والثقافة، والعمل، والهجرة والتوظيف، ولجان الشباب والرياضة، والمرأة والأسرة، والدين، وتنظيم التقاليد والاحتفالات، وغيرها من الهياكل الحكومية والعامة ذات الصلة ، بما في ذلك وكالات إنفاذ القانون والمحاكم الترويج لأنشطة بناء الأيديولوجية أمرًا ثانويًا ولا يولي أهتماً كبيراً لهذه القضية الهامة.

واستنادًا إلى المادة الأولى من الدستور، الذي تم اعتمادها ليس من طرفي، وليس من طرف البرلمان، ولكن من خلال الرأي الجميع لشعب طاجيكستان، أُعلن أن جمهورية طاجيكستان دولة ذات سيادة وديمقراطية وقائمة على القانون وعلمانية والموحدة وإجتماعية تتمتع بحرية الضمير والمعتقدات من بين الحقوق والحريات الأخرى، وتوفر لها الضمانات الدستورية.

واستمرارًا لهذه العملية، صدرت عدة قوانين “بشأن حرية الضمير والجمعيات الدينية”، و”بشأن مكافحة التطرف”، و”بشأن مكافحة الإرهاب”، و” بشأن تنظيم التقاليد والاحتفالات”، و”بشأن مسؤولية الوالدين في التعليم وتربية الأطفال وتم اعتماد ودخل حيز النفاض مفهوم سياسة الدولة في المجال الديني، والاستراتيجيات الوطنية لمكافحة التطرف والإرهاب للأعوام 2016-2020 و2021-2025.

ومع ذلك، ينبغي التأكيد على أن ما تم تفعيل موضوعات فيما يتعلق لمكافحة الإرهاب والتطرف من قبل الوزارات والجهات المختصة، ولجان الدين والشباب والمرأة والأسرة، والهيئات التنفيذية المحلية لسلطة الدولة، والحكم الذاتي للمدن والقرى، وكذلك أفراد المجتمع ولم يتم تنفيذها على المستوى الضروري ويبدو أنهم نسوا مأساة الحرب الأهلية في التسعينيات من القرن الماضي.

لقد نسي الكثيرون ماذا وأين ولأي أسباب بدأت الحرب.

بينما في تلك الأيام كانت هناك كل الجهات المختصة.

لقد كان هناك المزيد مما هو عليه اليوم، لكنه كان مجرد تقرير، كل شيء كان على الورق.

ورغم حظر نشاط 28 تنظيما متطرفا وإرهابيا في البلاد بقرارات من المحكمة العليا، إلا أنه لا تزال هناك حالات انضمام لمثل هذه الأحزاب والجماعات.

وفي السنوات العشر الاخيرة، تم اكتشاف وتسجيل 6680 جريمة إجرامية متطرفة وإرهابية، بما في ذلك 86 عملاً إرهابيًا ومحاولات قتل في البلاد، وتم منع 11 حالة أعمال إرهابية ومحاولات قتل.

خلال هذه الفترة، وبسبب الترويج المتطرف على نطاق واسع عبر شبكات التواصل الاجتماعي، وعندما يكون المواطنون في الهجرة، وانضمام الشباب إلى تنظيم “الدولة الإسلامية” المتطرفة والجماعات الإرهابية الأخرى، زادت حشدهم في مناطق النزاع، مما أثار جدية المخاوف والقلق للمجتمع.

وبحسب آخر المعلومات، قُتل أكثر من ألف شخص حيث شاركوا في صراعات مسلحة في دول أجنبية، وظل آلاف آخرون مجهولين بصدد مشاركتهم في النزاعات.

وفي هذا الصدد، أود أن أؤكد على نقطة أخرى.

الأشخاص الذين يعودون من مؤسسات تعليمية دينية غير رسمية ومشكوك فيها في دول أجنبية يدخلون أفكارًا متطرفة وعدوانية في الجو الديني في طاجيكستان.

على سبيل المثال، ممثلو “السلفية” لديهم وجهة سلبية وموقف عدائي للمذهب الحنفي ومؤسسه الإمام أبو حنيفة وللمذهب “الإسماعيلية” التي جزء من السكان المحلي للبلاد من أتباع هذا المذهب تاريخي.

وينكرون أتباع هذا الحركة آراء ممثلي الديانات الأخرى ويدينونها باعتبارها تجديفًا، وفي هذا السياق يزيدون من حدة الصراع الديني بين المسلمين.

جدير بالذكر أن أغلب الأشخاص الذين انضموا لتنظيم “الدولة الإسلامية” وغيره من التنظيمات المتطرفة والإرهابية هم من أتباع تعاليم “السلفية”.

ومن هذا المنطلق، وبموجب قرار المحكمة العليا في طاجيكستان، تم إعلان هذه الحركة متطرفة وإرهابية، وتم حظر نشاطها داخل البلاد.

ومع ذلك، منذ عام 2015 حتى الآن إنضم أكثر من 2300 مواطن البلاد في هذه الحركة، وتم فتح 1945 قضية جنائية.

ومما يدعو للقلق أن بعض الأئمة يصبحون من أتباع الجماعات المتطرفة والإرهابية ويشجعون ويروجون أفكارهم المتطرفة بين المصلين.

على سبيل المثال، أثناء دراسته الدينية في الخارج انضم إمام أحد المساجد في مدينة كونيبودوم إلى حركة “السلفية” المتطرفة وقام خلال فترة نشاطه في هذا المسجد بتنظيم إجتماعات غير شرعية، وقام بإعطاء تعاليم دينية متطرفة لمجموعة من شباب المدينة حول تفوق المنهج “السلفية” على مذهب الإمام الأعظم، وجذبهم إلى هذه الحركة.

وكان إمام مسجد قرية شوديونا التابعة لمحافظة جبار رسولوف يروج ويشجع بانتظام أفكار تنظيم “الدولة الإسلامية” الإرهابيي بين المصلين.

كذلك انضم إمام المساجد المركزي بمدن وأحياء باباجان غفوروف وجوليستون (شخص واحد) وخوجاند (شخصان) وكونيبودوم (6 أشخاص) إلى تنظيم “الإخوان المسلمين” المتطرف والإرهابي أثناء دراستهم في والمؤسسات التعليمية الدينية الأجنبية، وبعد عودتهم إلى طاجيكستان، إنتشروا بانتظام عقائدهم متطرفة بين الجماهير.

  كما أن مبشرون هذا التنظيم المتطرف – بأكملها عدة مواطني جمهورية مصر العربية، بهدف بدء أنشطتهم سراً في بلادنا، دخلوا كمدرس في الجامعة الوطنية والجامعة الدولية للغات الأجنبية في طاجيكستان التي تحمل اسم ساتم أولوغزوده ، وكذلك كموظف سجل أسمه في الأكاديمية العلوم الوطنية وقاموا بغرس أفكارهم المتطرفة وقاموا بجذب 124 شخصًا في إنضمام لتنظيم “الإخوان المسلمين” المتطرف والإرهابي.

أحد إمام مسجد مدينة كونيبودوم قام بقطع رأس قادة المؤسسة الإصلاحية أثناء قضاء عقوبته في سجن بمدينة خوجند وحاول الهروب من السجن.

إمام المسجد السابق

هناك الحوادث المرعب جداً

في السنوات الأخيرة، ارتكب بعض مواطني طاجيكستان أعمالا إرهابية مرعبة في بلدان أخرى من العالم، وهذا العمل غير إنساني ينخفض سمعة الدولة الطاجيكية على الساحة العالمية.

ووفقا للمعلومات المتوفرة في السنوات الثلاث الماضية، ارتكب 24 من مواطنينا في 10 دول في العالم أعمالا إرهابية، بما في ذلك فجروا أنفسهم وسط حشود الناس.

كما أن الانتحار ليس جهاداً، بل هو إثم عظيم ومخالف لتعاليم الدين الإسلامي ومقتضياته.

وجاء في سورة البقرة من القرآن الكريم الآية 195 “ولا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة”.

يتم تخطيط هذه الإجراءات من قبل مجموعات ذات المصالحة والخدمات الخاصة في بعض البلدان وتستفدون شبابنا وذلك بناءً على قلة المعرفة والتجاهل والخبرة.

إننا نعرف الأهداف المنحازة لأعداء الأمة الطاجيكية ونتخذ جميع التدابير اللازمة لوقايتها ومنعها.

يتم تفعيل الإجراءات المذكورة أعلاه بهدف تشويه و إنخفاض سمعة الأمة الطاجيكية وجمهورية طاجيكستان.

في هذه السياق، تتخذ رئاسة الدولة بإنتظام تدابير اللازمة لإعفو أخطاء المذنبين الذين ارتكبوا جرائم وتم هدايتهم إلى العيش الكريم.

خلال فترة الاستقلال، تم اعتماد قوانين العفو 17 مرة، وتم إفراج أكثر من 170 ألف مجرمين من تحمل المسؤولية الجنائية.

وقد اتخذت كل هذه التدابر من أجل ضمان أمن الدولة، والسلام والاستقرار، والوحدة الوطنية.

كان ذلك حتى لا يواجه شعبنا مرة أخرى الأوقات الصعبة التي حدثت في تسعينيات القرن الماضي.

علاوة على ذلك بفضل العمل الإنساني الذي قام به قيادة الدولة، تم إدخال التعديلات على الأحكام التشريعية الجنائية. وفي حالة رفض المواطنين طوعًا المشاركة في أنشطة الجماعات المتطرفة والإرهابية، وكذلك وقف عن المشاركة في النزاعات المسلحة على أراضي بلدان أخرى، يتم إعفاؤهم من المسؤولية الجنائية.

واستغلاً هذه الفرصة، لقد رجع 1640 شخصًا إلى الوطن في السنوات العشر الماضية، وتم قطع القضاياهم الجنائية حيث كانت المرفوعة ضدهم.

استغلوا هذه الفرصة 328 مواطناً في سنة 2023م و و140 مواطناً خلال شهرين من العام الحالي.

لكن الآن هناك أشخاص مطلوب عددهم  4075 مواطناً في البلاد وذلك لارتكابهم أعمال متطرفة وإرهابية.

وفي هذا الصدد، تم إعطاء التعليمات لمكتب المدعي العام والجهات المختصة بإلتزام لتكثيف العمل بشكل صارم فيما يخص بإسترجاء رعايانا  إلى الوطن، فضلا عن توفير فرص العمل لهؤلاء الأشخاص والمواطنين حيث تم إفراجهم من المؤسسات الإصلاحية.

ولذا، من الضروري إنشاء الركن في النيابة العامة لإستعراض طلبات الأشخاص المطلوبين لارتكابهم أعمال متطرفة وإرهابية.

ونطالب من هؤلاء المواطنين مرة أخرى أن يفكروا عن مسقبل أبنائهم وآبائهم ووالداتهم وسمعة بلدهم.

يمكنهم العودة بثقة تامة إلى وطنهم والاستفادة من الفرص التي يوفرها القانون.

يجب أن يدرك الشباب أن الانضمام إلى الجماعات المتطرفة والانخراط في الأنشطة الإرهابية والعمل لإنخفاض سمعة الدولة والأمة له عواقب غير سارة.

يجب عليهم أن يختاروا الطريق الصحيح في الحياة، وأن يقوموا بأعمال الصالح لأسرتهم ودولتهم ومجتمعهم، مستغلاً السلم وطمأنينة البلاد والفرص التي توفرها الدولة لتدريب المهني وإتقان العلم والمعرفة.

في حين أن تتطور معظم الدول الإسلامية في العالم بسرعة كبيرة وتحاول غزو الفضاء من خلال دراسة العلوم الحديثة، فإن يتزايد ميل بعض المواطنين في مجتمعنا نحو الخرافات والتطرف والتعليم الديني غير القانوني.

تم الكشف في البلاد 680 الحالة تتعلق بـأن 5000 طالب يدرسون التعليم الديني غير القانوني في الفترة من عام 2020 إلى 2023.

تم الكشف 300 حالة تعليم ديني غير قانوني في عام 2023 فقط وتم الوقاية لجذب أكثر من 4100 شخص، مما يشير إلى توسع عملية غسل أدمغة الأطفال والمراهقين والشباب.

خلال هذه الفترة، تم محاكمة 520 خادمين الدين بتحمل المسؤولية الإدارية لانتهاكهم القانون من قبل الجهات المختصة.

في السنوات العشر الماضية، تم الكشف من  قبل الجهات المختصة الطاجيكية 1320 جريمة حيث منع الوالدين أبنائهم من الحصول على التعليم الثانوي.

أود أن أؤكد على أن التعليم الديني غير القانوني في معظم الأحيان يؤدي إلى تكوين التعصب الديني في ذهن المتعلم وتورطه لاحقا في أنشطة متطرفة وإرهابية.

تشير التحاليل إلى أن معظم الأشخاص المتورطين في جرائم متطرفة وإرهابية كانوا متورطين في التعليم الديني غير القانوني وأصبحوا بعيداً من التعليم الثانوي.

على سبيل المثال، فإن معظم أعضاء الجماعة الإرهابية، التي شنت ليلة 6 تشرين الثاني/نوفمبر 2019 هجوماً مسلحاً على نقطة تفتيش “عشق آباد” التابعة للقوات الحدودية وقتلوا 6 عسكريين حيث أن المتورطون كانوا قد تلقوا سابقاً تعليماً دينياً غير قانوني في الداخل وخارج البلاد.

وخلال هذا الهجوم كانت أحدى أعضاء هذه المجموعة الإجرامية – وهي امرأة مسنة، قامت بقتل جندي في مركز الحراسة بالسكين حيث أنه جاء لإستقبالها بدون سلاح وثق بها لأنها امرأة مسنة.

لقد جاء إليها ليأخذها إلى غرفة دافئ.

تخيلوا أن امرأة تبلغ من العمر 70 عامًا قتلت حفيدها.

وكان هدف رئيسى لهذه المجموعة هو الحصول على الأسلحة وارتكاب مجازر ضد المدنيين، بما في ذلك في مدينة دوشنبيه.

كذلك تم القتل عدد من المحكومين في سجن الوحدة والذي حدث في السنوات الماضية نتيجة التفرقات الدينية.

تحرص حكومة البلاد دائماً على توفير الظروف المتاحة للتعليم الديني في الخارج.

 تم تنظيم إجراءات تلقي هذا التعليم بقرار الحكومة الصادر بتاريخ 30 ديسمبر 2011م.

خلال نيل طاجيكستان استقلالها الوطني تم إرسال المئات من مواطنينا إلى مؤسسات التعليمية الدينية خارج البلاد وذلك على أساس وصفة السلطات المختصة.

ومع ذلك، سافر 4150 مواطنًا إلى دول أجنبية مخالفاً إلاجراءات المعمول بها في طاجيكستان ودخلوا مؤسسات التعليم الديني خارج الدولة بشكل غير رسمي.

على رغم ذلك لا مقام لها لمن حصل شهادته أو دبلومه الديني ويعتبرغير صالح في طاجيكستان.

وتشير التحاليل إلى أن هؤلاء المواطنين عرضوا أنفسهم لتطرف وانضم 156 منهم إلى الأحزاب والجماعات المتطرفة والإرهابية في الخارج.

وفي هذا الصدد، وبفضل الجهود التي بذلتها حكومة البلاد منذ عام 2010 إلى الآن تم إسترجاع ما يقرب من 4000 شخصاً إلى البلاد حيث كانوا مشغولين في التعليم الديني غير الرسمي في الخارج ولا يزال بقى 205 شخصاً في الخارج.

ومن الضروري اتخاذ كافة التدابر اللازمة لإسترجاعئهم إلى أرض الوطن وتوفيرهم فرص العمل والتعليم لهم.

تم إسترجاع حوالي 400 شخصاً من مواطني الدولة في السنوات الثلاث الماضية بما في ذلك في عام 2023 تم إعادة 104 شخص، أي 29 أسرة حيث يتكونون من النساء والأطفال والصغار إلى وطنهم من سوريا والعراق.

تم الكشف عن حالات تورط متدينين في معالجة طبية غير قانونية للأشخاص في عدة المدن والمناطق لجمهورية طاجيكستان.

على سبيل المثال، أحد سكان منطقة شهريناف السيد ساتوروف سعيد مهديخان تحت لقب “الشيخ تيمور” والذي سبق أن سُجن لمدة 7 سنوات بتهمة الاحتيال ولم يكن لديه أي تعليم ديني، وعرف نفسه على أنه عالم دين واتُهم بمعالجة طبية دينية غير قانونية حيث إنه منع تلقي التعليم العام لأطفاله وتم فتح الملف الجنائي.

ماذا فعل هذا الشخص، لا أعرف لماذا شعبنا هكذا، الوصفة التي كتبها “الشيخ تيمور”  لقد شاهدتموها في التلفزين والإنترنت، قالوا له إقرأ ما كتبته في الوصفة ولكنه لا يستطيع ان يقرأ ماذا كتب بنفسه.

هو لا يستطيع قراءة الوصفة التي كتبها بنفسه.

يقول أن هذه هي الطريقة التي كتبها والدي وهكذا تعلمتها.

حتى جاءوا إليه الناس من جمهوريات أخرى وقاموا بزيارته ووقف شعبنا في الدور وقبلوا حذائه.

ماذا كان يفعل بالسيارة التي ركبها.

واقفاً في الدور كانوا يشربون الماء المستخدم حيث أنه غسل يديه.

ما هذا؟ أي إسلام هذا؟ من أين أتى؟

أكثر إثارة للكراهية هنا هو تورط البعض ما يسمى المتديينين وكذلك الأئمة في أعمال غير أخلاقية مستخدماً المعتقدات الدينية للمواطنين.

وفي الفترة من أعوام 2016-2024، تم الكشف عن أكثر من 50 حالة من هذه الجرائم في البلاد وتم تقديمهم إلى تحمل المسؤولية الجنائية.

في الواقع، هناك العديد مثل هذه الحالات، لكنني لن أسمح بإظهار هذه الأعمال غير الأخلاقية على شاشات التلفزيون.

سندخل التعديلات في القانون في المستقبل – حيث أن كل شاب أو صغار الذين يتدرب التعليم الديني عند المولا (رحبان) أو شخص آخر ويتورط في القتل والإرهاب أولا وقبل كل شيء يجب المولا (رحبان) أن يحاسب أمام القانون.

أيها الشعب الطاجيكي! نهى النبي  بشدة عن الذهاب إلى العرافين والسحرة، وقال: “من أتى عرافًا فسأله عن شيء، لم يتقبل صلاته أربعين يومًا و “من أتى كاهنًا فصدقه بما يقول، فقد خرج من الأيمان “. ..” .

سؤال آخر هو لماذا يهتم والدين بتلقي التعليم الديني لأبنائهم، وخاصة في الخارج، في حين أنه  وفقا للتشريعات ليس في بلادنا فقط، بل في معظم دول العالم، لا تؤخذ في الاعتبار شهادات التخريج من مؤسسات التعليم الديني التابعة لدول أخرى.

يرى أكثر الوالدين أنه ليس من الضروري أن يعمل أولادهم في المؤسسات الحكومية من خلال دراسة العلوم الإسلامية أو يصبح خادم الدين. الناس سوف يعطي الطعام ويكسو بالملابس.

قبول القانون “بشأن تنظيم التقاليد والاحتفالات ” هو إبتعاد عن الخرافات والعادات التقاليد المزورة واحتفالات كثيرة التكلفة.

تم اعتماد هذا القانون على أساس أحكام الشريعة الإسلامية بمشاركة كبارعلماء البلاد ويجب على العاملين في المجال الدين المساهمة في تنفيذه إلى جانب سلطات الدولة.

الاجدير بالذكر أنه حتى يومنا هذا لا تزال حالات عدم مراعاة إجراءات الاحتفال، وخاصة الاحتفالات الدينية المحظورة، مستمرة.

في الفترة من أعوام 2014-2023، تم محاكمة 5620 شخصًا فقط لعدم الالتزام بمتطلبات هذا القانون من قبل جهات المختصة لتنفيذ القانون في البلاد.

في الوقت نفسه، أود التأكيد على أن التعاون بين سلطات الدولة ومجتمع البلاد في تنفيذ قانون جمهورية طاجيكستان “بشأن مسؤولية الوالدين في تعليم وتربية الأطفال” لم يتم تأسيسه حتى الآن على المستوى المطلوب.

منذ عام 2016 وحتى اليوم، تم محاكمة إدارية ل 19480 شخصًا، من بينهم 1170 معلمًا و 18310 الوالدين لعدم إلتزامهم لمتطلبات هذا القانون.

ومما يدعو للقلق أن انتهاكات لمتطلبات القوانين الوطنية المذكورة تُرتكب في معظم الأحيان من قبل بعض موظفي رجال الدولة ورجال الأعمال ورجال الدين وأقاربهم.

ولذلك أقترح اعتماد قوانين جمهورية طاجيكستان “بشأن تنظيم التقاليد والاحتفالات” و”بشأن مسؤولية الوالدين في تربية وتعليم الأطفال” بما يوافق متطلبات العصر في الصيغة الجديدة .

نظراً لحالات المذكورة، من الضروري أن تقوم جميع الجهات المختصة والهيئات الحكومية، بما في ذلك رؤساء المناطق والمدن والمحافظات وكالات إنفاذ القانون والمحاكم ولجان العمل والشباب والدين والجمعيات الدينية والمنظمات العامة الأخرى، بتنفيذ العمل التوضيحي وغيرها من الطرق الفعالة لمنع التطرف والخرافات التي يفرضها القانون واتخاذ إجراءات فاعلة لإرتقاء الوعي القانوني للمواطنين.

لا ننسى أن قوانيننا الوطنية ليست قوانين عادية، بل هي إصلاح معنوي واجتماعي للبلاد، وتحرير الجو الأيديولوجي والحياة الاجتماعية للشعب من الخرافات والتعصب.

أنا كنت شاهداً بأن تم تنطيم أفراح الزفاف في يوم واحد حيث نزلوا ثلاثة عروس في أسرة واحدة.

بلغ من عمرإبنه 40 عاماً ولا يستطيع الزواج.

بلغ سن الفتيات إلى الثلاثين عاماً ولا يستطعن الزواج.

لأن مصاريف الزفاف كانت غالية جداً.

أعرف في بعض البلدان كما تعلمون (متوجهاً لخاديمين الدين) يصل من عمر الناس إلى المسن لكنهم يموتون دون أن يتزوجوا ودون أن ينظمون الأسرة.

ما هذه الحياة ؟

لقد خلق الله العبد ليستمتع بهذه الدنيا، ليعيش حياة كريمة، ليترك بعده إرثاً.

ما هو الميراث؟ الأولاد، أولا وقبل كل شيء.

سأقول لم شيء.

أقول لكل شعب طاجيكستان.

عندما رزق الله لنا طفلاً، فإن إحدى واجبات الوالدين هي تربية الأطفال.

ماذا يعني؟ علينا أن نجعلهم متعلمين، ونقوم بتربيتهم ونعطيهم الأخلاق والعلوم ويكسبون المهن، ويعرفون اللغات.

لازم أن ننظر المستقل.

مذهبنا – المذهب الحنفي يشرح لنا ذلك.

عندما يبقى الطفل جاهلا، بلا مهنة، سيكون متسول بلا مأوى في الشارع ويرتكب جريمة، أو يتعاطى المخدرات فهذا هو معناه أنه يعاني باستمرار في الحياة.

مهمتنا الرئيسية هي تثقيف أبنائنا لجعلهم صاحب المهن والفنون ونتعلم لهم العلم، حتى يتمكنوا بعدنا يعيش المستقلين.

أيها الإخوة الأعزاء، أيها المواطنون الموقرون، أيها رجال الدين المحترمين، لقد كنا في السابق طفلًا وكان لدينا الآباء والأمهات وهل تذكروا كم هم عملوا من أجلنا.

لم يأكلوا خبزًا في بطونهم، بل حافظوا به لأطفالهم حتى لا يجوعوا ولا يكونوا بلا حذاء وملابس .

وخاصة إشتغلت الأمهات كثيراً من أجل الفتيات لتنشأهن وتوديعهن إلى حياة مستقلة.

أ ليس كذلك؟ كيف يعانون بشدة.

لو كان ابن متعلما وذي مهنة وموهبة سيجد وظيفة في كل أنحاء العالم.

سوف يجد رزقه ولن يعاني و سيعيش حياةً هانئة.

وهذه هي مسؤولية الوالدين.

أنا أتحدث مع المواطنين خلال زياراتي (إلى الدول الاخري).

هناك الأشخاص يشكون من والدينهم.

يقولون أن والدينا  فعلا هذا في حياتنا، ماذا نفعل يا فخامة الرئيس؟

3 أشخاص من ذوي الإعاقة  في بيته وهم بكرسي متحرك وإذا ننظر إليهم فهم ابن وبنت وتحت وسط الجسم مشلول.

عقد الزواج في المهد مع من، مع أقاربهم.

إنها قسوة، إنها قسوة.

هذه العادات القديمة للقرون الماضية.

قالت قد تركهن الزوج في البيت وغادروكيف أعيش معهم و ماذا سوف يبقى مني.

لأم بنتان وابنان ذوي الإعاقة في أسرتها ولكن أين والديها الذين تما عقد الزواج في المهد معها.

في هذه الحالة يتحمل والدان  المسؤولية في المقام الأول.

أنظروا إلى العالم الإسلامي كيف يتطور.

يرسلون أولادهم إلى الجامعات المتطورة ويقيمون بتعليمهم مهنة وحرفة ويصبحون متعلما.

يطرون في الفضاء.

أليس هم المسلمون؟

كما تنظرون كيف سهَل قانون “تنظيم” وحسَن الحياة وأزال العادات التي تعقد حياة الناس وزاد عقد زواج.

الحاضرون الموقرون!

وفق محليلين إن الخروج عن جوهر الدين وعدم فهم قيمه الإنسانية يصبح أساس التجاوزات وأحيانا الخرافات والتطرف لدى المواطنين..

هناك مقولة مشهورة بين شعبنا وقيل:ماخلق الله الإنسان للحيات الصعبة.

ولذا يجب أن نفهم أساس دين الإسلام والمذهب الحنفي الأكثر تسامحا وذلك توفير أفضل الظروف المعيشية لأنفسنا ولعائلاتنا بما في ذلك أولادنا الذين هم هبة وأمانة الله وضمان إمكانية التعليم لهم لكي يكبرون مدركًا لذاتهم ومعرفة الله وكذلك تحسين المنزل.

قال الله تعالى: خيرُ الناسِ أنفعُهم للناسِ.

أي ليس المتبذرون ولا المنافقون ولا المظهرون وليس الزائرون وغيرهم بل المقربون بالله هم الذين يفيدون أقاربهم وأصدقائهم وجيرانهم ورفاقهم القرويين والأيتام والمعاقين وغيرهم من المحتاجين والذين تسعد قلوبهم.

وشكرا لهم!

في فترة ما قبل الاستقلال أدى مناسك الحج 29 شخصا فقط من 5 ملايين سكان طاجيكستان.

أما في وقت الاستقلال وعلى الرغم من أننا واجهنا بمشاكل اقتصادية خطيرة نتيجة الحرب الأهلية المفروضة وأننا لا نزال نشعر بعواقبها السلبية في حياتنا فأصبحت عملية الحج للمواطنين اتجاها متزايدا.

خلال عام 2023 وحده أدى 63 ألف رعايا البلد مناسك الحج والعمرة وبلغ متوسط ​​المبلغ الذي أنفقوه أكثر من مليار و200 مليون سوموني.

إن المبلغ الذي أنفقه مواطنونا على الحج خلال فترة الاستقلال بلغ تقريبا 12 مليار سوموني وذلك في ظروف اليوم أي في وقت تلاحظ فيه عملية تراجع اقتصادي سلبية في معظم دول العالم ويعاني ما يقرب من 80 دولة في العالم من نقص الغذاء والجوع، وهذا يعتبر مبلغًا كبيرًا بالنسبة لبلدنا.

ولو أنفق هذا المبلغ على بناء المساكن وتحسين الظروف المعيشية وتعليم الأولاد وتوفير الغذاء الجيد والملابس واللوازم المدرسية ودعم المحتاجين أو وسائل الراحة لتحسنت الظروف المعيشية للعديد من الأسر.

أود أن أذكركم أننا لسنا ضد قيام شعبنا بالحج بل أؤكد أن هذه العملية لا ينبغي أن تأخذ طابع التعصب والتقليد والمنافسة كما يحدث في بلادنا اليوم.

لأنه يجب علينا أولاً تحسين ظروفنا المعيشية لأنفسنا وأولادنا والاهتمام بحالة جيراننا عن اليمين واليسار ودعم الأقارب المحتاجين وبعد ذلك ننوي زيارة بيت الله.

يجب أن نتذكر نقطة مهمة أن في ظرف التي فيها ليس لدينا منزلا مريحا، وبيوتنا لا يفي بمتطلبات الوقت، ويحتاج أطفالنا إلى الملابس والكتب والدفاتر ومواد القراءة الأخرى، لم نخدم والدينا ولم نجعل قلوبهم سعيدة، لا نعلم عن حال أحبائنا وحجنا لن يفي بمتطلبات الإسلام.

وفقا للشريعة الإسلامية، يجب أن يكون للأولاد وخاصة للفتيات بعد بلوغهم سن 9-10 سنوات غرفة خاصة بهم وأن يناموا بشكل منفصل.

أي عائلة وفّرت هذه الظروف؟

حتى أنني أمرت الهيئة بأن تذهب إلى بيوت أشخاص الذين يحجّون ويتفقدوا المنازل وأحوال أبنائهم وأسرهم المعيشية حتى لا تحدث لهم مشاكل.

ويذهب البعض إلى العمرة على حساب أموال أبنائهم الذين غالبا في هجرة العمالة ولديهم أطفال صغار حتى أنهم يأخذون قروضا ويضعون الأسرة تحت أعباء الحياة.

إنهم لا يشعرون بالأسف على زوجاتهم وأطفالهم!

يا أيها أمهاتنا وأخواتنا وسيداتنا العزيزات، كن أقل صبرا و تتجنب الإسراف. لماذا أنتن قاسيتن على عائلتك؟

وحتى الآن هناك أشخاص ينفقون ضعف الأموال على تنظيم مراسم الحج بعد العودة.

ونتيجة لذلك بسبب الحج أو العمرة لشخص واحد تواجه الأسرة بأكملها صعوبات مالية لفترة طويلة.

يذكر القرآن مرارا وتكرارا أن ” لا يكلف الله نفسا إلا وسعها”.

ولكن بسبب جهل وميل إلى التعصب والخرافة نقوم بمثل هذه الحملات المكلفة ولا نتبع مقتضيات الدين ونسبب مشاكل للأسرة.

يذهبون إلى العمرة ويقولون إنني أصبحت حاج لكنهم لا يعرفون أن هذا تقسيم الناس.

يتم الترحيب بالبعض كالعروس والعريس وتقبل أيديهم.

في أي نصوص الشريعة مكتوب؟

بينما العمرة ليس حج.

هؤلاء هم الأطفال في الصفوف 3-4.

هذا المثال هو واحد من آلاف الأمثلة انظر بنفسك.

وفجأة لا تقل أن كلام رئيس الدولة بلا أساس.

في ذلك المكان إمام ورئيس المنطقة وأجهزة إنفاذ القانون الأخرى.

وعند أهل الكلام أجر العمرة أقل من أجر صيام شهر.

علّم هذا للناس.

بإنفاق المال إلى أين ستصلون؟

يعتقد الكثيرون أن الحج أو العمرة تطهر ذنوبهم وذلك فهم يتجاوز منطق الدين وجوهره.

لا سيما فإن ما يدعو للقلق في الآونة الأخيرة هو ميل النساء إلى العمرة كثيرًا حتى مع اصطحاب الأطفال الصغار معهم الذين ليس لديهم القدرة على فهم الكلمة الإلهية ولا يعرفون جوهر زيارة بيت الله.

لأن التحليلات تشير إلى أن معظم النساء اللاتي يؤدين الحج أو العمرة بعد العودة من أجل تمييز أنفسهن عن الآخرين يرتدين الملابس الأجنبية وتصبح وسيلة للترويج لها.

المواطنون الأعزاء!

الحج كالصلاة وسيلة تقوى وتوبة تساعد الإنسان في أن يكون إنساناً مقتصداً مجتهداً كاملاً.

وهذه الفرصة متاحة لكل واحد منا إذا صلينا خمس مرات في اليوم أو صامنا مرة واحدة في السنة خلال شهر رمضان المبارك.

إن الله يحب التقوى، ومن المؤكد أن التقوى أمر جيد.

لكن معنى التقوى لا يقتصر على الامتناع عن الطعام فحسب بل يعني أيضًا الامتناع عن كل القبيحات والفواحش والإسراف والخرافات ونحوها.

في السنوات الأخيرة تزداد حالات الإصابة بمرض السكري وأمراض القلب والأوعية الدموية في البلاد وأحد أسبابها السمنة.

ما المرض؟ السمنة، مرض السكري، أمراض القلب.

السمنة – أي الإفراط في الأكل والاستهلاك.

بدلًا من إعانة جار أو يتيم معاق أو أسرة فقيرة.

ولا نعتقد أن هذا سيؤدي إلى الإصابة بالأمراض.

القناعة ومنع أكيل يحافظ على صحة.

هناك علاج لمرض السكري – النظام الغذائي.

ولا ننسى أن طلب المجد والتفاخر والتفضيل على الآخرين لا يرضي الله ولا يرضي عبيده!

بعد العودة من الحج غُيّرت ملابسهم وسلوكهم وتنظيم حملات الحج ودعوة واللقاء الحجاج أي التفريقة والاستثارة وإظهار نفسي للآخرين في المجتمع وكأنهم متفوقون على الآخرين أي أن الطموح يظهر.

جاء في الحديث: أنَّ النبي ﷺ قال: إنَّ الله لا ينظر إلى صوركم، ولا إلى أموالكم، ولكن ينظر إلى قلوبكم وأعمالكم.

أنت بحاجة إلى حب الله والرسوله بقلبك!

لا بالحبل ولا بالحجاب ولا بالعمامة الكبيرة ولا بلحية طويلة ولا بقميص طويل!

بالقلب، بالإيمان!

أمام الله كلنا المسلمين سواء.

الله لا يسأل هل أنت رجل الدين أو هل أنت من أحفاد النبي ﷺ، من أنت، هل أنت عالم – كل آخرين متساوون.

هل أديت الحج أم لا؟

اليوم هو يسافر ويعود و بعد نرى كيف يفتخر ويتكبر والجميع يزورونه.

هنا طلاب الصف الثالث والرابع (الصورة في خلف) ويقوم رئيس الصف مع 20 من زملائه بزيارة الأطفال وهذا المظهرلا يوجد في أي مكان، لم أقرأه.

إنني أغتنم هذه الفرصة أخاطب القادة والمتخصصين في المجال الديني ورجال الدين الذي تشعر بالمسؤولية لجميع الناس ولله وللرسول، والعاملين في أكاديمية العلوم الوطنية وغيرهم من علماء الدين بالعمل مع الناس وبإظهار الدين الصحيح وبالعلم حتى يميز الناس الأسود من الأبيض والضر من النفع.

وقال صلى الله عليه وسلم :“لا يقبل الله عز وجل عملا فيه مثقال ذرة من رياء” أي من عمل شيئاً عزاً ومن عمل شيئاً نفاقاً ليفتخر أخزاه الله يوم القيامة بنفاقه أي له أن يتباهى به أمام الناس.

وهذا ليس كلامي بل كلام النبي ﷺ الذي ورد في الأحاديث الصحيحة.

أرجو أن تشرحو نفس الشيء.

هذا واجبك.

عندما تأتي لبعض العائلات سترى أمرا سيئا للغاية سترى أنهم يفضلون طفلا عمره 3-4 سنوات في مكان أعلى.

سموك يا حاج بابا اجلس على فوق.

بينما رجل يبلغ من العمر 70 عامًا جالس عند الباب.

نرى كيف رجل من العمر 40-50 عامًا يصب الماء في يدي طفل من العمر 3-4 سنوات.

ما رتبة له؟

ما هذا؟ ما هذا؟

لماذا لم نشرح للناس؟

أيها الناس، لقد فرضت الشريعة الإسلامية الحج مرة واحدة بشروط معينة!

لأن نبي الإسلام أدى فريضة الحج مرة واحدة في عمره.

ولا عشر مرات ولا خمس مرات بل مرة واحدة.

لأن إذا زار 3-4 مرات فسيكون فرضًا وسيواجه المسلم مشاكل.

أما العمرة فينبغي أن يقال إن العمرة ليست فرضا والمعتمر ليس حاجاً، لأنه عند أداء العمرة لا يجب الحج أي الفريضة. اشرحوا هذا للناس.

اسمحوا لي أن أؤكد مرة أخرى أن العمرة لا تعطي درجة الحاج فهي تعادل الصلاة النوافل وليس من أركان الإسلام كما يقولون: سافر أحمد إلى مكة والمدينة وحين عاد نفس أحمد القديم!

لقد نال المكافأة نالها لنفسه.

ولم يحصل على أي لقب آخر وهو نفس الشخص!

هذا خطاء أيتها السيدات الأعزاء أنتن في رحلة سياحية.

سوف تحصل على أجر فقط بعد صوم لمدة شهر وصلاة خمس مرات.

اخدمن والديكن وزوجكن.

حافظ على نظافة أطفالك وإطعامهم طعاما عاليا جودة.

هناك فئتان من الناس الذين لا يستطيعان أن يحجان: الأول هم الذين يخدمون والديهم ولا سيما أولئك الذين لديهم آباء محتاجين أي المعاقين وكبار السن والفقراء وهم العجوزون.

فيخدمونهم ويستقبلون الأدعية الطيبة التي تعادل أجر الحج.

نقول – حاول زيارة القبلة.

من هي القبلة؟ الأب

إذا كانت القبلة في البيت فلماذا لا نخدمها؟

وأشخاص آخرون يقومون بأعمال خير جارية كبناء الطرق والمدار، وحمل المياه وبناء الجسور أي أعمال تصل ثمارها إلى المجتمع وهذه الأعمال تدخل في أعمال الخير الجارية.

إن أداء العمرة لا يجلب إلا الثواب للإنسان والمؤمن بعمله الصالح يستطيع أن يجد المزيد من الثواب في وطنه.

هل هذا صحيح لو أخونا أو أختنا أو أولادنا أو جيراننا جياع ونصرف نقود كثيرة حتى نزور بيت الله؟

أو لا توجد ظروف مناسبة للأطفال في منزلنا أو لدينا أطفال قاصرون في المنزل ولم نقم بعد بمسؤوليات الأب والأم لكننا نسافر إلى بيت الله.

أولا لازم إصلاح منزلنا وبيوتنا وتوفير الملابس والطعام الجيد لأطفالنا.

لا يجوز الخبز الجاف والماء البارد.

مثل هذه الحالات ليست غير شائعة في بلدنا.

هل يمكننا تحسين الظروف المعيشية لشعبنا بمثل هذه العادات والتدين وإقامة الشعائر الدينية بمثل هذه الصعوبات؟

وبينما قال الله أن سعادة الإنسان سعادته.

وقد قال أحد من العلماء التصوف خاحه عبد الله الأنصاري بهذا الشأن:

اكسب القلب فهو الحج الأكبر

قلب واحد أحسن من ألاف الكعبات

بنى خليل الله الكعبة

القلب ممر الله جلا جلاله

اكسب قلوب الناس.

اكسب قلب الفقير والمعاق عائلة الحزين المريض.

افعل ذلك بنفسك أولاً أيها الأصدقاء الأعزاء!

الأحسن يجمع سكان منطقة أو قرية فدية الصوم ويقوم بإصلاح وترميم منزل أيتام أو معاق أو مشرد لأنهم سيكونون ممتنين، أولاً سترتفع روحك.

سيكون هذا عمل خيرا وثوابا.

يبدو أن مولانا جلال الدين بلخي قد استشعر في وقت مبكر هذه العادة المتمثلة في تجاوزاتنا وقال إنه لا تبحث عن الله في بيت من حجر فمثل هذا البحث عن الله هو بحث غير كامل.

إذا تفاخرنا بلساننا وسلوكنا وأفعالنا وإذا نلبس لباسا الطويلا، وأطلنا اللحى ونلبس الحبال والحجاب ولكن في قلوبنا نية سيئة فهذا تفاخر.

لا يوجد شيء أكثر من ذلك!

إنه يتعلق بالقلب إنه يتعلق بالقلب إنه يتعلق بالصدق والإيمان أيها الناس!

لقد خاطب أحد رجالات ماضينا العظماء أحمدي جامي الباحثين والحجاج وهم في الطريق إلى بيت الله وشدد عليهم أنهم يجبون أن تعرفون نفسهم وأن وجود الله في وجودهم ومكانه في مكانهم.

نظراً إلى الشريعة والسنة النبوية فرض الحج مرة واحدة فقد تكلف لجنة الدين وتنظيم العادات والأعياد ومركز البحوث الإسلامية ومجلس العلماء اعتماداً على ذلك بشأن الأوضاع الراهنة والإمكانات المالية للسكان البلد لإعداد شروط وإجراءات تنفيذ مناسك الحج  لمواطني الدولة خلال شهرين.

ويوصى بمجلس العلماء في البلاد باتخاذ قرار مناسب بشأن هذه المسألة في غضون شهرين على مستوى قواعد الشريعة ووفقا للمذهب الحنفي والقيام بالأعمال التفسيرية.

الحضور الكرام!

حاليًا يوجد 3 دار لرعاية المسنين والمعاقين ب384 شخصا من بينهم 196 من كبار السن و4 دار للمرضى العقليين ب893 شخصا من بينهم 842 مريضًا عقليًا و61 مدرسة  بما في ذلك 14 مدرسة داخلية جمهورية و47 مدرسة داخلية محلية.

ويبلغ عدد الطلاب الذين يدرسون في هذه المؤسسات 7706 طلاباً منهم 2508 فتاة و108 أيتاماً كاملين، و1431 بدون أب و316 بدون أم و121 يتيماً و241 طفلاً لأبوين مصابين بأمراض معدية ولا يستطيعان رعايتهم ويوجد تحت رعاية الدولة الدائمة ورعايتها المادية والروحية 42 أباً أو أماً مصابين بأمراض نفسية و67 طفلاً من آباء مدمنين للمخدرات و1114 فرداً من أسر محدودة الدخل و3773 طفلاً من ذوي الإعاقة.

أين التعليمات التي تلقاه أسلافنا وأين رجال الدين الذين ربوا أسلافنا بهذه الروح الإنسانية؟

هل نسي أئمنا مهمتهم الأصلية؟

هذا الكلام لا يعني أن الدولة لا تستطيع رعاية اشخاص مثل هذه المؤسسات بل هذا لأجل تفكير وإيجاد الطريق الصحيح في الحياة والمعيشة وتثقيف أبناء المجتمع بروح الإنساني وليس التطرف والخرافات!!!

هذه هي مهمة الزعماء الدينيين.

قال رسول الله ﷺ بهذا الشان: كافل اليتيم له أو لغيره، أنا وهو كهاتين في الجنة.

افعلها.

نحن نفعل ذلك والدولة تفعل ذلك.

لكنني أرى دائمًا أن سواء أعجبك ذلك أم لا فإن العائلة شيء آخر.

البيئة العائلية مختلفة.

على الرغم من تهيئة أفضل الظروف لهم إلا أنك تشعر بذلك.

أيها المواطنون الأعزاء!

إن أي شعب وأمة تظهر في سلوكهم الجهل والخرافة سيحرم من الحياة السعيدة.

ويمكن ملاحظة ذلك في مثال عدد من دول العالم في الظروف الراهنة.

لذا ينبغي على شعبنا أن يكون واعياً ولا ينخدع بدعاية أعداء دينه وتقاليده وأمته وعقيدته.

نحن شعب طاجيكستان ننتمي دائمًا إلى المذهب المعتدل والمتسامح للإمام أبي حنيفة ولا نسمح للأفكار الدينية المتطرفة وانتشار التطرف بين أهل البلاد باستخدام المشاعر الدينية.

وفي هذا الصدد، أود أن أذكر برأيي الذي عبرت عنه مراراً وتكراراً: الخرافة خطر تشكل تهديداً خطيراً لحاضر ومستقبل طاجيكستان والمنطقة.

لقد قلت مرارا وتكرارا وأكرراليوم أن الخرافة هي الجهل والجهل لا يجلب إلا سوء الحظ للأمة.

إن تجربة أكثر من اثنين وثلاثين عاماً من تعاوننا مع دول العالم الإسلامي وخاصة مع الدول العربية تبين أن التوجه إلى العلم ودراسة وتطوير العلوم الرياضية والطبيعية والتقنية واستخدام الإنجازات العلمية المتقدمة قد أدى إلى تطور غير مسبوق وهذا يؤدي إلى اختفاء الأفكار الراسخة والقديمة.

مثلا على ذلك، سرعة تطور الدول الإسلامية كالمملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة وقطر والكويت والبحرين وماليزيا وغيرها.

لقد أدركوا جيدًا أن الخلاص الوحيد للبشرية هو العلم وإشراك الشباب في البلاد في المساعي العلمية.

ولهذا السبب، فإنهم يتاح كل فرصة لتوجيه الشباب إلى العلوم والتعليم مما يضمن حياة سعيدة لسكانهم.

أو شهدنا أحداث السنوات الأخيرة.

عندما أعلنت جائحة كورونا (COVID-19) في العالم من كان قادرا على إنقاذ حياة شعوبه والإنسانية بشكل عام؟

بالطبع، تلك البلدان التي تطورت فيها العلوم والتكنولوجيا والنظرة العلمية للعالم ومستوى التعليم والمعرفة لسكان هذه البلدان بصرف النظر عن المواقف من الدين.

وماذا نحن نفعل؟

عندما انتشر فيروس كورونا في جميع أنحاء العالم بدأت الدول بالتفكير في اختراع لقاح لكن في بلادنا وبسبب الخرافات والجهل كانوا يقرؤون خمسة أشخاص دعاء لمصاب واحد في إحدى المناطق.

مات أربعة أشقاء في أسبوع واحد.

أصبحت عائلاتهم بلا مأوى وأطفالهم أيتامًا.

هل يمكن علاج كوفيد-19 بالدعاء؟

ولهذا السبب، يجب علينا أن نربي أطفالنا ونربي علمائنا ونربي المخترعين حتى لا يحتاجون إلى الآخرين.

أو الحالة التي سمعتم عنها جميعًا أن الملا الذي كانه طبيبًا طرد جينًا من امرأة عجوز فقيرة وضربها بهراوة حتى سحقتها وأخذ سكينًا  وقطع الجزء السفلي من لسانها وقطعت شفتها وماتت المرأة العجوز على الفور.

هل هذا هو الإسلام؟ هل هذا مسلم؟ ما هذا؟

كل شيء باسم الإسلام. هذا هو الجهل.

هذه الورقة بيضاء أليس كذلك؟

نكتب عليه بقلم أو قلم رصاص.

أولا ما هو الورق؟

الورق ليس علم البيئة بل هو الكيمياء.

إنه مصنوع بالمواد الكيميائية فهو منتوج للكتابة والقراءة أليس كذلك؟

ما التالي؟

هؤلاء الملالي الذين يطلقون على أنفسهم أطباء يكتبون على الورق، أليس كذلك؟

ينصحون بشرب هذا الورق المغسول الصباحين.

تحتوي كل من أقلام الرصاص والورق على مواد كيميائية سامة.

أي أننا نسمم الناس بأيدينا.

وفي هذا الصدد، أؤكد على أن مستقبل طاجيكستان يعتمد على مستوى تعليم الشعب وتقدم العلوم والتكنولوجيا ويجب أن يكون جذب الشباب إلى العلوم والمعرفة والمهن والحرف محط اهتمام جميع أعضاء مجتمع.

كما يتعين على المسؤولين الدينيين تشجيع الشباب على دراسة العلوم والمعرفة الحديثة وخاصة دراسة الرياضيات والطبيعة والتقنيات.

وقول الإمام الغزالي في كتابه “إحياء علوم الدين” إن طلب العلوم الضرورية للمجتمع كالطب والرياضيات وغيرها فرض الكفاية.

لازم أن نسأل أنفسنا سؤالاً واحداً: ما هو أعلى إنجاز علمي لدينا؟

ماذا اخترعنا وماذا اكتشفنا؟

ماذا ننتج؟

من هم علماؤنا ومخترعونا؟

ومن يربيهم؟

نحن وأنتم.

في المنزل وفي الأسرة وفي المدرسة يعتمد الأمر علينا – على الوالدين أكثر.

إلى متى سنعتمد على الآخرين؟

حتى متى؟

إلى متى سنستمر في مساعدة اقتصادات الدول الأخرى؟

كل من يجلس في هذه القاعة بدءً مني لدينا كل ملابسنا من الخارج.

حتى غذائنا مستورد.

كما ترون اليوم تم اختراع التقنيات والآلات وحتى الطائرات بدون طيار لخدمة الناس.

سيارات الأجرة في المدن الأكثر تطوراً في العالم تعمل بدون سائق وبتقنيات جديدة وبدون سائق.

أينما طلبت ذلك سوف يذهب.

لا يوجد بها وقود بل تعمل بالكهرباء.

ماذا نفعل؟

من هم مهندسوننا وعلمائنا؟

لماذا لا نستطيع تعليم؟

حتى في التعليم الديني لم نحقق أي تقدم. ممثلو طاجيكستان يحتلون المركز الأول في مسابقات قراءة القرآن ولكن في التفسير والمضمون يحتلون المركز الأخير لأنهم يحفظون ويقرؤونه جيدًا لكنهم لا يفهمون معناه ولا يستطيعون تفسيره.

عندما نقرأ آية أو حديثا يجب علينا أولا أن نفهم معناه ونشرحه للناس.

ونحن بحاجة إلى معرفة أين نقرأ كل آية وكل حديث ولأي سبب نقرأ.

المواطنون الأعزاء!

وقد اعترف دين الإسلام بتعدد اللغات وتنوع الفكر ووجود ثقافات مختلفة للشعوب والأمم.

على سبيل المثال، في القرآن الكريم ورد هذا الموضوع في الآية 13 من سورة “الحجرات“:

يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا…”

بمعنى آخر، إنها مشيئة الرب أن يكون الناس على شكل شعوب وقبائل، ويجب أن يتميزوا عن بعضهم البعض بالجنسية والعادات واللغة والثقافة وملابسهم الخاصة وغيرها من العناصر.

وإلا فإنه سيبقى مجهولا إلى أي شعب ينتمي الناس والقبيلة والجنسية.

الغربة في الملابس، أي ارتداء ملابس أجنبية بأسماء مستعارة والحجاب، هي قضية أخرى مهمة لمجتمعنا.

 إن الاغتراب في الآداب وعادات الملبس هو اغتراب ثقافي يعطل الاستقلال الفكري والهوية الوطنية والثقافية للأمة.

أولئك الذين يرتدون ملابس غريبة هم الرياء. يعتقدون أنهم مختلفون عن الآخرين، وأنهم يتمتعون بالذكاء ويتفوقون على الآخرين.

إنهم لا شيء، معظمهم أميين.

هناك أشياء أخرى يجب القيام بها

واليوم هناك جماعات تريد تغيير كل شيء تحت شعار واحد، ليس من أجل أهداف إسلامية، بل من أجل تنفيذ مخططاتها المنحازة.

وبحسب مصادر موثوقة، فقد شهد كثير من العلماء والفقهاء في عهد أبي حنيفة استغلال الدين لأغراض سياسية، لكن لم يكن لدى أحد الشجاعة للتعبير علناً عن معارضته بالتعسف والانحراف.

وكما نرى اليوم فإن الجماعات المتطرفة والمعادية للأجانب تحاول تحقيق أهدافها النجسة باستخدام الشعارات الدينية لإبعادنا عن دولتنا وأمتنا، وعن أصل كوننا طاجيكيا، والأسس الصلبة لتاريخ وحضارة أجدادنا.

في حين أن الإسلام لم يأت بالملابس وقامت كل الأمم والشعوب والقبائل بتكييف ملابسها الوطنية مع الظروف الإسلامية.

والحقيقة هي أن كل أمة، بحكم تاريخها الثقافي، لها سلوكيات وتقاليد خاصة في الملابس، تعكس القيم المادية والروحية لماضيها، ويتم التعرف على كل أمة من خلال لغتها وثقافتها وأسلوب ملابسها.

على سبيل المثال، يرتدي العرب ملابسهم الوطنية سواء داخل أوطانهم أو خارجها ويفتخرون بملابسهم الوطنية.

إنه لباسهم الوطني، وليس لباسهم الإسلامي.

لكن لماذا لا يرتدي الآخرون ملابسنا الوطنية؟

قلت  سابقاً بأن الملابس الوطنية الطاجيكية، بما في ذلك جكن والأدرس، أصبحت عالمية.

معترف بها من قبل منظمة اليونسكو الدولية المرموقة.

أمهاتنا وسيداتنا – كان للطاجيكيين أسلوبهم الخاص في الملابس الوطنية وتركوه لنا إرثًا، فكل منهم يعكس المعايير الأخلاقية والدينية لشعبنا القديم إلى جانب الجمال واللون.

وفي هذا الصدد، ومن أجل حماية الأصالة والقيم الوطنية، يجب علينا منع دخول ما يسمى بالملابس الدينية، وهي غريبة عن عاداتنا وثقافتنا.

أليس من الأفضل أن تكوني متعلمة وعفيفة بدلاً من تقليد ملابس الآخرين، وتحترمي والديك وزوجك؟

أيها المواطنون الأعزاء، لقد قلت هذا الكلام ألف مرة، وسأكرره مرة أخرى.

تتمتع الأمة الطاجيكية بأكثر من 6000 عام من التاريخ والحضارة والثقافة.

يعود تاريخ الاحتفال بعيد النوروز إلى أكثر من 6000 عام.

تمت دراسة مدينة سرزم الأثرية من قبل علماء عالميين من جميع أنحاء العالم، وقررت منظمة اليونسكو أن هذه المدينة القديمة لها تاريخ يمتد لأكثر من خمسة آلاف ونصف سنة.

وهذا دليل على قدم الأمة الطاجيكية – أمتنا!

أيها الشعب الطاجيكي، نحن من سلالة آرية. نحن الآريون، نحن ممثلون للحضارة والثقافة الهندية الأوروبية، لدينا الحق في ارتداء الملابس الحديثة، وانظروا إلى وجوهنا، وأنظروا إلى الوجوه الطاجيكية، وكانت لدينا طريقة جميلة ومتقدمة في ارتداء الملابس.

أي شخص قرأ تاريخ الأمة الطاجيكية يعرف أن شعب من سلالة آرية كانوا عمالقة.

كانوا طوال القامة وكان لديهم وجوه طويلة

الاكتشافات التاريخية الموجودة في متاحفنا وفي العالم، من قلعة كورش الكبير، تخت سنجين، من سرزم، الملابس القديمة، أي نوع من الملابس الرجالية والنسائية كانت لديهم.

ففي نهاية المطاف، لماذا يجب أن نغترب؟

لماذا يجب أن نكون جاحدين لثقافتنا ولغتنا وتاريخنا وعاداتنا؟

لماذا؟

وهذا ما يفعله أعداء الأمة الطاجيكية.

أولاً سيأخذون عاداتكم وطقوسكم، ثم يأخذون لغتكم وثقافتكم، ثم الدولة وبالتالي الأمة ستختفي، لا تنسوا أيها الناس !

وقلت في إحدى خطاباتي، وما زلت أقول اليوم: أنا فخور بأنني طاجيكي أولاً ثم مسلم.

تتولى لجنة العمل مع المرأة والأسرة تطوير وتقديم تصميمات جميلة ومتنوعة للملابس الوطنية بالتعاون مع المصممين المحليين بما يتوافق مع الاحتياجات الدينية والأخلاقية لنسائنا وأخواتنا وأمهاتنا.

ويوصى مجلس علماء المركز الإسلامي في مدة شهر بتحديد رأيه في هذه القضية في إطار مصالح الدولة الطاجيكية والثقافة الوطنية، تقديرا لقيم المذهب الحنفي.

أيها الخدام الدين !

وأنتم تعلمون جيداً أن كونكم خادماً، أي خادماً للدين، يعني أن تكون مسؤولاً أمام الله وأمام الناس.

إن مثل هذه المسؤولية الكبيرة تتطلب من كل واحد منكم أن يكون أولاً قدوة للمجتمع في كلامه وسلوكه وأخلاقه.

وفي مراحل تاريخية معينة، أدى استغلال رجال الدين للدين والقيم الدينية إلى ظهور أفكار خاطئة عن مكانتهم وشخصيتهم في أذهان الناس.

ونتيجة لذلك، يعتبر البعض أن العمل الديني مهنة، ويستخدم هؤلاء الناس دينهم كوسيلة لكسب العيش.

وينبغي أن يقال إن الخدمة الدينية ليست مهنة، بل هي خدمة صادقة في سبيل الله وللناس، أي من أجل الحصول على الأجر.

على سبيل المثال، في بعض البلدان ذات الأغلبية المسلمة، يصطف رجال الدين في طوابير لعدة أشهر في المساجد لإمامة الصلاة عدة مرات.

وأكرر، ليس من أجل الحصول على راطب، ولكن من أجل الأجر.

لا تنزعج، ماذا يفعل أئمتنا في بعض الأحيان؟

ومن أجل زيادة عدد المصلين ومانحين صدقة الصيام أو أجر الإمامة، أو إظهار تفوقهم، يقومون بتقسيم أهل المنطقة الواحدة إلى عدة فرق.

وفي الحديث الصحيح: «إن أطيب ما يأكله الإنسان من عمل يده».

من الجد آدم (الفلاح) إلى نبينا محمد، كل الأنبياء كان لهم مهن (رعاة، خياطون، تجار).

وكان نوح نجارا ماهرا، وإدريس خياطا، وصالح تاجرا، وداود حدادا، وسليمان نساج سلال.

طالما أن لديكم القوة، على الأقل حرث الأرض الموجود القرب بيوتكم، على الأقل ازرع البصل والثوم، اعتني بشجرة الفاكهة، سيتحرك دمكم وستتحسن شهيتكم.

إن أكل الخبز بالعمل الحلال والتصدق من حصاد العمل الحلال هو جوهر تعاليم الأديان العالمية والإسلام.

كما تعلمون، من أجل زيادة التعليم القانوني لسكان البلاد، في الخطاب السنوي لرئيس الجمهورية تم إعلان عام 2024 “عام التعليم القانوني”.

والغرض من هذا القرار هو رفع مستوى التعليم القانوني للمواطنين، وتعزيز القيم الديمقراطية، وتعزيز حماية حقوق الإنسان.

تثقيف المواطنين بروح احترام القانون وضمان سيادة القانون، وإرساء أسلوب التعاون الفعال بين الدولة ومؤسسات المجتمع المدني في اتجاه التثقيف القانوني للمواطنين هو أحد الأهداف الرئيسية لـ “عام التعليم القانوني” .

وفي هذا الصدد، من الضروري أن تعمل أجهزة الدولة ذات الصلة وهياكل المجتمع المدني واعضاء المجتمع، وخاصة خدام الدين ، على رفع مستوى التعليم لسكان البلاد، بما في ذلك الفهم العميق وغير المشروط لأحكام المادة الأولى من الدستور، والذي بموجبه جمهورية طاجيكستان هي دولة مستقلة، ديمقراطية، قائمة على القانون، وحدة علمانية واجتماعية، خاصة لإظهار المسؤولية المباشرة عن الطبيعة العلمانية للدولة.

إن الخادم الديني المسؤول الذي يحب الوطن الأم والأمة والدولة لن يكون محايدًا أبدًا في الأعمال الصالحة للتربية الأخلاقية، وتصحيح أوجه القصور الموجودة، وسيساهم في ازدهار الوطن الأم والتنمية الشاملة للبلاد

ربما تعرف وتفهم أفضل من الآخرين أن حب الوطن من الإيمان.

ومن واجب إيمانكم وضميركم أن تشرحوا للناس، وخاصة المراهقين والشباب، احترام الوالدين وكبار السن، والأخلاق الحميدة، وخاصة ثقافة التواصل والتفاعل في الشوارع والأماكن العامة، وآداب الأسرة والعديد من القضايا الاجتماعية الأخرى. .

أي أن المسجد كوسيلة للإيمان يجب أن يكون له دور تربوي وأخلاقي قيم في حياة المجتمع، وليس مكانا للنميمة والقذف أو مكانا للنقاشات السياسية أو تضليل الناس.

وفي الآية 9 من سورة “الجمعة” من القرآن الكريم، أوضح الله آداب المسجد بطريقة بسيطة: “وإذا قضيت الصلاة فانتشروا في الأرض وابتغوا من فضل الله….. “

وبمجرد أن جاء عمر إلى المسجد حيث كان مجموعة من الناس جالسين، أمرهم بالخروج من المسجد.

وأضاف هل تتوقعون أن ينزل الذهب والفضة من السماء؟

انهض ومارس مهنة!

وهذا هو، العمل الجاد.

لا شيء يحدث من تلقاء نفسه بالجلوس خاملاً.

يقول البعض أن الله نفسه يعطي، لا، لا يعطي.

إذا لم تزرع البذور، لا تعمل، لا تستخدم الأرض، لن يأتي شيء.

لولا جهود الفلاح العام الماضي ماذا كان سيحدث للأسواق الآن؟ أكل لحوم البشر.

يمكن للعاملين في المجال الديني، وهم ملزمون، بتصحيح روحانية المجتمع، ومنع الفجور والجريمة، وتدمير الأسر الشابة، وضمان الامتثال لقانون تنظيم التقاليد والاحتفالات، ومنع تطرف الشباب، والتعاليم الدينية غير القانونية، وفي ظروف اليوم المعقدة للغاية والأزمات، لمنع التطرف، والدين الإيماني والوفاء بواجبهم المدني.

وينبغي أن يتم العمل في هذا الاتجاه بحيث يشعر الجميع بالمسؤولية تجاه تطرف شخص واحد، بدءاً من رئيس المدينة والمنطقة، إلى رئيس المجتمع والمجتمع، والعامل الديني، و يجب أن يشعر الآباء والمعلمون بالمسؤولية أمام القانون والمجتمع.

يجب أن نكون أنا وأنت شاكرين لأننا أصحاب وطن مزدهر وحر، نتنفس هواءه، ونشأنا على خبز وملح وماء هذه الأرض القديمة، ونربي أطفالنا وأحفادنا في بيئتها الهادئة.

فلنكن شاكرين أننا أنا وأنت أبناء الوطن وأصحاب الوطن، فلنكن شاكرين أننا أعضاء في كل المنظمات الدولية في العالم ولدينا صوت واحد بين القوى العظمى في العالم.

دعونا نكون شاكرين لأنه تم الاعتراف بنا على الساحة الدولية كدولة نشطة، وصاحبة خمس مبادرات على المستوى العالمي. ويحترموننا ونقدروننا.

فلنقدر هذا الوطن، أرض جنة الأجداد، السلام والطمأنينة، السلام والاستقرار، خبزه وملحه. دعونا نعمل متحدين ومخلصين من أجل تحقيق ازدهار أكبر لطاجيكستان العزيزة وتقدم دولتنا المستقلة.

دعونا لا ندع أطفالنا، الذين هم مستقبلنا وبركاتنا وسعادتنا المستقبلية، يصبحون أدوات للآخرين ويتسببون في تشويه سمعة الأمة الطاجيكية الحضارية في الساحة العالمية.

وعلينا أن نتذكر دائما أن أفراد العصر الجديد، أي المتخصصين الذين تنطبق عليهم متطلبات العالم الحديث، هم وحدهم القادرون على امتلاك الوطن والدولة، وبنائهما، وضمان تطور الدولة والنهوض بالمجتمع.

وفي الألفية الثالثة، لن تستطيع حماية وجودها وتقدمها إلا الدول والأمم التي تمتلك العلوم والمعرفة المتقدمة والتقنيات والتقنيات الحديثة.

لذلك، كل منا مسؤول عن مصير الوطن الأم والدولة والأمة، ونحن مسؤولون عن الأجيال الحالية والمستقبلية، لتوفير المدارس والتعليم، لتهيئة الظروف لأبنائنا حتى لا يظلوا أميين وتعلم العلوم والمعرفة، وتعلم المهارات والحرف الحديثة.

وهذا هو الواجب الحيوي على الآباء والمربين وقيادات كافة هياكل وهيئات الدولة والمثقفين والناشطين والمجتمع المدني وأفراد المجتمع، بما في ذلك الخدام الدين .

وأكرر مرة أخرى أنه لن ينزع أحد إسلامنا وعبادتنا.

ولكن من الصعب ضمان تقدم الدولة وازدهار الوطن وتحسين مستوى ونوعية حياة الشعب إلا بالطاعة والعبادة.

متطلبات العصر الجديد مختلفة.

يجب أن ندرس ونتعلم العلوم ونطور العلوم الدقيقة والرياضية ونتعلم أحدث التقنيات والفنية ونتعلم ونعمل بجد حتى تكون حياتنا اليوم أفضل من الأمس وغدنا أفضل من اليوم.

علينا أن نرفع مستوى ونوعية حياة شعبنا أكثر.

فلنربي أطفالنا على أن يكونوا داعمين لنا ومهتمين بنا، وأن يصبحوا من أهل العلم والمعرفة والمتخصصين في العصر الجديد، وأن يتحلوا بالأخلاق الإنسانية الحميدة.

و نحن سننجب طفلاً ونربيه حتى النضج ليدعمنا في شيخوختنا.

ولنتذكر أن قادة الجماعات الإرهابية والمتطرفة، الذين يجندون أطفالنا في صفوفهم، لم يعانوا آلام الولادة وتربية أطفالنا، ولم يجربوا مشقة النوم، ولم يقدموا لهم الخبز والماء.

ولهذا السبب لا قيمة لهم أولادنا، في لحظة واحدة يحولونهم إلى إرهابيين انتحاريين ويحققون أهدافهم النجسة.

بعد فقدانهم، تحترق روح الوالدين فقط

ولا ينبغي لنا أن نسمح بأسماء أبنائنا أن تُدرج في تاريخ الأمة كإرهابيين أو متطرفين.

وهذا تقصير في شرف الآباء الطاجيك والأمة الطاجيكية الثقافية العريقة.

لذلك دعونا نعلم أطفالنا ونعلمهم العلوم وقرأة الكتب ونجعلهم رواد أعمال حتى لا يعانون ولا يضيعوا وأن يكونوا مساعدي والديهم ونعتني بهم في حياتهم المستقبلية.

ولهذا السبب قبلنا هذه المسألة على مستوى الدستور الذي ينص على أنه في كبر الوالدين يكون الطفل هو المسؤول عن رعايتهم.

وعلينا أن نحمي الاتحاد والتضامن، وسلام المجتمع واستقراره، ووحدتنا الوطنية، التي هي وثبتنا الوطنية في مواجهة مخاطر العصر الحديث، مثل قرة عيننا، لأن قوتنا في الاتحاد إن وطنيتنا وعملنا المتفاني هو من أجل ازدهار الوطن الأم وتنمية بلدنا.

أيها الشباب الأعزاء، أصحاب اليوم والغد لطاجيكستان المستقلة!

أناشدكم وأؤكد أنكم تدافعون عن الاستقلال والحرية التي هي أفضل هدية للأمة الطاجيكية المحبة للحرية!

أحبوا هذا الوطن الخلاب، واحموه بأمانة باعتباره وديعة أسلافنا!

كن فخوراً بكونك طاجيكياً، لأن أسلافنا، أبناء الأمة الطاجيكية المتبنين، قدموا مساهمة كبيرة في تطوير الثقافة والحضارة الإنسانية، وأنروا طريق العالم نحو التعايش والتضامن.

كونوا مستعدين لحماية هذه الأرض المقدسة حتى تتمكنوا أنتم وأمهاتنا وأخواتنا الكرام من التمتع بحياة سلمية في هذه الأرض المقدسة.

أثبت أنك من نسل كوروش كبير ومقنع وسبيتامين ديفشتيتش وتيمورمالك وواسع وآلاف الأطفال الشجعان من هذا الوطن!

أنا واثق من الشرف والذكاء والقوة الفكرية والجسدية والإحساس العالي بالاستقلال والحرية والوطنية والشجاعة والشباب لكل واحد منكم.

أيها المواطنون الأعزاء!

لقد أكدت مرات عديدة، وسأكررها مرة أخرى اليوم، أنه يجب أن تكونوا حكيمين وحذرين في الحياة، ولا تنخدعوا بالأهداف المتحيزة لجماعات المصالح.

تذكر أنه لا أحد يفكر في تحسين وطنك الأم ومنزلك وعائلتك.

وعلينا بأنفسنا أن نبني ونحسن وطن أجدادنا ونترك دولة حضارية ومتطورة للأجيال القادمة!

أعلم أنه لا يزال لدينا مئات المشاكل وأوجه القصور.

نحن نبني دولة الآن!

تمامًا مثل عائلة شابة تتزوج وتنفصل عن والديها، فإن دولتنا لا تخلو من المشاكل.

ومع ذلك، فإنني على ثقة من أن لدينا القدرة على التغلب على جميع أوجه القصور والمشاكل القائمة.

لقد تغلبنا معاً على أصعب مشاكل الحرب الأهلية ووصلنا إلى هذه الأيام الطيبة، في حين قال البعض إننا سنختفي من الخريطة السياسية للعالم، لكننا لم نفعل ذلك، أي ضاعت سهامهم.

وخلافاً لرغبات ومخططات أعداء الوطن، بعثنا من جديد، أنقذنا دولتنا من الدمار وأمتنا من خطر التفكك واستحوذنا عليها.

لن تبتعد الأيام التي سنبني فيها أنا وأنت حياة أفضل لأنفسنا ونكتب اسمنا في صفحات تاريخ الوطن بأحرف من ذهب.

لأن شعبنا – شعب طاجيكستان الفخور – لديه القدرة والقوة لبناء حياة أكثر سعادة!

مرة أخرى، أهنئ جميع شعب طاجيكستان الكريم ومواطنينا في الخارج بحلول شهر رمضان المبارك.

أتمنى لجميع شعب طاجيكستان الصحة والسلام والاستقرار، ووطناً مزدهراً، ونعمة وبركة، ولكم جميعاً – أيها الحضور الكرام – التوفيق والنجاح في طريق حماية استقلال وحرية الوطن الأم وحماية الأصالة القيم الوطنية والدينية.

بارك الله فيك

مارس 9, 2024 14:15, 642 مشاهدات

أخبار أخرى لهذا القسم