مناقشة آخر نتائج استطلاع الرأي في الشرق الأوسط

يناير 29, 2016 17:01, 1,051 مشاهدات

مواضيع ذات صلة

PalestinianArabMenNewspaperHamasWestBankRTR3OJGK-198x132

“يناقش محلل مصري وخبير في معهد واشنطن نتائج أحدث استطلاعات الرأي التي أجراها المعهد في المنطقة، بتطرقهما إلى الحرب في سوريا، وإيران، وما يترتب عنهما فيما يتعلق بتصورات السياسة الأمريكية، وغير ذلك من القضايا الملحة”.

سوريا

رامي عزيز: تشير نتائج الاستطلاع إلى وجود نسبة عالية من وجهات النظر السلبية تجاه نظام الرئيس السوري بشار الأسد بين الشعوب العربية. كيف تنظر إلى أهمية هذه المعدلات المرتفعة بالنسبة إلى مجريات الأحداث في سوريا؟

ديفيد بولوك: هذا صحيح، فكما يشير السؤال الذي طرحته، الرأي العام العربي، سواء في مصر أو الأردن أو المملكة العربية السعودية أو معظم الأماكن الأخرى، سلبي جداً تجاه نظام الأسد في دمشق. ويسهّل هذا الأمر على العديد من الحكومات العربية تقديم بعض الدعم السياسي والعملي للمعارضة السورية والعمل مع الولايات المتحدة وغيرها من الدول المعادية للأسد في هذا السياق. كما أنه يساعد على عزل نظام الأسد في معظم أنحاء المنطقة.

ولكن هذا لا يعني أن أي حكومة عربية، على الأقل حتى الآن، على استعداد للتدخل المباشر في سوريا ضد هذا النظام. فالرأي العام لا يدعم بشكل عام هذا النوع من التدخل، وعلى أي حال فإن هذه الحكومات ليست عبارة عن ديمقراطيات حقيقية من شأنها أن تواجه ضغوطاً كافية من أجل اتباع الرأي العام، حتى ولو أرادت شعوبها هذا النوع من التغيير في السياسة. في الوقت نفسه، فإن الرفض العربي العام يجعل الأسد أيضاً أكثر اعتماداً على إيران وروسيا و «حزب الله» للحصول على الدعم ضد غالبية شعبه.

عزيز: ولكن بعد الأحداث الإرهابية الأخيرة التي شهدتها باريس، ما هو رأيك حول تأثير تلك الأحداث على نظام الأسد، وعما إذا أصبحت هذه الأحداث الدافع الأكبر لاتخاذ إجراءات حاسمة ضد الأسد ونظامه، بعد أن أصبحا من الأسباب الرئيسية لانتشار الإرهاب في العالم؟

بولوك: بالنسبة إلى تأثير الحوادث الإرهابية المروعة التي حدثت مؤخراً في باريس وأماكن أخرى على سوريا، يبدو أنها عززت من التصميم الدولي والعربي على مكافحة تنظيم «الدولة الإسلامية في العراق والشام» («داعش»)/«الدولة الإسلامية». مع ذلك، يمكن للأمر أن ينجح فعلاً ويصب في صالح الأسد، لأن بعض الناس يعتبرون أن بإمكانه أن يكون هو وقواته جزءاً من التحالف المناهض لـ تنظيم «الدولة الإسلامية»، أو على الأقل يجب أن تكون محاربة تنظيم «داعش» أولوية أكثر أهمية من الإطاحة بنظام الأسد. أنا أدرك، كما قلتَ لي، أن البعض الآخر يرى أن وحشية الأسد والقمع الذي يمارسه هما السبب الكامن وراء إرهاب تنظيم «الدولة الإسلامية» ومنظمات إرهابية أخرى. بيد أنني أعتقد أن الحجة الفائزة في الوقت الراهن هي أنه ينبغي السماح له بالبقاء في السلطة مع إعطاء الأولوية القصوى لمكافحة تنظيم «داعش».

إيران

عزيز: ما هو تفسيرك للآراء السلبية التي عبّر عنها المشاركون في الاستطلاع من المنطقة تجاه إيران؟

بولوك: إن المواقف العربية الشعبية السلبية بشكل عام تجاه إيران هي في الواقع ملفتة للغاية في الوقت الحالي. أنا أفسر ذلك بأنه يعكس مزيجاً من المنافسة الجيوسياسية ولكن أيضاً الطائفية والعرقية، في سوريا واليمن والبحرين وفي المنطقة ككل. بالإضافة إلى ذلك، وكما أشرتَ من قبل، فإن التوقعات السائدة تعتبر أن هذه العلاقات لن تتحسن في المستقبل المنظور. وبالتالي، فإن المعنى الضمني العملي لذلك هو أن معظم الحكومات العربية يمكنها أن تشعر بالراحة تجاه مقاومة الضغوط أو الوعود الإيرانية والعمل على تعزيز دفاعاتها العسكرية والأمنية الداخلية ضد العدوان أو التخريب الإيراني.

ولكن الدول العربية لا تزال تفهم أنه يجب عليها أن تتعلم كيف تعيش مع جارها الإيراني القوي. أعتقد أنها ستحاول جاهدة تجنب إثارة مواجهة مباشرة مع طهران. كما أن التأييد الشعبي للتعاون مع إسرائيل ضد إيران محدود، ومن غير المرجح بالتالي أن يشكل ذلك عاملاً جديداً بارزاً، وبالتأكيد ليس في المجال العام.

عزيز: كيف تفسر التباين في وجهات النظر تجاه إيران من جهة، وتجاه الاتفاق النووي من جهة أخرى؟ فعلى الرغم من وجهات النظر السلبية الحادة تجاه إيران، يُنظر إلى الاتفاق بشكل إيجابي نوعاً ما.

بولوك: عندما يتعلق الأمر بالاتفاق النووي مع إيران، أشرتَ بصورة صحيحة إلى أن وجهات النظر الشعبية العربية أكثر تبايناً. وأعتقد أن ذلك يرجع إلى كون عدد قليل من العرب يعتقدون بأنه حتى إذا بقيت إيران عدائية، فإن الاتفاق النووي يؤجل على الأقل تهديداً خطيراً للغاية يمكن أن تطرحه البلاد، أي القنبلة النووية. لكن ما قد لا يفهموه هو أن رفع الصفقة للعقوبات الاقتصادية المفروضة على إيران سيجعلها أغنى وأقوى، وعلى الأرجح أكثر خطورة، حتى من دون السلاح النووي.

عزيز: ما هي الآثار المترتبة على آراء الجمهور السلبية جداً تجاه روسيا و «حزب الله»؟

بولوك: هذا السؤال من الأسئلة الكبيرة! أود أن أقول إن روسيا لا تهتم كثيراً بالرأي العام العربي والذي هو في الغالب سلبي تجاه «حزب الله» لعدة أسباب. أولاً، تنصب أولوية روسيا في الوقت الحالي على دعم نظام الأسد، ومن الضروري أن يكون «حزب الله» جزءاً من ذلك بالمعنى العسكري البحت. (في الحقيقة، تبيّن لي مؤخراً أن روسيا كانت تتبادل بعض المعلومات الاستخبارية مع «حزب الله» منذ فترة طويلة، أي على الأقل منذ عام 2006، حتى قبل الحرب الأهلية السورية). ثانياً، يدرك الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أنه يُعتبر الآن لاعباً هاماً حتى من وجهة نظر الحكومات العربية التي لا تحبذ سياساته، بما في ذلك المملكة العربية السعودية التي تشكل مثالاً رئيسياً على ذلك. ثالثاً، إن بعض الحكومات العربية الرئيسية، وخاصة العراق، بل أظن مصر أيضاً، تفضل الأسد في الواقع على تنظيم «الدولة الإسلامية» أو جماعة «الإخوان المسلمين» ، لذا لا تعارض هذه الدول السياسة الروسية في سوريا. لكل هذه الأسباب، أخلص إلى القول إن موسكو على الجانب الرابح أكثر من الخاسر من خلال الانضمام إلى قتال «حزب الله» لدعم نظام الأسد.

عزيز: ما هي المسؤولية الي تقع على عاتق روسيا من حيث الإرهاب الذي ضرب أوروبا، ومن حيث أزمة اللاجئين التي لم يسبق لها مثيل منذ الحرب العالمية الثانية؟ هل ستنجح الاستراتيجية الروسية؟

بولوك: أنا لست متأكداً مما إذا كان الروس يصدقون دعايتهم الخاصة بأن الإرهاب واللاجئين القادمين من سوريا هم نتيجة خطأ المعارضة، وليس الأسد. ولكن سياستهم تقوم على فرضية أن بقية العالم سيستجيب لهذه التهديدات من خلال قبول الأسد كجزء من الحل وليس كجزء من المشكلة، في الوقت الراهن. وللأسف، يبدو أن ذلك ينجح حتى الآن

يناير 29, 2016 17:01, 1,051 مشاهدات

أخبار أخرى لهذا القسم

iktisodعلى الرغم من الأزمة المالية العالمية ، ظل معدل النمو الحقيقي للاقتصاد الطاجيكي مستقرا
1طاجيكستان الثانية عالميا فى تعرفة الكهرباء. أجرى صحفي وكالة “خاور” تحليلًا مقارنًا لتكلفة الكهرباء في دول العالم وتلقى إحصائيات مثيرة للاهتمام
Atahon-Sajfulloevالحركة الباسماتشية كانت ضد المصالح الوطنية . إعادة نشر مقال الأستاذ آته خان صيف اللاييف من صحيفة “جمهوريت”
Tajiks-in-Egyptجمعية جالية الطاجيك في مصر : وقع أربع من خونة النهضتيين على تحالف فيما بينهم. أم لماذا يحاول “الكبيريون” زعزعة استقرار البلاد؟
Sadriddin-Ayni-1صدر الدين عينى: مؤسس الادب الطاجيكى الحديث
1تعاونات سرية لحزب النهضة الإسلامى فى طاجيكستان و داعش : نشرت صحيفة “الأهرام” المصرية إستنادا الى وكالة “خاور” للأنباء الوطنية الطاجيكية خريطة انتشار ونشاط المقاتلين لحزب النهضة الإسلامى الإرهابى فى طاجيكستان فى صفوف الجماعات الإرهابية.
Saidmukarram-Abdu-odirzodaخطر الأحزاب الدينية على الدولة الوطنية
Novyj-risunok-17الحارس الرئيسي : من الحراسة الى الخلاقة، حوار مع القائد السابق حكيم قلندروف
هيكل مكافحة الإرهاب الإقليمي لمنظمة شانغهاى للتعاون مستعد دائما للحوار والتعاون من أجل توحيد الجهود الدولية في مكافحة التهديد العالمي المشترك ضد الإرهاب
22التكريم و الاحتفال بـ «يوم العلَم» الطاجيكي
Farazhحزب النهضة الإسلامى فى طاجيكستان و داعش : دليل حقيقي على نفس تعاليم وأنشطة وأهداف هاتين المنظمتين المتطرفتين
صإحذفوا اسم مستعار ” إسترفشنى” من سيد يونوس، رسالة مفتوحة لسفير جمهورية إيران الإسلامية لدى طاجيكستان حجة الله فغانى