مقالة لسعادة السفير د.زبيدوف تحت عنوان: دستور طاجيكستان يتجاوب و تطلعات الشعب
مواضيع ذات صلة
يشهد المجتمع الدولي اليوم تحولات سياسية واقتصادية واجتماعية كبيرة، حيث إن ظاهرة العولمة وإن كانت تؤثر تأثيرا ايجابيا في تنمية الحياة الثقافية والرأي العام لبعض الدول من جهة، فانها من جهة اخرى تفرض على دول اخرى قيما تنافي رؤية تلك الدول وثقافتها الوطنية التي نشأت منذ آلاف السنين. ويمكن الاستشهاد بشواهد كثيرة عما ينافي من قيم لمناطق، قيم مناطق اخرى في العالم، متسببة لنزاعات.
وفي هذا الظرف الدقيق الذي تمر به العلاقات الدولية الراهنة تسعى الدول المتحضرة كافة إلى صيانة هويتها وثقافتها الوطنية، وهي في الوقت نفسه تسهم بقسطها في تعزيز السلام والاستقرار الدولي والقضاء على الإرهاب والتطرف وظواهر تشعل نيران الحقد والعداء والنزاع لزعزعة الاوضاع في العالم وأن طاجيكستان تقف في صفوف تلك الدول، المعبر عنها في الخطاب السنوي للرئيس صانع السلام والوحدة الوطنية قائد الأمة رئيس جمهورية طاجيكستان الموجه إلى برلمان البلد، وكان يحمل أعمق مشاعر الانسانية وقوبل بحفاوة وترحيب في المجتمع الطاجيكي. وأن دستور بلادنا قد أرسى أرضية صلبة للتوصل إلى مجتمع مستقر وآمن، حيث إنه يلعب الدور الرئيسي في تحديد واجبات وصلاحيات مؤسسات الدولة والنهج السياسي ويضمن حقوق البشر، حيث إن الرئيس إمام علي رحمان يؤكد أن الدستور وثيقة تاريخية مقدسة حق لكل دولة وأمة ومرجع لتنظيم العلاقات في المجتمع.
إن المكاسب المنجزة خلال 25 سنة من عمر استقلال دولة طاجيكستان في تحقيق النهضة، وإقامة مجتمع ديموقراطي مبني على سيادة القانون وتعزيز العلاقات الدبلوماسية والتعاون الدولي المفيد وتنمية العلوم والتقنية ومستجدات الحياة السياسية والاقتصادية -كل ذلك يقتضي مراجعة نصوص الدستور وإدخال تعديلات فيه ليواكب التقدم والنمو والمضي قدماً نحو حياة أفضل ونهج سياسي أقوم في عالم المواصلات الحديثة. وإن جميع التعديلات الدستورية المقترحة من قبل جماهير الشعب هي حصيلة الدراسات والتجارب وتتجاوب وتطلعات الشعب والزمن.
ويجب أن نذكر في الوقت نفسه أن حوالي 40 مادة في الدستور تطرأ عليها تعديلات تتعلق بتنمية العلاقات الاجتماعية بهدف تحقيق الوحدة والاستقلال وسيادة القانون وتحسين التشريعات حول الوزارات والسلطات المحلية ورفع مستوى الصحة والمعارف لمصلحة المجتمع.
ومن المقرر أن يجري استفتاء شعبي يوم 22 مايو 2016م على تلك التعديلات الدستورية المقترحة ونحن على يقين أن أبناء شعب طاجيكستان الشرفاء سوف يدلون بأصواتهم لمصلحة تحسين الحياة السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية وتحقيق تطلعاتهم الوطنية.
د. زبيد الله زبيدوف
سفير جمهررية طاجيكستان
جريدة القبس الكويتية: