زراب الدين قاسمى : أصبح النوروز عاليما بحسن نواياه و محبته

مارس 21, 2016 10:37, 887 مشاهدات
زراب الدين قاسمى

دوشنبه فى 21 مارس ( خاور) – نوروز  أو السنة الجديدة في التقويم الشمسي هو واحد من أكبر وأقدم المهرجانات الشعبية، التي كانت في بداية ولادته يحتفل فى مناطق الدول الآرية. على مر السنين والقرون توسعت منطقة احتفال النوروز، الذى يغطي جزءا كبيرا من أوراسيا وفي عام 2010، قد اعتبر نوروز عيدا عالميا.
لم يكن مصير نوروز طوال تاريخه ال6000 سنة سهلا وبسيطا. وخلال هذه الفترة الطويلة كان بعض الدوائر يربطون النوروز بالدين كانوا يمنعون و يحدون لإحتفاله في أجزاء مختلفة من العالم لأغراض مصالح أمة او دولة، على وجه الخصوص على أراضي الآريين في المرحلة الأولى من توسع الإسلام بسبب سوء فهم جوهره تم إعلان تقاليد عيد النوروز مضادة للإسلام أو غير الإسلامي كان يمنع احتفاله أحيانا. هذه العقبات وسوء فهم جوهر هذا العيد حدث مرارا وتكرارا في القرون التالية. و خلال الحقبة السوفياتية كانوا يعتبروا عيد النوروز عيدا إسلاميا وكان على وشك النسيان والانقراض تقريبا. و في تلك السنوات، كان يحتفل عيد النوروز فقط في القرى النائية والشوارع من جانب بعض مجموعات صغيرة من النساء وكبار السن حيث كانوا يعدون فيه مختلف الأطباق والألعاب والمرح للأطفال.
خلال فترة “البيريسترويكا”، الذي بدأ في الاتحاد السوفياتي خلال النصف الثاني من العقد ال80 للقرن ال20 أصبح نوروز مرة أخرى يكتسب طابعا جماعيا بالتدريج. ومع ذلك فقط في الفترة ما بعد استقلال طاجيكستان كان احتفال عيد النوروز قد بلغ على مستوى الدولة، وبمثابة تقاليد متوارثة سلفا بعد سلف ، إكتسب طابعا جماعيا حقيقيا.
إن للنوروز مصير مشابه جدا مع مصير الشعب الطاجيكي مؤسس هذا التقليد القديم المجيد. تغلب هذا الشعب، وهذا العيد منذ آلاف السنين على تقلبات كثيرة، و محنة أدلى مساهمة قيمة في تاريخ الحضارة الإنسانية.
بذل المحتلون الأجانب كثيرا من الجهود غير المثمرة على أراضي أجدادنا لنشر تقاليدهم وعاداتهم وثقافاتهم ولغاتهم، ولكنهم كانوا أنفسهم وقعوا تحت تأثير الإدارة العامة والتقاليد للشعوب الآرية، و درسوه ونقلوه لبلدانهم و بهذا السبيل تم توسيع أراضي الاحتفال بعيد النيروز، عادات وتقاليده المفيدة و التى، وتغطي المناطق النائية المختلفة حول العالم.
قدم أبناء مجيد من هذه الأمة في تعزيز و تنمية اللغة و الثقافة الطاجيكية الفارسية و عيد نوروز المبارك على مر القرون و الازمان المصيرية خدمة تاريخية ولعبوا دورا بارزا. و قد رفع ساماني، رودكي، بلعمى، فردوسي، وابن سينا والبيروني والخيام، و اباقرة آخرون لذاك الزمن سمعة و نفوذ الغة الطاجيكية وتقاليد نوروز إلى حد أن وضعوا الأساس لتطور لاحق لألف سنة.
و تم وضع مسؤولية حماية وتعزيز ثقافة الأسلاف على أكتاف الأبناء الآخرين من الشعب الطاجيكي مثل أحمد دانش، العيني، باباجان غفوروف وآخرون، الذين واصلوا هذه الواجبات العظيمة بتفان و شجاعة تاركين للأجيال القادمة تراثا لا يقدر بثمن .
وفي فترة استقلال دولة طاجيكستان، أوكلت هذه المهمة التاريخية والثقافية على عاتقى، إمام علي رحمان، الحامى للتقاليد المجيدة من أسلافنا و الوطنيين الطاجيك فى الوقت الحاضر.
كان إمام علي رحمان بوسعه بعد حصول طاجيكستان على استقلال الدولة خلال السنوات الصعبة حيث كان يخاطر بحياته الخاصة أن يجمع حوله المثقفين و الفنانين وجميع القوى السالمة للمجتمع حول الأفكار التي يمكن أن توحد المجتمع وتحى الثقافة الوطنية، حفاظا على دولتنا الفتية من الدمار.
كان الرئيس الشاب ،باستعادة السلام والوئام، وجمع فقراء غير الواثقين للمستقبل أن يشعل نار الأمل نحو مستقبل أكثر إشراقا، ليس فقط في قلوب المواطنين الطاجيك على حد سواء، ولكن في قلوب جميع الناس الناطقين الطاجيكية الدارية حيث يعتبر معظمهم طاجيكستان موطن آمالهم.
واحدة من الاتجاهات الأكثر أهمية في السياسة الثقافية لإمام علي رحمان وحكومة طاجيكستان هى تعزيز و تنمية نوروز المبارك وعرضه على المجتمع الدولي، الذي يسهم بالتأكيد لمشاعر الفخر شعبنا في التاريخ والثقافة مجيدة لأجدادنا وكذلك تعزيز وحدة وتماسك.
وفي الواقع، فإن فكرة إحياء وتحسين تقاليد اجتماع واحتفال عيد نوروز المنور وغيرها من التقاليد المجيدة لأجدادنا تلعب دورا هاما في تعزيز الوحدة الوطنية، وتحسين الوعى الذاتى والحفاظ على الهوية الوطنية.
وفقا للأفكاروالمعتقدات القديمة الموجودة و الثابتة منذ اقدم العصور الى يومنا هذا أن النوروزهو وقت الصحوة الطبيعة والاعتدال، انتصار النور على الظلام، الحرارة على البرودة، الخير على الشر، والعدل على الظلم، والجمال على القبح، وكذلك رمزا للنقاء الجسماني والروحي و و قت عوف البعض البعض، وتوسيع الاعمال الإبداعية والمناظر الطبيعية.
بفضل هذه القيم الإنسانية العليا، يمكن أن نقول أنه قد أصبح هذا العيد المبارك عالميا في عهد الملك جمشيد ، وبطبيعة الحال، في العالم الذي إشتهر في تلك الأيام وتم تسويته من قبل الناس.
و في هذا الاتجاه، إمام علي رحمان كونه رئيسا لمنتدى الطاجيك والشعب الناطقة بالفارسية حول العالم يتخذ خطوات قوية متواصلة لإحياء تقاليد مجيدة من الحضارة الآرية، والدعاية لها بين الشعوب الآرية . فإن مبادراته المجيدة على هذا الطريق المتعرج كان يجد دعما كاملا من جانب قادة وشعوب الدول الآرية، مثل إيران وأفغانستان والهند وباكستان، فضلا عن دول أخرى. فإن هذا الدعم يشكل عاملا مشجعا في ضمان مستقبل مشرق لطاجيكستان الشاب والمزدهرة و جميع منطقتنا.
وبفضل هذه الجهود لرئيس دولتنا، زعيم الأمة إمام علي رحمان، و المثقفي الطاجيك و دعم و تأييد دول منطقة النوروز اصبح هذا العيد في عامي 2009 و 2010، عالميا.
في عام 2009، سُجل عيد نوروز على القائمة النموذجية للتراث الثقافي غير المادي للبشرية من جانب لجنة التراث العالمي التابعة للأمم المتحدة رسميا. و فى 19 فبراير 2010، اعتمدت الجمعية العامة للأمم المتحدة قرارا بموجبه اكتسب نوروز مكانة عالمية، وهذا يعنى أصبح نوروز عيدا عالميا رسميا.
اقيم إحتفالا عيد نوروز العالمى الأول والثاني في عامي 2010 و 2011 بمدينة طهران ، عاصمة جمهورية إيران الإسلامية، حيث شارك فيه رئيس جمهورية طاجيكستان إمام علي رحمن، و رؤساء الدول و ممثلون رفيعو المستوى من عدد الدول التي تحتفل بعيد نوروز.
و فى هذا الصدد ادلى الرئيس الطاجيكى، إمام على رحمان فى 27 من مارس 2010 بكلمة خلال الاحتفال الأول من عيد نوروز الدولى بمدينة طهران، مما جاء فيها: “إن اعتراف نوروز من جانب الجمعية العامة للأمم المتحدة بوصفه عيدا عالميا يدل على أن أجدادنا قد خلقوا في العصور القديمة عيدا، الذي يجسد المحبة والوئام والصفاء والإخلاص والجمال والرقة، و الصحوة والعمل الجاد “.
و بعد عام واحد بالضبط قال إمام علي رحمان، خلال الاحتفال بعيد نوروز العالمى الثاني بمدينة طهران، ما جاء نصه : “والآن بعد أن أصبح عيد النوروز عيدا عالميا، و اتيحت لنا مزيد من الفرص، على بلداننا خلال احتفالات عيد النوروز العالمى، إحياء كل تقاليده تدريجيا ، الذى كان بعض طقوسه على وشك الفقدان، إثر الأحداث التاريخية و انا نستطيع ان نثبت للمجتمع العالمى أن النوروز يعتبر في الواقع من اقوم الأعياد العالمية. ونحن، بالطبع، نؤدي هذه المهمة بفعالية فقط بالعمل معا. و نحن نقوم بهذه المهمة بجهود مشتركة”.
قال رئيس جمهورية طاجيكستان في اجتماع مع المثقفين فى 19 من مارس 2011 بكل سرور أن “إعلان عيد النوروز عالميا سيكون له الأثر الفعال في تطوير الحوار بين الحضارات، وتوسيع التفاهم المتبادل بين الشعوب، والسلم والاستقرار في العلاقات بين الشعوب ويسهم في تشجيع ثقافة وحضارة الشعوب الآرية “.
وقال رئيس الدولة أيضا مخاطبا إلى المثقفين: “إن الاحتفال بعيد النوروز على المستوى الدولي يتطلب منا إعادة إحياء التقاليد والطقوس النوروز من اقدم العصور القديمة ومنحه عظمة وروعة جديدة .”
في عام 2012، تلقت طاجيكستان، وشعبها في ظل قيادة الرئيس إمام علي رحمان زوار عيد النوروز العالمي و تكريما لهذا الحدث إستضافت عاصمة البلاد مدبنة دوشنبه “مؤتمر النوروز العالمى – 2012” الى جانب احتفالات كبرى.
و للمشاركة في الاحتفالات في طاجيكستان وصل رئيس جمهورية أفغانستان الإسلامية حامد كرزاي، ورئيس جمهورية إيران الإسلامية محمود أحمدي نجاد ورئيس جمهورية باكستان الإسلامية آصف علي زرداري، وممثلين رفيعي المستوى من 40 دولة و 35 منظمة إقليمية وعالمية.
و في افتتاح مؤتمر “عيد النوروز العالمى 2012″ أدلى رئيس طاجيكستان إمام علي رحمن، رئيس جمهورية أفغانستان الإسلامية حامد كرزاي، رئيس جمهورية إيران الإسلامية محمود أحمدي نجاد، رئيس جمهورية باكستان الإسلامية آصف علي زرداري، الممثل الخاص للأمم المتحدة في أفغانستان جان كوبيس، وكبار المسؤولين من عدد من البلدان الأخرى والمنظمات المؤثرة بكلمات الذين هنأوا شعوب جميع البلدان، بمناسبة عيد نوروز المبارك لحصول هذا العيد العريق على المكانة الدولية.
وقد أقيم الاحتفال المركزي تكريما لعيد النوروز العالمى في ” نوروزكاه” (مقر إحتفال عيد النوروز) بالعاصمة بحضور رؤساء الدول والعديد من الضيوف الكرام.
على شرف الذكرى السنوية الثالثة لعيد النوروز العالمى 2012 تم تزيين شارع “إسماعيل سامانى” حتى مدخل “نوروزكاه” بمعرض منتجات الحرف اليدوية والهدايا من الطبيعة الخلابة لطاجيكستان المشرقة.
و فى هذا الصدد زار رئيس طاجيكستان إمام علي رحمان ورؤساء الدول الأخرى معرض منتجات الحرف الوطنية والمؤسسات الصناعية والعمال الزراعيين، حيث تم تزيين كل شيء حولها مع رموز وحلي النوروز.
وعلى الرغم من الأمطار والطقس البارد في ذلك اليوم، كان الجو احتفاليا دافئا وممتعا جدا.
تم عقد برنامج احتفالي لعيد النوروز العالمى ب”نوروزكاه” الواقعة فى عاصمة البلاد .
لأول مرة في هذا المجمع، الذي يستوعب بعد إعادة إعماره 14 ألف مقعد تم فيه استقبال عيد نوروز العالمى ببرنامج مسرحي نظمه اساتذة الفنون والثقافة من طاجيكستان وأفغانستان وإيران وباكستان، والتي تعكس مهارة كبيرة، جوا احتفاليا، وطقوسا وتقاليد النوروز الذى وصل لنا من أسلافنا المجيدين .
إكتسبت “نوروزكاه” ( مقر إقامة إحتفال عيد النوروز) طاجيكستان تكريما لعيد النوروز العالمى 2012، و بفضل الفن الرفيع من المهندسين المعماريين والرسامين وغيرهم من الحرفيين المهرة، مظهر مسقط رأس نوروز “تخت جمشيد” (برسبوليس).
بناء على اقتراح من رئيس جمهورية تركمنستان، قربانكلى بيردي محميدوف تم إحتفال عيد النورو العالمى في مدينة عشق أباد، عاصمة البلاد، التى تتعلق أيضا هذه المنطقة بعيد النوروز.
إنعقد الاحتفال الدولي الخامس لعيد النوروز في عام 2014 في واحدة من مهد هذا العيد مدينة كابول، عاصمة جمهورية أفغانستان الإسلامية.
فمن الأسلم أن نقول أنه في أفغانستان يقوم هذا العيد بمهمته التاريخية ، من تعزيز السلام والاستقرار والتعايش السلمي بين مختلف الشعوب والقوميات والمذاهب، وبعبارة أخرى، يساعد على تطبيق مبدأ ” “الأفكار الطيبة، والكلمة الطيبة، والعمل الصالح” “.
بالرغم على ان عيد النوروز يحتفل به في أي بلد، يقوم الشعب الطاجيكي المتحضر، بهذا العيد المبارك والقديم باحتفال خاص.
وتجدر الإشارة إلى أن عيد النوروز يقوم ، بهذه المهمة التاريخية والحضارية لتعزيز وتدعيم الصداقة والتعاون متبادل المنفعة، والحب والدفء والنور والنقاء بشكل أفضل وأوسع.

مارس 21, 2016 10:37, 887 مشاهدات

أخبار أخرى لهذا القسم