زبيدوف: الرئيس الطاجيكي يزور الكويت مايو المقبل

كشف سفير طاجكستان لدى البلاد زبيد الله زبيدوف عن زيارة مرتقبة لرئيس بلاده الى الكويت في شهر مايو المقبل.
وقال زبيدوف في تصريح للنهار: هناك زيارة رسمية للرئيس إمام علي رحمن رئيس جمهورية طاجيكستان في شهر مايو المقبل الى دولة الكويت وان هذه الزيارة تهدف الى توطيد وتعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين الصديقين وفتح آفاق جديدة للتعاون وتبادل الخبرات في جميع المجالات.
وأشاد السفير بمناسبة فعاليات احتفالية الكويت عاصمة للثقافة الإسلامية لعام 2016 ومهرجان النوروز الدولي والذكرى 25 لتأسيس جمهورية طاجيكستان أشاد سفير طاجيكستان لدى البلاد الدكتور زبيدالله زوبيدوف بمتانة العلاقات الثنائية بين البلدين والتي مضى عليها أكثر من عشرين عاماً، موضحا بأن هذه العلاقات ممتازة وناجحة، مشيدا بأواصر التعايش والتضامن والتعاون في شتى المجالات.
وأعرب زبيدوف بمناسبة احتفالية الكويت عاصمة للثقافة الإسلامية لعام 2016 عن سعادته بالمشاركة في هذه الاحتفالية السعيدة موضحا أن ذلك يتوج الجهود التي بذلتها دولة الكويت منذ سنوات طويلة من أجل نشر الثقافة والوعي والفكر المستنير وحرصها البالغ على تكريس الصورة الحقيقية للاسلام باعتباره دينا للتسامح والسلام. مضيفاً ان هذا تشريف وتكريم يضاف إلى سابقيه من التكريمات التي نالتها الكويت عالمياً وجعلها تحظى بقدر كبير من الاحترام والتقدير الدولي، وهذا بفضل حكمة وحنكة ربان السفينة صاحب السمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد قائد العمل الانساني وأيضا بفضل جهود أبناء الشعب الكويتي في العديد من المجالات يتقدمها مجال العمل الخيري والإنساني والإغاثي. موضحاً أن أهداف برنامج عاصمة الثقافة الإسلامية تتمثل في نشر الثقافة الإسلامية وتجديد مضامينها وإنعاش رسالتها وتخليد الأمجاد الثقافية والحضارية للمدن التي تختار كعواصم ثقافية إسلامية بالنظر لما قامت به في خدمة الثقافة والآداب والفنون والعلوم والمعارف الإسلامية.
وتقديم الصورة الحقيقية للحضارة الإسلامية ذات المنزع الإنساني إلى العالم أجمع من خلال إبراز المضامين الثقافية والقيم الإنسانية لهذه الحضارة.
النوروز
وتطرق زبيدوف في حديثه عن عيد النوروز الذي يعتبر من أهم الأعياد والاحتفالات الرسمية في جمهورية طاجيكستان ويحظى بعناية واهتمام الحكومة والشعب على حد سواء وهو من الأعياد التي كان أسلافنا يحتفلون بها ما قبل الإسلام كعيد رأس السنة الشمسية في غرة شهر حمل.
وأضاف حول تقاليد الشعب الطاجيكي في هذه المناسبة ان النوروز أهم وأقدم احتفالات الشعوب القاطنة في خراسان وما وراء النهر، وقد اشتهر النوروز بأسماء وأوصاف عدة مثل عيد النوروز واحتفال فروردين وعروس السنة وعيد الربيع والنوروز الجمشيدي ورأس السنة وعيد السنة الجديدة وإلى غير ذلك من المسميات.
وقال زبيدوف مرت آلاف السنين ومازال النوروز يحظى بعناية واهتمام شعوب بلادنا وسائر البلاد التي تربطها بنا مشتركات كثيرة في الثقافة والحضارة وهذه الشعوب تترقب النوروز كل سنة بكل لهف وشوق. وإذا تصفحنا ماضي أمتنا نجد أن أجدادنا كانوا يحتفلون بالنوروز كعيد الربيع وجمال الطبيعة الخلابة وعودة موسم الزراعة وإعمار الأرض، وذلك بجانب تمسكهم بالاحتفال بعيدي الأضحى والفطر المباركين من منطلق العقيدة الإسلامية الراسخة في قلوبهم ووجدانهم.
مضيفاً انه ومع حلول النوروز كان أسلافنا يبادرون إلى تبادل الزيارات والتسامح والتلاحم ونبذ الخلافات وإزالة الضغائن والخصومات لتحل محلها المحبة والوئام. وكانت الابتسامة تملأ وجوههم وهم يتذاورون قائلين فيما بينهم نوروز مبارك مهنئين ومقدمين الهدايا لبعضهم البعض. وكانت الفرحة تعم الجميع بدءً من الرضع والأطفال إلى أكبر شخص سناً في الأسرة.
والأهم من ذلك أن النوروز لا يعترف بالحدود ولا يتقيد بأرض دون أرض ليكون عيداً تحتفي به ليس فقط الشعوب ذات الاصول الفارسية بل جميع الأقوام والشعوب القاطنة معها. ومن هذا المنطلق تمثل التهاني والامنيات بالسعادة والسؤدد والبهجة أهم مظاهر الاحتفال بالنوروز. ويرى المؤرخون أن أول من احتفل بالنوروز هو الملك جمشيد. كما ذكر الشيخ عمر الخيام في مقدمة كتابه نوروزنامه أن مؤسس الاحتفال بهذا العيد هو الملك جمشيد، وعن سبب تسميته بالنوروز يقول صاحب نوروزنامه إن جمشيد هو الذي تفطن لتوقيت دخول الشمس إلى برج الحمل فسمى هذا اليوم بالنوروز أي اليوم الجديد. فمع تحول الشمس إلى برج الحمل يعتدل الليل والنهار وتتغلب الحرارة على البرودة مما يبعث الطبيعة والكون على الحياة والنشاط. وعلى مر آلاف السنين لم يفقد النوروز قيمته وأهميته لدى شعوب خراسان وما وراء النهر رغم تعاقب الأزمان وسط التحولات والتغيرات والأحداث التاريخية التي لطالما حمل نمط حياة الأمم على التغير والتبديل، وإن كانت محاولات شهدتها التاريخ لمحوه من ذاكرة الشعوب، وذلك بأن النوروز هو عيد الربيع وجمال الطبيعة وليس له ربط بأية عقيدة دينية أو أيدلوجية معينة.
وتحدث السفير زبيدوف عن الذكرى 25 لتأسيس جمهورية طاجيكستان حيث قال: يشهد المجتمع الدولي اليوم تحولات سياسية واقتصادية واجتماعية كبيرة، حيث أن ظاهرة العولمة وإن كانت تؤثر تأثيرا ايجابيا في تنمية الحياة الثقافية والرأي العام لبعض الدول من جهة فانها من جهة اخرى تفرض على دول اخرى قيما تنافي رؤية تلك الدول وثقافتها الوطنية التي نشأت منذ آلاف السنين. ويمكن الاستشهاد بشواهد كثيرة عما ينافي من قيم لمناطق قيم مناطق اخرى في العالم متسببا في نزاعات.
وقال في هذا الظرف الدقيق الذي تمر به العلاقات الدولة الراهنة: تسعى الدول المتحضرة كافة إلى صيانة هويتها وثقافتها الوطنية وهي في الوقت نفسه تسهم في تعزيز السلام والاستقرار الدولي والقضاء على الإرهاب والتطرف وظواهر تشعل نيران الحقد والعداء والنزاع لزعزعة الاوضاع في العالم مشيراً إلى أن طاجيكستان تقف في صفوف تلك الدول، المعبر عنها في الخطاب السنوي لرئيس جمهورية طاجيكستان الموجه إلى برلمان البلد والذي كان يحمل أعمق مشاعر الانسانية وقوبل بحفاوة وترحيب في المجتمع الطاجيكي. وإن الدستور الطاجيكي قد أرسى ارضية صلبة للتوصل إلى مجتمع مستقر وآمن، حيث انه يلعب الدور الرئيس في تحديد واجبات وصلاحيات مؤسسات الدولة والنهج السياسي ويضمن حقوق البشر، حيث ان فخامة الرئيس إمام علي رحمن يؤكد أن الدستور وثيقة تاريخية مقدسة حقا لكل دولة وأمة ومرجع لتنظيم العلاقات في المجتمع.
مكاسب
وقال زبيدوف: إن المكاسب المنجزة خلال 25 سنة من عمر استقلال دولة طاجيكستان في تحقيق النهضة وإقامة مجتمع ديموقراطي مبني على سيادة القانون وتعزيز العلاقات الدبلوماسية والتعاون الدولي المفيد وتنمية العلوم والتقنية ومستجدات الحياة السياسية والاقتصادية كل ذلك يقتضي مراجعة نصوص الدستور وإدخال تعديلات عليها ليواكب التقدم والنمو والمضي قدماً نحو حياة أفضل ونهج سياسي أقوم في عالم المواصلات الحديثة. وإن جميع التعديلات الدستورية المقترحة من قبل جماهير الشعب هي حصيلة الدراسات والتجارب وتتجاوب وتطلعات الشعب والزمن. ويجب أن نذكر في الوقت نفسه أن حوالي 40 مادة في الدستور طرأت عليها تعديلات تتعلق بتنمية العلاقات الاجتماعية بهدف تحقيق الوحدة والاستقلال وسيادة القانون وتحسين التشريعات حول الوزارات والسلطات المحلية ورفع مستوى الصحة والمعارف لمصلحة المجتمع. ومن المقرر أن يجري استفتاء شعبي يوم 22 مايو المقبل على تلك التعديلات الدستورية المقترحة ونحن على يقين أن أبناء شعب طاجيكستان الشرفاء سوف يدلون بأصواتهم لمصلحة تحسين الحياة السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية وتحقيق تطلعاتهم الوطنية.
واختتم السفير زبيدالله زبيدوف بشكر الشيخ سلمان الحمود وزير الإعلام وزير الدولة لشؤون الشباب ورئيس المجلس الوطني للثقافة والفنون وآداب لرعايته فعاليات احتفالية الكويت عاصمة للثقافة الإسلامية لعام 2016 ومهرجان النوروز الدولي والذكرى 25 لتأسيس جمهورية طاجيكستان داعياً الشعب الكويتي لحضور حفل افتتاح الأيام الثقافية الطاجيكية في دولة الكويت (مهرجان الموسيقي الطاجيكي والفن التشكيلي الطاجيكي) التي ستقام يومي 24 و27 من شهر مارس الحالي.