رفضت فصائل سورية معارضة، الاثنين، أي اقتراح لإخراج مقاتليها من الأحياء الشرقية لمدينة حلب، مؤكدةً عزمها على القتال “حتى آخر نقطة دم”، وفق ما أكد مسؤولان في فصيلي نور الدين الزنكي وجيش الإسلام لفرانس برس.
وأكد ياسر اليوسف، عضو المكتب السياسي في حركة نور الدين الزنكي، أبرز الفصائل في حلب لفرانس برس أن أي اقتراح بخروج مقاتلي الفصائل “مرفوض”، موضحاً أن “أجندة الروس القضاء على الثورة في شمال سوريا، وهذا لن ينالوه”.
ودعا اليوسف “الروس للخروج من حلب وإخراج الميليشيات الطائفية من حلب، ومن سوريا وعدم التدخل في الشأن الداخلي للسوريين”، مضيفاً “لن يرحمهم التاريخ ولا الشعوب على ارتكابهم مجازر حرب وجرائم ضد الإنسانية ودعمهم لديكتاتور قاتل فاقد الشرعية”.
من جهته شدد أبو عبدالرحمن الحموي من جيش الإسلام على أن “الثوار لن يخرجوا من شرق حلب، وسيقاومون الاحتلالين الروسي والإيراني حتى آخر نقطة دم”.
وأضاف “هذه أرضنا وأرض أجدادنا ونحن باقون فيها وسندافع عنها”، مؤكداً أن “الثورة مستمرة حتى نفوز بحريتنا وكرامتنا وكرامة شعبنا”.
وأكد الطرفان موافقتهما حصراً على إدخال المساعدات الإنسانية والغذائية إلى شرق حلب وإخلاء الجرحى، وفق ما ورد في مبادرة سابقة للأمم المتحدة.
وكان لافروف أعلن، الاثنين، أن المشاورات الروسية- الأميركية ستعقد “بهدف وضع آليات خروج كل مقاتلي المعارضة من شرق حلب”.
وقال إن على الطرفين خلال هذه المحادثات أن “يتفقا حول المسارات الملموسة (للانسحاب) ومهل انسحاب” المقاتلين من شرق حلب، مضيفاً “فور الاتفاق على المسارات والمهل يمكن أن تدخل الهدنة موضع التنفيذ”.
ولم يصدر أي تعليق رسمي من الجانب الأميركي على هذه المحادثات، لكن وزير الخارجية الأميركي، جون كيري، كان قال يوم الجمعة الماضي إن “لقاء سيجري مطلع الأسبوع المقبل في جنيف”، لمناقشة سبل إنهاء النزاع في حلب.
ومن المقرر أن يناقش مجلس الأمن بعد ساعات مشروع قرار قدمته مصر ونيوزيلندا وإسبانيا، يطالب بشكل خاص بإقرار هدنة في حلب لمدة سبعة أيام.
لكن لافروف اعتبر أن مشروع القرار “في جزء كبير منه استفزاز ينسف الجهود الروسية الأميركية”.
وتعد روسيا من أبرز حلفاء النظام السوري وتنفذ منذ نهاية أيلول/سبتمبر 2015 غارات داعمة لدمشق. وعلى رغم عدم مشاركتها في القصف على حلب منذ بدء قوات النظام السوري في منتصف تشرين الثاني/نوفمبر هجوماً لاستعادة الأحياء الشرقية، إلا أنها نفذت خلال الأشهر الماضية غارات مكثفة إلى جانب طيران النظام على شرق المدينة، تسببت بدمار هائل وبسقوط مئات القتلى وبتدمير عدد من المستشفيات، ما أثار تنديداً دولياً.