أعادت الدول الغنية توطين ما يقلّ عن 3% من أصل حوالي 5 ملايين لاجئ سوري، يعيشون في دول الجوار السوري، وفقاً لما جاء في تقرير جديد نشرته “منظمة أوكسفام”.
وقال التقرير الذي وصل لـ”العربية.نت” نسخة منه، إن ضعف الإرادة السياسية وتنامي الخوف من الغرباء أدى إلى ردّة فعل عنيفة ضد اللاجئين في العديد من الدول.
وخلصت المنظمة إلى وجود معوقات في بعض الدول تؤخر وصول اللاجئين السوريين كالإجراءات الطويلة والتدقيق الأمني والمناخ السياسي العام الذي يزداد عدائية تجاه اللاجئين.
أمّا في دول أخرى، فقد أدّت زيادة الموارد البشرية والمالية والسياسية إلى تحسّن في عملية إعادة التوطين. كما استعرضت المنظمة سياسات إعادة التوطين في ثماني دول، هي أستراليا وكندا وألمانيا وهولندا وروسيا وإسبانيا والمملكة المتحدة والولايات المتحدة الأميركية.
ونقل التقرير عن مسؤول الاستجابة للأزمة السورية في منظمة أوكسفام، آندي بايكر، قوله إنه “نتج عن التغطية الإعلامية لغرق الأطفال دعم هائل من عدة دول واستجابت بعض الحكومات الغنيّة لدعوة مواطنيها وما تمليه عليها ضمائرها فتعهدت بإعادة توطين اللاجئين الأشدّ ضعفاً. ولكنْ في كثير من الأحيان خلال العام الماضي، رأينا بعض القادة يصغون لردات الفعل الشعبية التي تمثلت بالتعبير عن خوف وكراهية متناميين تجاه اللاجئين. ويدفع اللاجئون السوريون الأشدّ ضعفا ثمن ذلك كله”.
اللاجئون في لبنان.. خمس السكان
وينتشر ما يقارب 130 ألف سوري في الدول الغنية حول العالم، والذي يوصف بالعدد الضئيل لاسيما إذا تم مقارنته بعدد اللاجئين في لبنان حيث يشكل عددهم خمس السكان.
وتابع، بايكر “وفيما لن تحلّ إعادة التوطين أزمة اللاجئين، إلا أنها طريقة ملموسة لتوفير الأمل للعديد من اللاجئين ووسيلة من وسائل التضامن مع دول الجوار السوري التي تستضيف الغالبية العظمى من الرجال والنساء والأطفال الذين فرّوا من الحرب”.
وخلال العام الماضي، أعادت كندا توطين قرابة 35 ألف لاجئ سوري في الوقت الذي لم تعد بريطانيا توطين سوى ما يزيد بقليل عن ثلاثة آلاف.
وتشير مقارنة سريعة لحجم الاقتصاد في كلا البلدين إلى أنّه منذ بداية النزاع في سوريا استقبلت كندا 248% من حصتها من اللاجئين الأشدّ ضعفا مقابل حصة ضئيلة بلغت 18% فقط للمملكة المتحدة.
الأردن ولبنان وتركيا
ويستضيف الأردن ولبنان وتركيا الغالبية العظمى من اللاجئين السوريين الذين يصل عددهم إلى حوالي 5 ملايين شخص مسجّل، وقد واجهت هذه الدول الثلاث مع العراق ومصر أزمة اللاجئين بدعم مالي محدود من الدول الأخرى.
ولغاية كانون الأول/ديسمبر 2016، لم يسدّد سوى نصف تمويل الاستجابة الإنسانية لأزمة اللاجئين السوريين.
وفي هذا الصدد، تطالب منظمة أوكسفام المجتمع الدولي بتشارك مسؤولية اللاجئين السوريين بصورة أكثر إنصافاً، من خلال إعادة التوطين أو تقديم أشكال أخرى من القبول الإنساني لما لا يقل عن 10 في المئة من اللاجئين يكونون من الأشدّ ضعفا بحلول نهاية العام 2017. ذلك بالإضافة إلى أشكال القبول الأخرى كلم شمل الأسر ومنح التأشيرات للطلاب.
ويقول التقرير إنه “يتوجّب على بعض الدول الغنية أن تحسّن عملية استقبال اللاجئين الأشدّ ضعفاً، وأن تستقي الدروس من الدول الأخرى التي أخذت بزمام المبادرة، كما أن عليها في الوقت ذاته محاربة المخاوف السلبية وغير المبرّرة والخطاب الشعبي المعادي للاجئين”.
سوريان فقط حصلا على اللجوء في روسيا
وتضيف أن بعض الدول تستغرق في إعادة توطين اللاجئين إلى أشهر عدة، وربما تصل إلى سنوات، وقالت المنظمة إنه في روسيا حصل سوريان فقط على اللجوء على الرغم من كون روسيا طرفاً في اتفاقية اللاجئين لعام 1951.
كما رفضت إسبانيا طلب المفوضية العليا لشؤون اللاجئين إصدار 500 تأشيرة لطلاب سوريين من الأردن ولبنان على الرغم من التأييد الشعبي العام لإعادة توطين اللاجئين في إسبانيا.
وتستغرق إعادة توطين اللاجئين في هولندا ما يعادل ستة أشهر، فيما قد تستغرق العملية في دول أخرى خمس سنوات. وقد نشرت كندا قرابة الخمسمئة موظف إضافي في سفاراتها في دول الجوار السوري تسريعاً لعملية إعادة التوطين. وعلى الرغم من إرسال الولايات المتحدّة المزيد من الموظفين وتعزيز مواردها في المنطقة، لم تسهم سوى بـ 10% فقط من حصتها العادلة.