عيد النوروز فى الشعر العربى
مواضيع ذات صلة
يمثل التفاعل والتواصل بين الأمتين العربية و الفارسية الطاجيكية أحد أفضل التجارب الإنسانية التي حصلت بين شعوب العالم لاسيما في المجالات الثقافية والحضارية والاجتماعية ومن خلال هذا التمازج الروحي والفكري نجحت الأمتان في تشييد صرح عظيم للحضارة الإسلامية نهلت منه ولا تزال بقية الأمم في أرجاء المعمورة .
وعيد النوروز الذي تحتفل به الشعوب الطاجيكية و الإيرانية والأفغانية و الباكستانية والكردية وتحتفي به بقية البلدان بمسميات متعددة كعيد الشجرة و عيد الأسرة وعيد شم النسيم يبشر ببداية فصل الربيع و تفـَتح الأزهار واخضرار الأشجار حيث تستفيق من سباتها الشتوي و تزهر مبشرة بولادة متجددة ؛ كما يرمز الى ديمومة الحياة وتجدد الانسان وتحرره من العبودية.
وقد وافقت منظمة الأمم المتحدة على تسمية يوم الحادي والعشرين من مارس من كل عام (يوم النوروز العالمي) باعتباره عيداً للتآخي والتعايش السلمي وكدليل على ان هذه المناسبات التاريخية قادرة على تحقيق ما تعجز عنه العديد من الخطط والأطروحات السياسية المتداولة في عالمنا المعاصر.
تروي صفحات التاريخ بان الخلفاء والسلاطين والأمراء كانوا يقيمون الاحتفالات الرسمية بهذه المواسم و يعتبرونها اعياداً مباركة لا تتنافى مع مفاهيم الدين الحنيف بل تصب في إطارها كونها ترمز للخير وتدعو للتسامح والحوار والوفاق، كما منح عيد النوروز أدباء العرب ثروة عظيمة حيث كانت تنشد المئات من القصائد الشعرية التي يتغنى أصحابها بجمال الطبيعة وما يواكبها من عطاء وبركة.
النوروز كلمة مركبة من لفظين: اولهما (نو) أي الجديد وثانيهما ( روز ) اي اليوم فكلمة نوروز تعني اليوم الجديد؛ و قد استعملت كلمة نوروز في اللغة العربية بصيغتها الفارسية كما عربت الى نيروز حيث اشتق العرب منها فعل ( نورز) واستُعمل في النثر و الشعر فيقول أحد الشعراء العرب :
نورز الناس ونورزت
ولكن بدموعي
وزكت نارهم والنار
ما بين ضلوعي
كما استعمل النوروز بصيغته الفارسية الطاجيكية حيث قال البحتري في وصف الربيع:
أتاك الربيع الطلق يختال ضاحكاً
من الحُسن حتى كاد ان يتكلما
وقد نبَـه النوروز في غلس الدُجى
أوائل ورد كـُن بالأمس نوَما
وهذا ابو تمام جعل النوروز رمزاَ لشفاء الخلق والنفوس حيث يقول:
وسيقت الى الخلق في النيروز عافية
بها شفاهم جديد الدهر من خلقه
وقد أثار النوروز مشاعر وعواطف ابي نؤاس حين يقول:
يباكرنا النوروز في غلس الدجى
بنور من الأغصان كالأنجم الزهر
يلوح كأعلام المطاف وشيه
من الصُفر فوق البيض و الخضر والحمر
ويبقى عيد النوروز يحمل تباشير الربيع وأمطار الخير والرحمة التي تطهر القلوب من كل حقد وحسد وأنانية وتبشر بانطلاقة جديدة نحو التعايش السلمي والاخاء الإنساني .
كل عام و انتم بخير في عيد نوروز
وكالة “خاور” للأنباء