إمام على رحمان يوجه كلمة تهنئة لجماهير الشعب الطاجيكى بمناسبة حلول عيد الفطر
مواضيع ذات صلة
مواطنين الأعزاء!
كل عام بعد أداء أحد فرائض دين الإسلام الحنيف من صيام شهر رمضان المبارك، يحتفل الأمة الإسلامية بعيد الفطر بسرور. و وفي هذا الصدد، أود أن أهنئ جميع المواطنين بهذه المناسبة وأتمنى لكل أسرة منكم السعادة والرخاء والسلام والصفاء ونعمة .
وتجدر الإشارة إلى أن شهر رمضان، شهر العفة والتقوى، والنقاء، والتواضع و الوقت المناسب لأمتنا الإسلامية تحقيق الكمال الروحي.
وآمل أن كل واحد منكم قد تعلمتم درسا جيدا من أعلى مفاهيم الإنسانية لهذا الشهر، منهاالصبر والمثابرة والرحمة والتعاطف، وغيرها من الأعمال الصالحة.
و بفضل من الاستقلال يكون فى وسع سكان البلاد، جنبا إلى جنب مع الحقوق والمسؤوليات الأخرى أن يتمتعوا من حرية الضمير والدين.
كما تجدر الإشارة إلى أن العلم والفلسفة والأدب والسياسة والقانون، والإنجازات الروحية الأخرى لشعبنا العريق ساهمت على مر القرون في تطوير وتوسيع القيم الإسلامية.
لذلك فإن مسلمو بلادنا هم أتباع الأفكار والمعتقدات الدينية المعتدلة، حيث يعتبر الإسلام رمزا لعقيدتهم، وسيلة لإثراء العالم الروحي، والسلوك اللائق وتلبية الاحتياجات العاطفية.
وبالإضافة إلى ذلك، قدمت أجدادنا الحكيمة بمعارفهم وأفكارهم وأعمالهم الخالدة مساهمة جديرة للحضارة الإسلامية والعالمية.
و من نماذج واضحة هذه البيانات ، هى آثار و مؤلفات الأبناء الباسلة للشعب الطاجيكي مثل أبو حنيفة النعمان بن الثابت، الإمام الأعظم، و محمد بن إسماعيل، يعني الإمام البخاري وغيره.
وقد لعب المذهب الحنفي دورا هاما في تاريخ الحضارة والثقافة الإسلامية، وحماية وتطوير الثقافة الوطنية والحياة الروحية للشعوب الإسلامية، بما في ذلك الشعب الطاجيكى.
و على وجه التحديد تقوم معرفة تراثنا الإسلامي على أساس تعاليم الإمام الأعظم ، تعطي الأفكار و آراء هذه الشخصية النابغة التاريخية دفعة جديدة لعملية الوعي الذاتي الوطني ومعرفة الذات لشعبنا.
وفي هذا الصدد، أذكر أن واحدا من الأعمال الصالحة التى تشكلت تقليديا في بيئة شعبنا عشية العيد الفطر، هي إعطاء الصدقات للمحتاجين.
و قد جاء فى القرآن الكريم على دفع الصدقات والإحسان في جميع الحالات “بالليل والنهار سرا وعلانية“.
لذلك يسعى الجميع لدفع صدقات قدر المستطاع و يعطي صدقات الفطر، وتشارك في الأعمال الخيرية.
و تم وصف المتصدقين فى الكتاب الإلهي : ” مثل الذين ينفقون أموالهم فى سبيل الله كمثل حبة أنبتت سبع سنابل فى كل سنبلة مأة حبة و الله يضاعف لمن يشاء و الله واسع عليم”.
وهذا يعني أن الله تعالى يضاعف الشخص المتصدق بسبعمأة أضعاف.
و إستفادة من الفرصة المناسبة هذه أناشد مرة أخرى لشعبنا الكريم، وتشجيعهم في هذا اليوم السعيد وفي أيام أخرى، لتمتد يد المساعدة للأيتام والمعاقين والأسر المحتاجة وذوي الدخل المحدود، وذلك بفضل خطوة شجاعة لكسب المزيد من المكافآت ، وتشجيع أكبر تعزيز الصداقة والأخوة في المجتمع والاستقرار والسلام في بلدنا الحبيب.
الشعب الطاجيكى المجيد، باعتبارهم ورثة الثقافة القديمة، والحضارة والتقاليد والعادات، يدركون جيدا أن بركة الحياة تتعلق من خلال التقتير.
لذلك، مراعاة قانون جمهورية طاجيكستان “عن تنظيم التقاليد والاحتفالات والمراسم في جمهورية طاجيكستان” لابد أن أن يصبح من عادات كل واحد من سكان البلاد.
وفي هذا الصدد، أذكركم جميعا مواطني الأعزاء، و الأمهات والأخوات المحترمات مرة أخرى لقضاء عطلة عيد الفطر إقامة الموائد البساطة و عدم السماح لإقامة موائد البذح و التبذير و لا تنسى أن التقتير و البساطة يتعبر من خير الخصال لشعبنا و يساعد لزيادة الخير و البركة فى كل منزل.
الأموال المخصصة لقضاء الإحتفالات التى لا لزوم لها ينبغي أن تهدف إلى القضاء المشاكل الإقتصادية في الأسرة، وتحسين ظروف المعيشة والتعليم والتدريب للأطفال الذين يعدون مستقبلنا، ومساعدة المحتاجين والفقراء، و ذالك عين الصواب.
كلنا نعرف من المصادر التاريخية أن أسلافنا الحكماء، على وجه الخصوص، مؤسس من حالتنا الراهنة – الإمام الأعظم حسناتهم هي مثال للآخرين، وأيضا أمر ارتكاب مثل هذه الأفعال النبيلة للأجيال المقبلة.
و أذكر ان لاسلافنا الحكماء أفضل هدية الآباء لأطفالهم هو تعليم جيد لهم و من يريد أن يعلم ابنه تعليما صحيحا فلينفق جزءا من ممتلكاته.
و على وجه الخصوص، في ظروف هذه الأيام المتناقضة والمضطربة فى العالم، يعتبر تعلم العلم والمعرفة، والمهن والحرف اليدوية، وكذلك تجنيب المراهقين والشباب عن الآثار السلبية من الثقافة الأجنبية، و الانضمام إلى الجماعات والحركات المتطرفة من المهمات الأولية للوالدين ، والمثقفين و النشطاء، وبصفة عامة، كل عضو صادق ومحترم فى المجتمع.
وفي الختام، معربا عن ثقتى بمستقبل بلادنا المستقلة ، أهنئ مرة أخرى جميع المسلمين فى طاجيكستان بحلول عيد الفطر وأتمنى كل أسرة فى البلاد السعادة والرفاه والازدهار والفرح والسلام والوحدة الأبدية.
عطلة سعيدة، مواطني الأعزاء!