أقارب حيدر قاسموف: “ان قتل بطل الاتحاد السوفياتي حدث ضمن سلسلة من جرائم القتال بنسبة لشخصيات بارزة الطاجيك فى تسعينيات القرن الماضى من جانب نهضتيين”
مواضيع ذات صلة
يدعى أقارب وأصدقاء حيدر قاسموف، أن قتل بطل الاتحاد السوفياتي وقعت ضمن سلسلة من جرائم القتل الوحشية البشعة لحزب النهضة الإسلامى فى طاجيكستان بالنسبة لشخصيات بارزة الطلجيك فى تسعينيات القرن الماضى. حسب تعبيره قتل حيدر قاسموف مثل صفرعلى كينجاييف، و سيف رحيمزاد أفردى، و محى الدين عالمبور،وغيرهم من الموظفين العموميين المعروفين، من جانب عصابات حزب النهضة الإسلامى فى طاجيكستان من أجل تحريك الأطراف المتنازعة و السكان المدنيين.
ذكر قناعت شاه عبد الله ييف، واحد من الموظفين الحكوميين و قابلجان ظلمتوف ، رئيس مجلس قدامى المحاربين في ناحية جيحون، في مقابلة حصرية مع صحيفة “ختلان” ذكرياتهما من زمن الحرب الأهلية، والحدث الأخير للقتل الوحشي لبطل الاتحاد السوفياتي الأخير، حيدر قاسموف، وجمع مبالغ لشراء الأسلحة والصواريخ من جانب المعارضين و الناشطين لحزب النهضة الإسلامى فى طاجيكستان.
– أود أن تقول بضع كلمات عن بطل الاتحاد السوفياتي حيدر قاسيموف، الذي كان واحد من أكثر الشخصيات نفوذا في عالم السياسة ليس فقط في طاجيكستان فحسب بل أنه قد كان إشتهر في كل أنحاء الاتحاد السوفياتي، ما من صلات لك معه؟
– كانت عمتى تاج النساء زوجة حيدر قاسيموف. كانا تتمتعان من عائلة متميزة. و كان حيدر قاسيموف شخص مميز، و من قدامى المحاربين ، و بطل الاتحاد السوفياتي، و نائب الشعب. خلال السنوات 1978-1983 من دراستى في المعهد التربوي فى قرغانتيبه كنت كل أسبوع تقريبا فى منزل حيدر قاسموف.
– قد ألفت مقالا قبل بضع سنوات عن بطولات حيدر قاسيموف حيث كان محاورى من النيابة العامة ان حيدر قاسيموف ترك منزله في أواخر عام 1992 مع أقاربه و لجأ الى منطقة “جيحون” و اختطفه رجال مجهولون الى جهة مجهولة وقتلوه …
– لجأ حيدر قاسيموف و أقاربه فى منزلنا. بعد أن جاءت الاشتباكات في وادي “وخش” وصل حيدر قاسيموف الى منزلنا ناحية قمسنجير مع اقاربه حيث بلغ عددنا الى ستين شخص.
ومنذ تشرين الثاني / نوفمبر 1992، بدأ التهجير القسري للسكان جمهورية أفغانستان الإسلامية. على وجه الخصوص، وصلت عائلتنا وعائلة حيدر قاسيموف بالقرب من الحدود مع أفغانستان. في نفس المكان قال حيدر قاسيموف ” لن نمر الحدود و سنبقى فى الوطن!”. على الرغم من اصرار ابنه الأصغر، عبد المقدر لمرور الحدود و لكنه رفض ذالك، قائلا أموت فى الوطن خير من عبورى الحدود ، انا قاتلت من اجله وتم سفك دمىفى سبيله. ما جرمى ليس لدى إعتداء لأحد ، كيف يقتلوننى؟ “- رد حيدر قاسموف. مع أن حيدر قاسيموف رفض عبور الحدود، حوالي 30-40٪ من الناس وقف بجانبه رجعوا الى مزرعة جماعية “تركمنستان” ، لأن الناس كانوا يكرمون حيدر قاسموف كثيرا، وكانوا يستمعون له.
و ملخص القول أن حيدر قاسموف لم يعبر الحدود الا ابنه. و كان هنالك أشخاص من حزب النهضة الاسلامى فى طاجيكستان و الذين يشجعون الناس للجوؤ الى أفغانستان. و أيضا كان حيدر قاسموف وقع تحت ضغط المسلحين لعبور الحدود و لكنه لم يقبل و رفض عبور الحدود.
– ما كان هذه المجموعات التي كانت تشجع الناس و لماذا ؟
هذه المجموعات كانت ” مرتزقة”. وفي وقت لاحق أصبح معروفا أنها تم تمويله من جانب حزب النهضة الاسلامى فى طاجيكستان. و لكل من كان له مساهمة فى تهجير الناس الى افغانستان، فيتمتع بحقوق و امتيازات من جانب الإيرانيين. و كان هؤلاء ينشرون الفتنة و العداوة بين الناس. وبدلا من ذلك، يحصلون على أموال. حسب مرادهم كل من يعتبر من مناطق ” قراتيجين” يلزمهم العبور الى افغانستان، و لكن حيدر قاسموف لم يكن يثق بتآمرهم ولم يقبل أمرهم.
لماذا يجب أن يعبرو الحدود الى أفغانستان؟
– أولا، عندما عبر اللاجئون الحدود الأفغانية، كان أعضاء حزب النهضة يحصلون على مبالغ هائلة. في ذلك الوقت، جاء حوالي 300-400 ألف لاجئ إلى مقاطعة قمسنغير ( جيحون الحالى). و تم على حساب نهضتيين تأسيس مجموعات عملت هنا، و كانوا يشجعون سكان تلك المنطقة لمغادرة الوطن ، و كان لديهم أهداف سياسي وقد حققوا قدرا كبيرا من أهدافهم. و وقعوا تحت مؤامرة الإيرانيين.
ماذا حدث بعد ذلك؟
– فرجع حيدر قاسموف وبعض من اتباعه و تم إيوائهم فى المدارس و المساجد والمنازل. فإستقبلنا عيد رأس السنة الجديدة1993 مع حيدر قاسموف ، و صباح أحد الأيام في شهر يناير، جائت مجموعة مسلحة ملتحون وأخذوه إلى مكان مجهول.
و ما السبب؟
– شتموه و سبوه قائلين “كنت تقاتل من أجل الشيوعية في اتحاد الجمهوريات الاشتراكية السوفياتية، أنت الشيوعي ولد الزنا و اليوم لا تنضم الينا؟ و اليوم لا تقاتل فى صفوفنا، من أنت ؟ إن كنت بطلا فذالك لنفسك هيا بنا !!! “. مرت يومان، ولكن لم يتم العثور على حيدر قاسموف. في ذلك الوقت كنا خائفا من الخروج والبحث عنه. فذهبنا الى مكتب النيابة العامة في المنطقة وكتبنا الطلب. أعلن النيابة العامة البحث عنه و لكن دون جدوى. فجاء فصل الربيع، و لم يكن عنه خبر. وفي صباح أحد الأيام، جائنا أحد فبلغنا أنه عند مصنع فى حينا عثر على جثتين و يشبه أحدهما حيدر قاسموف. فذهبنا و رأيناه . وقد تفسخ الجثث. فعلمناه فقط من زيه، وهو حيدر قاسموف المحارب القدامى الأخير في اتحاد الجمهوريات الاشتراكية السوفياتية، وقد قتل برصاص. فدفننا جثته فى “قرية بالا” في آذار / مارس 1993.
– و أخيرا لم تفهموا هوية قاتليه؟
– وبطبيعة الحال، ذالك كان على يد مجموعة من المحرضين . أنا قصدى ” النهضتيون” . حين كانوا يقتلون أعيان الأمة و الوطن بغية تحريض بين الناس، و حينما جاءوا الى منزل حيدر قاسموف كانوا يسبون حيدر قاسموف ، وهو كان يلومهم قائلا : لم تحرضون العداوة بين النسا؟.
قال: “لماذا تتعامل مع الناس هكذا ؟” “نحن الطاجيك جميعا أمة واحدة، !!! من هم قادتكم أنتم؟ “، و بعد هذه الأقوال ذهبوا به الى مكان مجهول.
– ما هي المجموعات التي ينتمون إليها؟
– انهم كانوا من الذين يولدون حقد العداوة بين الناس، ولا يريدون الأمن القومي. كانوا إرهابيون ومتمردون من حزب النهضة الإسلامى فى طاجيكستان. لم يكن الفرق لهم هل أنت من الطاجيك، أم الأوزبك أو الأفغان، كانوا قادرين لكل شيئ لمصلحتهم الخاص. أعتقد أنهم كانوا من مرتزقين الأجانب. لأنه لن يفعل الطاجيك الذى يحب أمته وبلاده . وكان حيدر قاسموف يبلغ من العمر 71 عاما. ولم يرد أي مطالبة، من المال و المنصب. وكان ضحية لعبة سياسية، ضحية الملالي، من النهضتيين. وقد قتل العديد من العلماء الطاجيك، لهدف إشعال النار بين الشعب. وهذا يعنى أنه بسبب قتل حيدر قاسموف، أرادوا إشعال نار الحرب بين سكان منطقة قراتيغين و سكان منطقة ختلان.
و كان غرضهم الأصلى هو إشعال النار بين سكان المنطقتين فى طاجيكستان.
واليوم، تحاول حزب النهضة الإسلامى فى طاجيكستان و الذى كان له يد فى قتل أعيان الشعب الطاجيكى ، و يريد زعزعة استقرار البلاد. وأظهر الوقت أن جميعهم كانوا مرتزقون لبلدان أخرى. لقد أقاموا حزبهم سرا في الاتحاد السوفياتي وبدأوا في تدمير أيديولوجية الشعب. يدرس الناشطون في هذا الحزب في الخارج. بدأ الانتشار والقتل في أوائل 90 أولا من جانب هؤلاء. و أنا أعتبر كل ذالك حصاد أعضاء حزب النهضة الإسلامى فى طاجيكستان و ولات أمرهم فى الخارج. الإسلام هو في القلب. هل داعم الإسلام هو مجرد حمل بطاقة الحزب؟ اجتذبوا الناس بكل وسيلة لهذا الحزب.
– ومذا هو، وجهة نظرك هل كان حزب النهضة الإسلامى فى طاجيكستان في مقدمة تلك الأحداث؟
– نعم. وفي منطقة قمسانغير، كان للحزب نفوذا منذ ذالك الوقت. في سنوات الحرب الأهلية، كان لبعض ممثلي حزب النهضة علاقة خاصة كما أشرت سلفا فى تهجير الناس و تشجيعهم الى عبور الحدود نحو أفغانستان و إزدياد أعداد غير الراضين من الحكومة، وكان هدفهم خلق قاعدة لإقامة دولة إسلامية.
و فى ناحية ” جيحون” أظهر المعلمون المحليون معارضة أيديولوجية لكى لا يفتن الشباب و لا ينضموا الى بعض المنظمات المتطرفة. وفي ذالك الأيام ربما كان ضعف آراء بعض من سكان البلاد حيث أفتنهم بعض من الملالى بقولهم “سنؤسس الدولة الإسلامية”.
كان هذا هو الحال في الدولة الإسلامية. أعتقد أن ” داعش” الحالي يدرس بعض الأعمال الوحشية من حزب النهضة الإسلامى فى طاجيكستان.
في الوقت الحالي. ليس هناك فرق بين هذه! لقد خدعوا الناس من أجل تحقيق أهدافهم، لا أري أي فرق بين هاتين الفرقتين، قاما بإنتفاضة و تظاهرات و خدعا الشعب و إستخدماهم لتحقيق أهدافهما المغرضة.
ومما يؤسف له أن بعض الشخصيات البارزة من الطاجيك مثل حيدر قاسموف كان ضحية لمكائد هؤلاء..
و هنا، انضم إلينا ظلمتوف قابلجان، رئيس مجلس المحاربين القدماء في الحرب العالمية الثانية، و أيضا رئيس الحزب الشيوعي الطاجيكستاني في المنطقة.
كان حيدر قاسموف شخصية سياسية. عندما كنت السكرتير الأول للجنة كومسومول فى منطقة قمسنغير، طلب شباب المنطقة لقاء مع حيدر قاسموف. وبمساعدة من قيادة المنطقة، نظمنا لقاءا مع حيدر قاسموف، التقينا معه عدة مرات. و التقينا فى مخيمات اللاجئين،في حي جيحون. ومن المؤسف أن أعداء الأمة، الذي كان هدفهم قتل مشاهير الأمة و تحريض العداوة بين الشعب قد تحقق .
من كان برأيكم له اليد على ذالك ؟
– أعداء الأمة. أولئك الذين كانوا في قناع ” المعارضة” يرقصون تحت موسيقى الأجانب “. و الآن لا شك فى أن أساس الحرب الأهلية في طاجيكستان كانت على يد حزب النهضة الإسلامى فى طاجيكستان. و عندى أنا سؤال هل لم يكن الشعب الطاجيكى مسلمين قبل مجيئ هؤلاء على ساحة السياسة؟ درس قادة حزب النهضة فى باكستان و إيران وكان هدفهم النهائي هو القضاء على دولتنا. وقد كان لحزب النهضة يد فى جميع هذه النزاعات التي وقعت في أوائل التسعينات في جمهورية طاجيكستان. ” . أخذوا السلاح واستخدموا الناس المضللين. هل كان شخص فى زمن الإتحاد السفياتى تزوج بدون الختان؟ و هل كان من يتزوج بدون نكاح، أو من كان يدفن بدون صلاة الجنازة؟ و هؤلاء الأعداء من الأمة، كانوا يقولون أننا نؤسس “دولة إسلامية.
– قلت أنك عملت في منطقة جيحون في التسعينيات و فى ذالك الوقت لم يكن الوضع السياسى مستقرا و كان عدد اللاجئين يزداد إلى حد كبير ، أفلم يكن أداء المهمة فى الحكومة صعبا؟
– أتذكر جيدا أنه كان فى منطقتنا خلية حزب النهضة الإسلامى . في ذلك الوقت كنت مدير إدارة تربية المواشي. وأجبرت المعارضة جمع الأموال قسرا من جميع المؤسسات.
لماذا طلبوا المال؟
كانوا يقولون علنا اننا نريد شراء الأسلحة و تغير نظام الحكم و علينا أن نؤسس دولة إسلامية “. فقلت لكبير المحاسبين كم من المال لدينا في حسابك؟ إدفع رواتب الموظفين مسبقا لثلاث شهور لكى لا تقع الأموال على يد عصابات حزب النهضة الإسلامى فى طاجيكستان.
و قد أنشأ حزب النهضة قاعدتها فى أفغانستان و أنا متأكد بأنه قد كان له يد فى عمليات باسماتشيين خلال عقد العشرينيت و ثلاثينيات من القرن الماضى حيث كانوا يقتعون رؤوس المدرسين و المثقفين. وقد هدم الناس الذين يعملون من أجل تطور الدولة. كما نفى رجال البلاشفة. إذا بني الكافر مدرسة، وبني طريقا وجسرا، ودرس بدون مال، وعالج، فماذا فعل ضد الإسلام؟ بل كل ذالك على العكس ، كان يقومون بالفساد بإسم الإسلام، أعدموا ثلاثة معلمين في منطقة “حائط”، و دمروا الطرق وجسور، وقتلوا المثقفين.
– فأنت كنت تشغل منصب قيادة الحزب الشيوعي في منطقة جيخون، قل من فضلك ما قام به حزب النهضة الإسلامى حتى قمعه رسميا في طاجيكستان على المستوى المحلي؟
– يضمن دستور بلدنا حرية أنشطة الأحزاب السياسية. والآن هناك 7 أحزاب سياسية في طاجيكستان. و لكن الدستور لا يسمح للأحزاب للوصول للحكم من خلال القتل وسفك الدماء. عندما كنت رئيس خلية الحزب الشيوعى فى منطقتنا، تعرضت لضغوط و تهديدات من جانب أعضاء حزب النهضة ” سنمحو أفراد عائلتك”، ” لست مسلما حتى لا ترمى بطاقة عضويتك فى الحزب الشيوعى هكذا وهكذا”. أعتقد أن بطل الاتحاد السوفيتي حيدر قاسموف قتل أيضا لأنه لم يوافق عليهم و بل كان ضد أيديولوجياتهم ونظرائهم.
ملاحظة: شارك حيدر قاسموف في أكثر من 1200 معركة دامية في الحرب الوطنية العظمى في 1941-1945، حصل على الوسام الذهبي للاتحاد السوفياتي بعد الهزيمة فى قوات الأعداء فى برلين في عام1957 . ولكن في عام 1993 و كان يناهض 71 عاما من العمر، بعد إحراق منزله في منطقة وخش و تهجير عائلته لناحية قمسنغير قتله أعضاء حزب النهضة الإسلامى فى طاجيكستان .
بعد إعداد هذ االمقال، قال واحد من نائب رئيس منظمة المهاجرين الاسلاميين الطاجيك، سيد جلال سياهكوف فى مقابلة خاصة مع صحيفة “ختلان” أن حيدر قاسموف قتل من جانب أحد أشرس أعضاء نشطين فى حزب النهضة الإسلامى فى طاجيكستان مصطفى (الملقب بمصطفى النهضتى) بتعليمات من جانب الأجهزة الإستخبارات لجمهورية إيران الإسلامية فى خط حدود الدولة. فكان مكان الذى قتل فيه حيدر قاسموف يقع تحت سيطرة حزب النهضة الإسلامى فى طاجيكستان “. وفي وقت لاحق، تباهى مصطفى حوالى 1994 سنة قائلا أنى ” ذبحت حيدر قاسموف البطل مثل الدجاجة”.
أجرى الحوار،
ناصرجان معمور زاده، مراسل صحيفة ” ختلان”
إعادة الطبع من صحيفة ” جمهوريت”
14.11.2017 №: 232