الحارس الرئيسي : من الحراسة الى الخلاقة، حوار مع القائد السابق حكيم قلندروف
مواضيع ذات صلة
حكيم قلندروف ، من أبرز القواد السابق خلال الحرب الأهلية فى طاجيكستان. و هو الآن يمارس الزراعة فى ناحية ” بانج” و إستطاع أن يحصل على إنجازات هائلة فى هذا المجال . فهو كان مشغولا بأمور الزراعة و وجدناه بصعوبة و أجرينا معه حوارا فى منزله الرائع و الجميل سائلين: هل هذا هو منزلك؟ يرد مبتسما , بل كل أراضى طاجيكستان منزلى. و يطول حوارنا من أعمال حكيم قلندروف الإخلاقة الى الأحداث المصيرىة المريرة لللشعب الطاجيكى.
كيف نجحتم فى إلقاء السلاح و اختيار الأعمال الخلاقة؟
“إن الوطنية الأصلية يتطلب، كما يقال،:” نتيجة الحرب هي السلام، و لو كان تستمر مائة سنة. كنت في خضم قوات المعارضة الطاجيكية، من أقرب رجال الأستاذ نوري. ما أعرفه انا على الأرجح ربما لا يعرفه أحد. إذا كان تستمر الحرب، فلم يكن يبقى الطاجيك و لا طاجيكستان ، فنتحول الى العراق وسوريا. كان السيد نوري، الذي يتشاور معي دائما، قالنى هذا مرارا وتكرارا في تلك الأيام الصعبة.
– يعنى سبق لك أن شهدت عقد معاهدة السلام منذ الأيام الأولى؟
– نعم. وفي اليوم الذي كان فيه رئيس طاجيكستان إمام علي رحمان، وزعيم المعارضة سيد عبد الله نوري وأحمدشاه مسعود يتفاوضان فى منطقة ” فرخار ” الأفغانية أنا كنت محافظا لهم.
– حسب ما يقولون أن العديد من القواد كانوا ضد عقد معاهدة السلام، ألم تكن أنت منهم؟
-كنت في موقف الأستاذ نوري حيث كان يميل الى السلام. ولكنه كان هنالك من لم يكن السلام لمصلحتهم. وبطبيعة الحال، ما كان هذا دون تدخل من البلدان الأجنبية. ولكن نوري لقد وضع في هذه القضية النقطة خلال إجتماع طهران. في ذلك اليوم، كان لي نية الحج. غادرت إلى إيران مع طائرة عسكرية من قندوز. و كان معى في الطائرة سفير إيران. وفي ذلك الوقت، كانت إيران هي الدولة الوحيدة التي كانت لها تمثيل رسمي في كابول، و كابول كانت فى ذالك الوقت على أيدى حركة طالبان. في طهران، قمنا بإعداد وثائقنا للحج. لم يبقى للسفر الى الحج الا يومان حيث دعاني نوري للقاء.
وقال ” لا يليقك السفر الى الحج فعلا”.
– لماذا؟ سألت أنا.
قد دعانى هؤلاء للمناقشة، و عليك أن تكون جنبى ، و هناك بعض الأقوال عليك أن تظهرها. و بعد عودتنا الى طاجيكستان ستغادر الى الحج.
فرضيت أنا و أحضرنى الأستاذ للإجتماع و كشف لى بعض أسرار الملالى . و أكد أنه هم الدبلوماسيون و أن لا تكلمهم غير مريح. عقد الإجتماع فى المغرب فى منزل الاستاذ طوره جانزاده . كما ضم الإجتماع الملالى من همت زاده، محمد رسول، عبد الرحيم، رئيس صحيفة ” رستاخيز” ، طاهر عبد الجبار، رئيس جمعية ” لعل بدخشان” و ممثل الحزب الدموقراطي، رئيس مهاجرين الطاجيك فى روسيا، الصحوفى أوليغ بانفيلوف، ملا أمر الدين و الخ. و قالوا ان طاجيكستان على وشك النهاية. فى حين يتفوق القوات المعارضة فى الجبهة . و اقترحوا دعوة الجميع للجهاد ، و كانوا يتحدثون عن الاتحاد. فقال الاستاذ نورى ” أننا لسنا متحدين هنا فكيف نتحد فى طاجيكستان؟ ”
أنا رفعت يدى للحديث عدة مرات و لكن لم يجزونى، فنسيت نصائح الاستاذ نورى ، و قفزت من مكانى و قلت غاضبا، أي جهاد تتحدثون عنه، الجميع كلهم مسلمون و كلهم مقيمو الصلاة، فها أنتم الذين تشعلون الحرب و تشاهدونها . فنظرت الى الجميع فقلت “ما فعلت ب4 ملاين دولار ؟ ” فردنى ” أودعتها فى التداول فى باكستان فى أيدى الرجال” قال. ” أي رجال ” جددت سؤالى. فكان الرد الصمت. فرفع هذا الوضع غضبى ، و سألت أيكم يحضر أقاربه فى الجبهة ؟ إذا تريدون الجهاد هيا اربطوا القنابل اليدوية فى ظهوركم و فجروا أنفسكم تحت الدبابات. و قد غطى الصمت الاجتماع. فخرج اوليغ بانفيلوف من الاجتماع غاضبا. و احيل الكلام أخيرا الى استاذ نورى.إن الجهاد له مكانه و شروطه ، نذهب بالمهاجرين الى طاجيكستان ، يكفى قتل الطاجيك، نتحد المسلمين.
كانت الدول الأجنبية تخصص اموالا للحرب و لكن الحرب الأهلية إنتهت بالسلام، ألم يكن لها عاقبة؟
تلقى الأموال لها ردود أفعال أيضا . قد قالنى الاستاذ نورى سرا أن الملالى دعونى للمناقشة ، فسألته السبب، فردنى أن السبب تلك الأموال المخصصة لنا. فقلته أن تردهم بأنك وزعت الأموال بين المهاجرين و المتشردين و المجاهدين نحن. و لكنه مرض و لم أره بعد لكي أسأله ما أثمر ذالك المناقشة.
أنكم بصفة القائد المجاهد ألم تواجهك لمثل هذه المشكلة؟
لم يكن لنا أي تدخل للأموال مباشرة . كل ذالك الأمر كان على عاتقى قادتنا كانو يتسلمون أكياسا من الأموال و يوزعونها جزئيا بيننا. و لكن قد إتفقنا للسلام و هذا إنجاز كبير لنا. قد جائنى كبيرى مرة و قدمنى 3 ألف دولار ، قلته لا حاجة لى لأموالكم انتم، آكلى الحرام ! أنا أعمل و أحصل على الاموال لا حاجة لى لأموالك، و لكنك لم تفكر للذين قتلو من أجلكم . أصبحت نسائهم أراملة و أولادهم يتيما و كان فى وسعكم أن تقدهم 50 أو 100 دولار لقضاء عيشهم . و ابتعد الآن انا لست بعد معكم . إن تردنى أن نتحد، إذا علينا أن نسوى حسابنا السابق فنرى ما يجرى.
إن تقول أن نخرج للقتال فلماذا نقاتل؟ إن تقول الجهاد ؟ فالجهاد لماذا؟ تسود البلاد الطمأنينة و الرخاء تنشط المساجد و الجوامع و لكل قرية لها مسجد. و فى نهاية المتاف غادرته . قلته أن أبنائنا فى روسيا كثيرون، كل من يسمعنا لن أسمح لهم ان ينضم اليكم. أنا لا اؤيد كبيرى شخصيا و لا أعمل بما يقوله هو. و كان من أبرز القواد اولو السمعة فى الحرب نحن قواد منطقة بانج . فلما أصبح زعيما فابتعدناه بعد أن رأينا بعض ظلمه.
أي ظلم تتحدثون عنه ؟
ألا تعتبر نسيان نساء و أولاد للمجاهدين الذين وثقوا به و اعتمدوا عليه و أصبحوا ضحية و أصيبوا بجروح بالظلم؟ فقد كان وقت أنهم كانوا محتاجين لقطعة خبز، و لكن أعضاء حزب النهضة الإسلامى فى طاجيكستان كانوا يهمهم فقط أمورهم الشخصية. يحفظ الله تعالى فخامة رئيس الجمهورية أن يطعم جميعا من الايتام و الأرامل. وزع للناس أراضي حيث يجدون منها رذقهم. و تعطى دعاء هؤلائ المحتاجين البركة فى نشاطاته. و لكن كبيرى و زمالائه مشغولون بأمور أخرى . إن كان كبير ذو عقل و ثقافة فما تفرق حزبه.و بالاضافة على ذالك لم يستطع أن يحفظ على نفسه . تشرد و شرد معه الآخرين.
هل تعتقد أن كبيرى هو و حزب النهضة الإسلامى فى طاجيكستان بوحده و ليس ورائه داعم؟
لا و من معه؟
على سبيل المثال أنت.
أهانهم الله ، لا يتوفق أبدا من بعدلا يدعمهم أحد. إن كنت أدعمهم ، لن يعتمدوا على “حليم” ( إسم قائد ميدانى). و يدعونى مكانه،إذ منت قائدا مجربا. لم يحضر حاجى حليم و لا كبيرى فى الحرب. لا أريد أن اكون معهم، لا أريد أن يشعل وطنى فى نار الحرب.
إن حزب النهضة الإسلامى فى طاجيكستان حسب معلومات وسائل الإخبار العامة يتمتع من دعم إيران؟
ربما، و لكنه دعم حزب النهضة الإسلامى فى طاجيكستان ليس لمصلحة إيران.
إن الحرب القائمة هى الحرب المذهبية ، هرب إيران و العرب. لما يظهر موضوع إختيار بين العرب و الفارس، لن يختار العرب و لو كان من التشيع الفارس. خلال الحرب التى جرت ثمانية أعوام بين العراق و إيران قدم الشيعة العرب دعمهم لصدام الحسين . و إذا قيل لعرب لم تدعم من صدام الكافر بدلا من الشيعة فى ايران ، فيرد قائلا ان صدام هو من العرب و الشيعة هم الإيرانى.
فلنظر أن العرب يختارون القومية أولا و بعد ذالك الدين و المذهب. و أما نحن ذو لغة و ذو ثقافة واحدة .
أنا لست دبلوماسيا. بل أنا قائد الذى شاهدت كل هذه الإساءاتو التى قضى على الشعب الطاجيكى و لا أريد أن تكرر هذه المصائب مرة أخرى.
الإتكاء فى طاجيكستان على المذهب له نتائج سلبية، و لن يقبل الشعب الذى يعتبر من السنة و الجماعة هذا أبدا.
ربما لا يعرف قادة الإيرانيين من أصل الواقهع ؟ و ربما هناك قوة و الذين يقدمون لزعيمهم معلومات غير صحيحة بغية عدم كشف إحصائياتهم و مصالحهم.
فيعنى يكون فى وسع إيران أن لا يمد يد العون لحزب النهضة الإسلامى فى طتاجيكستان؟
بالطبع . إذاما أراد أن تتحسن علاقاتها مع طاجيكستان و أن يكون لها مكانا فى طاجيكستان فتقوم بذالك.
و لهذا على إيران أن تنسسحب من وجهة النظر المذهبى و أن يتوجه من خلال اللغة و الثقافة المشتركتين.
إن شعب طاجيكستان يعترف إيران بصفتها فارسيا؟ و لكمنه من حيث العقائد المذهبية لن يعترفها أحد. أنا قضيت مدرس أحمدشاه مسعود و أعرف الوضع جيدا. لو كانت إيران تتمسك باللغة و الثقافة لمل بلغ الوضع الى هذا الحد.
فالطاجيك هم الذين يكون فى وسعهم أن يدعموا إيران ، و لت يدعمها عرب قط حين أصابتها مصائب.
إذا وجد حزب إسلامى فى مكان ما فتظهر مثل أفغانستان عشرات من الأحزاب الأسلامية مثلها . و هذه الأحزاب الإسلامية يمحوا بعضها البعض بدعم من من الدول الغير الإسلامية. و هذه القتال هى لمحو و تفرق المسلمين ، و إشعال الحرب بين الأحزاب الإسلامية بأموال المسلمين.
إن إيران دولة عظيمة فعليها أن تدرك أنها لن يعترفها فى طاجيكستان من حيث العقائد المذهبية. و الطريق الوحيد هو اللغة و الثقافة المماثلة.
لم لا تقل هذا للأصدقاء الإيرانيين؟
سأقول حادثا. قالنى مرة الأستاذ نورى أن إيران يوفر قرضا بدون الفائض. فرددته هذا ليس صحيحا . فقلته لا يمكن أن تقوله أن يقدمنى قرضا بمبلغ 200-300 ألف دولار للقيام بريادة العمل. فقالنى الأستاذ إذ جاوا بالمال سأخبرك. فدعانى الى منزله يوماما. و جاء إيرانيان الى منزل الاستاذ. شربنا شايا . فقال الأستاذ إنى لحاجة الى قدر من المال للتجارة. فقالو إذا اخبرتنا قبل اليومين فجئناك به، و الآن قد وزعنا كل الأموال. فسأل الأستاذ لمن أعطيتموه؟ فقال أعطينا مليون دولار لحاجى حليم. فغضب الأستاذ فقال لم أعطيتمه لحاجى حليم و نحن قد تشاورنا أن نعطيه 50 الى 100 ألف دولار لقوادلكي يستخدموه فى التجارة و الزراعة.
فأنا فى ذالك الوقت رجعت من دوشنبه الى بانج . فأرسل نورى رسوله الى أن أرجع فما رجعت. فجائنى الأستاذ هو نفسه و قالنى أنى أرسلنى فخامة رئيس الجمهورية أن نعينكم كقائد . فذهبنا عند رئيس الجمهورية . فعينى نائبا لقائد القوات الحدودية . و منذ ذالك الوقت إنقطعت علاقاتى مع الإيرانيين.
إن إيران بلد عظيم، يجب أن تتفكر بعمق، و أن يستنتج من أعمال حاجى حليم. كان جمع 400-500 شخص في مصنعه للمخابز و سلحهم.
فلما علم هؤلاء هدف جمعه ألقوا اسلحتهم فى الطريق الى منطقة راميت و رجعو الى منازلهم . و بقى مع حاجي حليم فقط 14 شخص . و تعاون الناس مع الحكومة و القوات إنفاذ القانون و أخبروها مكان إختتاف حاجى حليم.
أنتم أعلم بوضع الحدود، هل هناك خطر تهدد طاجيكستان من جانب ” الدولة الإسلامية”؟
الخطر موجود دائما . و لكن أثق أن لن يكون هكذا إذ تقود طاجيكستان سياسة صحيحة. فيدرك الشعب الطاجيكى المجموعات السلفية فسوف يخرجون ضدها و لن يسمحوا أن تصبح طاجيكستان أفغانستان الأخرى. فهدف داعش هو ليس طاجيكستان فقط بل أوزبكستان و قرغيزستان و قزاخستان و حتى روسيا.
هم يريدون أن يبلغ الزعزعة الإستقرار حتى الى روسيا . هناك كثير من المجاهدين الأوزبك . و كان لجمعه باي و قارى طاهر و الخ أكثر من 10 الف جندى. و الاولاد الممولودة منذ ذالك الوقت قد بلغ عمره الى 17 سنة . فيما علمت أن جمعه باى قد أصبح ابن له من زوجته من “يزغلام” قائدا. و لهذا على الدول المجاورة لنا أن تتحدوا . فهذا طريق وحيد لضمان الأمن فى المنطقة.
أعيد الطبع من صحيفة ” فرج”
“№ 50(576) 13.12.2017 ”