تعاونات سرية لحزب النهضة الإسلامى فى طاجيكستان و داعش : نشرت صحيفة “الأهرام” المصرية إستنادا الى وكالة “خاور” للأنباء الوطنية الطاجيكية خريطة انتشار ونشاط المقاتلين لحزب النهضة الإسلامى الإرهابى فى طاجيكستان فى صفوف الجماعات الإرهابية.
مواضيع ذات صلة
قد نشرت صحيفة معروفة في الشرق الأوسط ” الأهرام” ، والتي يتم نشرها منذ 1875في جمهورية مصر العربية، مقالا تحليليا عن نشاط حزب النهضة الإسلامى فى طاجيكستان الإرهابي في أراضي طاجيكستانوصلاته السري مع ” الدولة الإسلامىة” ، و ” جبهة النصرة”، و ” الجيش الحر” و ” الإخوان المسلمين” والمنظمات الإرهابية و المتطرفة الأخرى. قد إزدادت مؤخرا، انتباه المجتمع الدولي على جرائم سرية من أعضاء وقيادة حزب النهضة الإسلامى فى طاجيكستان .
وبعبارة أخرى، قد تم الآن كشف جرائم حزب النهضة الإسلامى فى طاجيكستان لجميع شعوب العالم. و ماجاء فى صحيفة ” الأهرام” المصرية:
جاء نشاط تنظيم داعش الإرهابي في أفغانستان مؤخرًا، ودخوله في صراع للسيطرة على مساحات من الأرض والأتباع على حساب حركة طالبان، لكي يعطي قبلة الحياة لحزب النهضة الإسلامي المصنف منظمة إرهابية في الجارة طاجيسكتان بقلب وسط آسيا، خصوصًا أنه قد حدث اتفاق بين التنظيمين عقب رحيل داعش من منطقة الشرق الأوسط، على تبادل الدعم اللوجيستي والتدريبي على الأعمال الإرهابية، في ظل وجود عدد ليس بقليل من أعضاء النهضة ضمن المقاتلين الدواعش في سوريا والعراق، فضلاً عن آخرين يقاتلون ، منضوين تحت ألوية جبهة النصرة والجيش السوري الحر ومنظمة أوزبكستان الإسلامية.
كانت المحكمة الطاجيكية العليا قد أصدرت حكمًا بحظر حزب النهضة في البلاد واعتباره حزبًا إرهابيًا، بعد مشاركته في محاولة فاشلة للانقلاب على نظام الحكم بقيادة الرئيس الحالي إمام علي رحمان، وذلك من خلال مساندة من الجنرال عبد الحليم نظرزادة نائب وزير الدفاع المنتمي للتنظيم بموجب اتفاقية المصالحة الوطنية الموقعة في موسكو عام 1997.
طرق ومجموعات سرية جديدة
وقد نشرت وكالة “خاور” للأنباء الوطنية الطاجيكية، تقريرًا أوضحت فيه الطرق السرية الجديدة التي اتبعها حزب النهضة المحظور في طاجيكستان لتجنيد شباب ورجال جدد بشكل سري بعدما استفاد من الخبرة الداعشية في هذا المجال، حيث كشفت عن عدة مجموعات كونها الحزب الإرهابي، أولها مجموعة خاصة بتجنيد وضم أعضاء جدد أهمها الدعوة للانضمام في الليل بين المزارعين في الريف والجبال، مستغلين حالة عدم الوعي السياسي والقافي لدي بعضهم، من خلال أعضائه الذين يخفون انتماءهم ويشغلون وظائف بسيطة مثل حراسة مضخات المياه ومواقف السيارات والمستودعات، وترويج أفكارهم للمقيمين الطاجيك بالخارج، خصوصًا دول أوروبا .
أما ثاني المجموعات، فهي مسلحة تم تدريبها في معسكرات داعش وكانت ضالعة في جرائم بشعة، منها اغتيال شخصيات مهمة والخطف وقتل أبرياء والنهب وقطع الطريق، وهم مندسون في وسط الشعب الطاجيكي يخفون عضويتهم في الحزب الإسلامي حتى عن أهلهم، والمثير أنه في حالة القبض على أحدهم من خلال تحريات الشرطة يعترف بانتمائه للحزب في حين أن قياداته يتنكرون له ويرفضون الاعتراف به عضوًا بالحزب أو تابعًا للمجموعات السرية الخاصة به.
مرجعية واحدة
مرجعية داعش وحزب النهضة الإسلامي في طاجيكستان واحدة تقريبًا، حيث يعتنق كلاهما أفكار سيد قطب القيادي الإخواني الراحل التي سطرها في كتابه “معالم على الطريق” ومن تبعوا نهجه من تيارات الجماعة الإسلامية والتكفير والهجرة وغيرها من التنظيمات التي انبثقت من تحت عباءة هذا الفكر، ويسيطر على كليهما فكرة إقامة دولة الخلافة الإسلامية التي قد يرتكب فيها كل الموبقات والجرائم الوحشية تحت ستار الدين والدفاع عنه والإسلام حقيقة منهم براء، ولعل فيما شاهدناه من فظائع للتنظيم الدموي بالمناطق التي سيطر عليها بالعراق وسوريا وليبيا مثال جيد.
جرائم وحشية متشابهة في الشكل والمحتوى
وقد أعاد التقارب بين داعش وحزب النهضة الإسلامي، إلى الأذهان الجرائم السابقة التي ارتكبها الأخير في حق الشعب الطاجيكي، ففي زمن الاتحاد السوفيتي عام 1989، وقع حادث تفجير ضخم في أكبر مسجدين في مدينتي كولاب وقرغانتيبه بطريقة وحشية لم تذهل الشعب فحسب بل أيضًا وكالات إنفاذ القانون التابعة للاتحاد السوفييتي فعندما انتهت صلاة الجمعة، وبشكل غير متوقع هاجم بعض أعضاء الحزب ممن يخفون السكاكين والعصي الحديدية في ملابسهم، إمام المسجد وبعض المصلين وأوسعوهم ضربًا بالأسلحة البيضاء بعدما قفزوا فوق مئات من المواطنين كانوا يؤدون الصلاة، وتسببوا في مصرع العشرات وإصابة عدد آخر وصل إلى المئات، وفي التحقيقات اعترف من ألقي القبض عليه أنهم أعضاء بحزب النهضة، في عمل يعتبر هو العسكري والسياسي الأول من نوعه للحزب، وكان هدفه انتزاع الإمامة والخطابة في هذين المسجدين للترويج لأفكارهم التكفيرية المسمومة التي تتنافي مع قيم الإسلام السمحة فيما بعد، وذلك رغم أن الشعب الطاجيكي يعتنق 99% منه بالإسلام على المذهب الحنفي.
وفي إبريل 1992، عندما بدأ حزب النهضة الإسلامي، إشعال الحرب الأهلية، كانت أولى حالاته خطف مسئوليين حكوميين كرهائن وفتح السجون التابعة للحزب في منطقة “تركمانستان” بمنطقة “وخش” وقام بتعذيبهم، مما أدى إلى مصرع بعضهم من فرط التعذيب وذلك قبل أن يقوم بإعدام الجميع، في شكل مشابه لما كان يفعله داعش من أعمال وحشية في الشرق الأوسط، والشاهد على ذلك أنه عندما تم تحرير هذه المنطقة من أعضاء الحزب، تم العثور على مئات من جثث المواطنين الممزقة في الطابق السفلي من هذا السجن السري، وعشرات الجثث التي كان من المستحيل تحديد انتمائهم إلى مجموعة ما، كما أنه من المشاهد الرهيبة لسجن الحزب، الذي كان أسوأ من تنظيم معتقلات داعش، تمزيق الأعضاء التناسلية للرجال، وجدت متناثرة في المكان ثم جمع سكان محليون هذه الأعضاء في أكياس، وأدوا صلاة الغائب عليها صلوا عليها ودفنوها في مقبرة “زرجر”، لذلك، عندما ظهرت جرائم داعش على شاشة التليفزيون بالعراق وسوريا وليبيا، تذكر الطاجيك حمامات الدماء.
الطريف أن شمس الدين سيدوف، أحد قادة هذا السجن وهو عضو بارزفي المجلس السياسي للحزب، يتجول حاليًا في البلدان الأوروبية، في مؤتمرات ويتحدث عن حقوق الإنسان، ويستهدف تأليب المجتمع الدولي ضد الحكومة الطاجيكية ليس فقط إلا لأن حزبه لم يستطع الوصول إلى سدة الحكم في وقت الفوضى والحرب الأهلية التي اندلعت عقب الاستقلال عن الاتحاد السوفيتي، وفيما بعد من خلال محاولة الانقلاب الفاشلة.
تفاصيل وأسماء بعض المشاركين من النهضة بالتنظيمات الإرهابية في الشرق الأوسط
تحت شعار الجهاد في سبيل الله ضد الأنظمة الكافرة في سوريا والعراق وليبيا، تم الاستعانة بمقاتلي حزب النهضة في مسلسل “الربيع العربي”، وتم ضم عدد كبير من أعضاء حزب النهضة إلى تنظيمات مختلفة كانت متفقة مع بعضها في بداية الأحداث مثل داعش وجبهة النصرة والحركة الإسلامية في أوزبكستان، وتوزيع المقاتلين عليها بشكل متساوٍ، وذلك كنوع من رد الجميل للمساعدة التي قدمتها حركة طالبان لحزب النهضة من قبل خلال الحرب الأهلية بطاجيكستان، حيث قاد من أطلق عليه الأمير خطاب “عربي الأصل” التنظيمات المسلحة التابعة للحزب .
جبهة النصرة
ويأتي في مقدمة مقاتلي النهضة بصفوف التنظيمات الإرهابية سيف الدين تاجيباييف، وهو من مواليد 1983م في منطقة سبيتامين بولاية صغد في طاجيكستان، وكان مسئول سابق في مكتب الحزب بمنطقة سبيتامين، وكان يقوم بترتيب جميع نشاطات الحزب في هذه المنطقة، وهو حاليًا قيادي بتنظيم جبهة النصرة الإرهابي الموالي لتنظيم القاعدة، كما تم اختياره أميرًا لمجموعة “المقاتلين الأوزبك” داخل التنظيم الإرهابية ومسئول عن تجنيد شباب من طاجيكستان وأوزبكستان للانضمام إلى جبهة النصرة، كما نجح سيف الدين تاجيبايف في دعوة أخيه إبراهيم من أجل الانضمام إلى النصرة وحالياً لا يزال موجود في سوريا.
داعش
وتضم القائمة كذلك، فراموز شير عليف من مواليد 1975م في قرية بانغاز بمنطقة أشت، درس خلال فترة من عام 1992م إلى 1994 في المدرسة الدينية في دوشنبه عاصمة طاجيكستان، ثمّ عمل مدرسًا في مدرسة “المتوسلة” بمنطقة أشت، وانضم في عام 2004م إلى حزب النهضة تلبية لدعوة أخيه عبد المنان شير علييف من مواليد 1973م، ويقيم عبد المنان شير علييف في أوكرانيا ويكتب مقالات تنشر أفكار متطرفة دينيًا ومؤيدة لسياسات حزب النهضة الإسلامي ومخططاته، وقد انضمّ شير عليف في عام 2014م إلى تنظيم داعش الإرهابي وشارك في حروب تحت لوائه حتى عام 2016 إلى أن لقى مصرعه بسوريا، تاركًا زوجته وأولاده في سوريا في قبضة التنظيم، وتقوم بالاتصال بشكل مستمر مع أخيه عبد المنان شير علييف.
بالإضافة إلى محمد جان جيراتوف من مواليد 1986م في مدينة كولاب، ويحمل لقب بـ”محمد تكي” و”كبود” و”عبد الصمد”، وهو عضو بحزب النهضة، وبدعم مالي من قبل عمّه عبد الصمد غيراتوف مدير مكتب الحزب في منطقة كولاب، سافر إلى مدينة زاهدان الإيرانية لتلقي الدراسات الدينية، ومن ثم انتقل إلى باكستان، ثم انضمّ إلى تنظيم داعش، ويشارك في الحروب التي ينفذها التنظيم الإرهابي ويدعو الشباب الطاجيك إلى الجهاد المزعوم في سبيل الله.
الجيش السوري الحر
وكان للجيش السوري الحر المدعوم من قوى إقليمية نصيب في كعكة المقاتلين من حزب النهضة، حيث انضم إليه ميرزا جمعة تاباروف، وهو من مواليد 1988م بناحية نور آباد، وقد التحق بمدرسة بدر الدين حسيني في دمشق السورية عام 2009م ودرس فيها إلى عام 2012م وذلك بمبادرة والده إبراهيم عبدوولييف مدير مكتب حزب النهضة الإسلامي في نور آباد، وأثناء تواجده في سوريا انضمّ إلى الجيش السوري الحر، وبعد عودته إلى طاجيكستان حاول تكوين مجموعة جهادية جديدة وقام بنشر أفكاره المتطرفة إلى أن تم القبض عليه من السلطات الطاجيكية في عام 2017م وحكم عليه بالسجن.
منظمة أوزبكستان الإسلامية
كما تضم قائمة المقاتلين سيدة شرسة في القتال وتعتبر العقل المدبر لعدد من العمليات هي شائستة ممدشايفا، والتي ولدت عام 1977م في منطقة سبيتامين بولاية صغد، وكانت مسئولة في قسم السيدات بحزب النهضة الإسلامي في طاجيكستان بمنطقة سبيتامين وانضمت إلى الحركة الإسلامية الأوزبكستانية الإرهابية بناءً على دعوة فروخ شادمانوف، وسافرت إلى وزيرستان الشمالية بجمهورية باكستان الإسلامية مع اثنين من أولادها هما جواهر أورينوف من مواليد 1999م، وبيكزاد أورينوف من مواليد 2003م.
-رضوانوفعبد الواحد أعظمافيتش، وهو من مواليد 1985م في مدينة راغون وعضو بحزب النهضة وتلقى دراساته الدينية في مدينة زاهدان الإيرانية في مدرسة “تجديد القرى”، وكان دوره دعويًا أكثر منه عسكريًا، وقد تم القبض عليه عام 2016م بتهمة نشر عقيدة طالبان المتطرفة في طاجيكستان وحكم عليه بالسجن.
-عيسى ييفأوميد حبيبافيتش ، هو الآخر لحركة طالبان والتزم بالشق الدعوي، وهو من مواليد 1985م في مدينة روغون ويعتبر من ناشطي حزب النهضة وتلقى دراساته الدينية في مدينة زاهدان الإيرانية في مدرسة “تجديد القرى” خلال فترة 2008م و2009م، وألقي القبض عليه عام 2016م وحكم عليه بالسجن.