طاجيكستان تحتفل بعيد النوروز .. وخسرو ناظري: مهرجان الإحياء والبعث على كوكبنا وفي أرواحنا
مواضيع ذات صلة
على ضفاف النيل الخالد؛ احتضن أحد فنادق القاهرة، احتفالية سفارة طاجيكستان بالقاهرة بمناسبة عيد النوروز أو أعياد الربيع التي يحتفل بها نصف سكان العالم ومن بينهم المصريون.
وهنأ السفير خسرو ناظري، سفير جمهورية طاجيكستان بالقاهرة، الحضور بمناسبة حلول عيد النوروز، وتحدث عن التاريخ والمنشأ والمبادئ السامية لمهرجان عيد الربيع القديم، الذي كانت تحتفل به بلاد وحضارات ما وراء النهر قديمًا والمرتبطة بالعرب والفتح الإسلامي.
كما تم عرض مقاطع الفيديو للمطربين الطاجيكي، وزينت قاعة الاحتفال برموز النوروز المبهجة، ولاسيما مائدة النوروز الشهيرة ذات السينات السبعة الملقبة بالـ”هفت سين”، وقدم للضيوف كتيبا مخصصا للتعريف بتاريح يوم النوروز يحتوي مقال الباحث الطاجيكي المعروف في بلاده الدكتور أكبر تورسان بعنوان “ثقافة النوروز والمثل العليا للأمم المتحدة” باللغة الإنجليزية.
من جانبه؛ أكد السفير خسرو ناظري، سفير طاجيكستان بالقاهرة، لـ “بوابة الأهرام”، أن النوروز له علاقة أزلية وثيقة بثقافة بلاده، موضحًا أنه عبارة عن كلمتين بسيطتين “نو” و”روز” و تعني بالفارسية الطاجيكية “اليوم الجديد” وقد عُرّبت قديما وظهرت في المعاجم التراثية العربية مثل لسان العرب باسم “النيروز”.
وأضاف السفير الطاجيكي، أن النوروز مناسبة قديمة تُحدد اليومَ الأولَ من فصل الربيع وتجددَ الطبيعة، موضحًا أن النوروز أقدم أعياد رأس السنة في العالم، وأنه يُصادف يومَ الاعتدال الربيعي أي 21 من شهر مارس، فمنذ آلاف السنين والشعب الطاجيكي يحتفل بعيد النوروز وفقا لتقاليده الخاصة.
وأشار ناظري إلى أن النوروز، بكل عاداته وطقوسه، أكبرُ بكثيرٍ من مجرد تاريخ في التقاويم الطاجيكية، فهو يحمِل ثقافةً عميقةَ الجذور، تجلِب الأمل والسلام والرخاء لملايين البشر في مختلف أرجاء المعمورة، بصرف النظر عن أعراقهم أو آرائهم السياسية والدينية.
ولفت إلى أن عيد النوروز يولد طائفة واسعة من أشكال التعبير الثقافي مثل سفرة “هفت سين” أي مائدة السينات السبع، وهي السفرة التقليدية التي تُحضر لإحياء عيد النوروز وهي عبارة عن سبعة أشياء خاصة تبدأ بحرف السين، أو إعداد وجبات خاصة، مفعّمة بروح التجديد، كالسُمَنَك والتي ترمُز للوفرة والبركة، أو أناشيد، أو حكايات عن الملك الأسطوري جمشيد وغيرها.
وأكد أن تلك التجليات المختلفة تنقل لروح النوروز الرسالةَ نفسَها، ألا وهي رسالة التضامن الإنساني والأمل والتجديد، في جميع أرجاء العالم، وأن هذا العيد هو تذكير بأن مصيرَنا واحد، لذا يجِب أن نعمل من أجل مستقبلٍ أفضل للجميع.
وأضاف أن عيد النوروز يكتسب أهميةً كبرى، حيث أُدرج في قائمة اليونسكو التمثيلية للتراث الثقافي غير المادي للبشرية بوصفه يمثّل قيمةً عالميةً للإنسانية، مضيفًا أنه بفضل الجهدُ المشترك من دول المنطقة الذي كان وراء تلك الخطوة أيضاً أدى إلى إعلان الجمعية العامة للأمم المتحدة يوم 21 مارس من كل عام يوم النوروز الدولي.
وختم حديثه قائلا: النوروز هو مهرجان الإحياء والبعث على كوكبنا وفي أرواحنا وكما يقـــول أحد الشعـــراء العرب الكبار القدامى:
وَقَد نَبّهَ النّوْرُوزُ في غَلَسِ الدُّجَى
أوائِلَ وَرْدٍ كُنّ بالأمْسِ نُوَّمَا
يُـفَـتّـقُـهَا بَرْدُ النّدَى، فكَأنّهُ
يَنِثُّ حَديثاً كانَ قَبلُ مُكَتَّمَا