كلمة زعيم الأمة، فخامة الرئيس إمام علي رحمان رئيس جمهورية طاجيكستان في مراسم تشغيل التوربينة الأولى لمحطة “راغون” الكهرومائية
مواضيع ذات صلة
أيها المواطنون الأعزاء،
أيها المقاولون لمشروع محطة راغون للطاقة المائية،
أيها الضيوف والحضور الكرام،
اليوم يحف الفرح والبهجة الشعب النبيل لطاجيكستان المستقلة بلا حصر ولا حدود، إذ إن الأمل القديم الذي كان يراود الصغير والكبير في البلاد قد تحقق وهو بدء تشغيل التوربينة الأولى لمحطة “راغون” الكهرومائية – ذلك المشروع المصيري للبلاد وانطلاق توليد الطاقة الكهربائية فيها.
وإن هذا الحدث التاريخي سيسجل في ذاكرة التاريخ الحديث لطاجيكستان الحرة والمستقلة بأحرف من الذهب وسيكون مبعث فخر واعتزاز لأجيال شعبنا في الحاضر والمستقبل.
وبهذه المناسبة أقدم أصدق وأحر مشاعر التهنئة لكافة أبناء الوطن ومواطنينا في الخارج.
كما أهنئكم، أيها البنّاؤون لصرح النور العظيم، بهذه اللحظات التاريخية إذ إنكم أبديتم من أنفسكم البسالة والصمود والمشاعر الوطنية الفياضة على صعيد العمل البناء وساحة المجد والكرامة الوطنية وأقدم لكل واحد منكم خالص الشكر والتقدير باسم الشعب الطاجيكي بأكمله وباسمي وباسم حكومة طاجيكستان!
إن حكومة البلاد بغض النظر عن المشاكل المالية والاقتصادية منذ الأيام الأولى انطلاقاً من شعورها بالمسؤولية العظمى أمام الشعب الطاجيكي بادرت بتكريس كافة الفرص والإمكانيات الموجودة لبناء المحطة وتوفير ظروف العمل المواتية للمتخصصين والعمال في هذا المشروع.
لأننا كنا ندرك تمام الإدراك أن محطة “راغون” هي العامل الأهم لتحقيق تقدم البلاد الاقتصادي والاجتماعي والحياة الكريمة للشعب، أي المستقبل الزاهر لطلجيكستاننا الحبيبة.
ونتيجة للتدابير التي اتخذتها الحكومة وبفضل جهودكم الصادقة، أيها المقاولون لهذا المشروع التاريخي، نحن اليوم اقتربنا كثيراً من أحد أهدافنا الإستراتيجية الوطنية وهو تحقيق الاكتفاء الذاتي من الطاقة، الأمر الذي يمثل عاملاً أساسياً لتسوية أهم القضايا الاقتصادية والاجتماعية في البلاد وفي ذات الوقت لتنمية التعاون الإقليمي.
لأن محطة “راغون” التي تولد الطاقة الكهربائية النظيفة بيئياً عبر المصدر المتجدد لتوليد الطاقة ستخدم لصالح كافة دول المنطقة، كما إن خزانها المائي سيلعب دوراً عظيماً في عملية تنظيم الموارد المائية ولا سيما في سنوات نقص المياه والجفاف.
والجدير بالذكر أن أعمال البناء وتركيب المعدات في المحطة قد تمت بمراعاة المعايير الدولية ووبناء على الدراسة المتكاملة من قبل الخبراء من ذوي التخصصات الرفيعة والخبرات العالية وجذب الشركات العالمية الرائدة وسيستمر العمل على هذه الوتيرة إلى نهاية المشروع بالكامل.
وأؤكد بشكل خاص أن عملية دراسة المشروع من قبل أحسن متخصصي وخبراء البنك العالمي استمرت حوالي خمس أو ست سنوات.
وإن إقامة سد المحطة التي تتطلب المستوى الرفيع من المهنية والخبرة العظيمة وكّلت إلى فائزة المناقصة الدولية – وهي الشريكة الإيطالية “ساليني إمبيرجيلو”.
وكما يذكر مواطنونا الأعزاء في 29 أكتوبر سنة 2016م قمنا بتغيير مجرى نهر واخش الأمر الذي وضع أساساً لتدشين قاعدة سد المحطة والذي سيبلغ طوله 335 متراً.
وإلى يومنا هذا تم بناء قاعة الماكينات والمحولات التي تقع تحت الجبل مع تركيب جزء من التوربينات الأمر الذي لا مثيل له في العالم.
وإنني باسم حكومة وشعب طاجيكستان أقدم خالص الشكر والتقدير للمنظمات المالية الدولية وجميع المهندسين والمتخصصين من الداخل والخارج، بمن فيهم قيادات وعمال الشركات الرائدة من عدة دول في العالم الذين أنهوا عملية تركيب وتحضير المولّد المائي للتوربينة السادسة للمحطة بجودة عالية وفي إطار جدول زمني محدد مسبقاً ويواصلون نفس العمل على التوربينة الخامسة.
وتجري أعمال البناء والتركيب على أرض مشروع محطة “راغون” الكهرومائية بجذب 67 شركة ومؤسسة مقاولة من الداخل والخارج وعدد كبير من المهندسين والعاملين الذين يشكل عددهم الإجمالي أكثر من 22 ألف شخص، علماً بأن 90 بالمائة منهم هم من مواطني طاجيكستان، كما يتم استخدام 3600 عدد من المعدات والآليات على أرض المشروع.
والجدير بالذكر أن بناء هذه المحطة يقتضي العمل الشاق والمصابرة العالية من كل واحد يشارك في عملية البناء وعلى وجه الخصوص من حافري النفق ومن جميع المهندسين والعاملين بشكل عام، إذ إن 90 بالمائة من الأعمال يتم تنفيذها تحت الأرض.
وفي الواقع تمثل محطة راغون مدرسة فريدة من نوعها لجميع الشركات الوطنية والأجنبية حيث إنها تحضر الآلاف من المتخصصين الطاجيك ذوي الخبرات للسوق الدولية لإقامة مشاريع الطاقة المائية.
وأنا على ثقة أن الخبرة الثرية للمتخصصين الطاجيك سيتم توظيفها مستقبلاً ليس داخل البلاد فقط بل في دول أخرى أيضاً.
المواطنون الأعزاء،
في بلدنا على مدى 27 سنة من الاستقلال الوطني من أجل تنمية القدرات الإنتاجية لقطاع الطاقة وتعزيز نظام الطاقة والارتقاء بجودة ومصداقية إمداد مختلف القطاعات الاقتصادية والاجتماعية بالطاقة الكهربائية وحصول المستهلكين على الكهرباء بشكل دائم والحد من خسائره التقنية تم بالمجموع تطوير 25 مشروعاً بتكلفة إجمالية تقدر بـ 23 مليار سوموني، كما أن 9 مشاريع أخرى يتم تنفيذها حالياً بتكلفة إجمالية قدرها 6 مليارات سوموني.
وبالتزامن مع إطلاق الطور الأول من مرافق محطة “راغون” وإنتاج أول كهرباء حيث شهدنا هذا الحدث التاريخي اليوم تم أيضاً إنجاز أعمال كثيرة حتى اليوم في مرافقها الأساسية والثاوية الأخرى.
في هذا الإطار تم بناء وتشغيل خط “راغون – دوشنبه” لنقل الكهرباء بسعة 500 كيلوفات بتكلفة 745 مليون سوموني والمحطة الفرعية للمشروع بتكلفة 630 مليون سوموني.
وبفضل المشروع المشار إليه انضمت محطة راغون الكهرومائية قبل لحظات بشبكة الطاقة الموحدة في طاجيكستان وإن الكهرباء من إنتاج “راغون” قد وصل إلى بيت كل ساكن في البلاد.
وإن أعمال البناء والتركيب في نفقي البناء الأول والثاني قد تم إنجازها بالكامل وهناك خطة لبناء نفق البناء الثالث أيضاً بتوصية من خبراء البنك الدولي من أجل توفير أمن وسلامة المرافق عند الزيادة الاحتمالية للمياه وسيتم بناؤه في المدة المحددة.
كما إن الأعمال جارية في أنفاق النقل والأنفاق الثانوية من أجل تشغيل التوربينات التالية ويمكننا القول بثقة بأن التوربينة الثانية للمحطة سيتم تشغيلها وفقاً للخطة عام 2019م.
وأود أن أذكر أن مرحلة اليوم هي مجرد بداية العمل ونحن بحاجة إلى الوقت والجهد الكثير من أجل الانتهاء من الأعمال في المحطة بشكل كامل. ولكن أخذاً في الاعتبار الخبرة والنتائج التي اكتسبناها حتى اليوم أعرب بثقة تامة أننا سننتهي من بناء محطة “راغون” الكهرومائية في المدة الزمنية المحددة لهذا المشروع.
وإن حكومة طاجيكستان منذ انطلاق أعمال البناء وإلى اليوم قامت بتمويل مشروع المحطة على حساب ميزانية الدولة بحجم إجمالي يشكل 24 مليار سوموني.
ولتنفيذ أعمال البناء لتدشين قاعدة السد فقط منذ سنة 2016م وإلى الآن تم صرف ثلاثة مليارات ونصف مليار سوموني.
وإن أبناء شعب طاجيكستان الشرفاء يتذكرون جيداً أنني في 5 يناير 2010م خاطبتهم بأن يقدموا إسهاماتهم في بناء محطة “راغون” الكهرومائية، أي منبع النور والدفء لبيوتهم.
وفي هذه اللحظات السعيدة أقدم خالص التقدير لكل من استجاب لدعوتنا واشترى أسهم المحطة وقدم إسهامه الوطني في انطلاق أعمال بنائها.
وفي هذا اليوم السعيد والمبارك أعرب جزيل الشكر لممثلي كافة الشركات الأجنبية الذين يعملون جنباً إلى جنب مع المقاولين الطاجيك في هذا المشروع المصيري وكذلك لأعضاء مجلس مشرفي الشركة المساهمة “محطة راغون الكهرومائية” متمنياً لهم التوفيق والانجازات الجديدة في مسيرتهم المهنية المستقبلية.
وإن العزم الراسخ والإرادة القوية للأبناء الوطنيين والكرماء مما نشهده الآن على ساحة أعمال الرجال يبعث الأمل في نفوسنا نحو غد مشرق لطاجيكستاننا الحبيبة.
وبعد مضيّ الأيام نحن وأبناؤنا سوف نقول بفخر إن محطة “راغون” – صرح الضياء العظيم للأمة قد بنيناها بجهودنا الذاتية، أي بجهود ومساعي شعبنا العظيم وبالتعاون مع أحسن المتخصصين من دول العالم.
وإن محطة راغون بعد تشغيلها بالكامل ستكون صرحاً عظيماً للنور والدفئ وسيتحقق الأمل الذي كان يراود شعبنا الصانع للحضارة طيلة سنوات وكل نوايا وتطلعات شعبنا النبيل ستتحول إلى الواقع.
“راغون” اليوم وفي المستقبل أيضاً ستظل مبعثاً للاعتزاز لدى كل فرد من أبناء الوطن ومصدراً لحب الوطن والانتماء إليه والمشاعر الدافئة للوطنية والمجد لدى الشعب الطاجيكي!
آلاف الثناء والتحية على بانئي راغون – أبطال ساحة الرجولة والأعمال البناءة!
والمجد لشعب طاجيكستان الأبي والمحب للوطن وصاحب الكرامة والمحب للعمل البناء!
وليكن استقلال الطاجيك الوطني خالداً!
وليكن السلم والهدوء والاستقرار السياسي والوحدة الوطنية في وطننا الحبيب – طاجيكستان مستداماً وأبدياً!
مرة أخرى أقدم أصدق وأحر التهاني للشعب الأبي لطاجيكستان العزيزة المستقلة ولكم جميعاً، الحضور الكريم، بالتوربينة الأولى وبالنور الأول وبالقبس الأول من حديقة النور العظيمة للأمة والذي وصل إلى كل منزل في البلاد، أي بداية المرحلة الجديدة لحياة المجتمع والدولة.
دمتم بالصحة والرفعة والسعادة والسؤدد، أيها المواطنون الأعزاء!