كلمة مؤسس السلام والوحدة الوطنية ، زعيم الشعب ، فخامة الرئيس/ إمام علي رحمان ، رئيس جمهورية طاجيكستان في الاحتفالية المهيبة بمناسبة الذكرى الثلاثين للاستقلال الدولة لجمهورية طاجيكستان
مواضيع ذات صلة
أيها المواطنون الأعزاء!
أيها الحاضرون الكرام!
إن التاسع من سبتمبر يعتبر يوماً تاريخياً ومصيرياً واحدة من لحظات السعادة والكرامة السامية للشعب الطاجيكي العريق والمجيد المعروف بصنع الثقافة وتقديرها.
يحتفل شعب طاجيكستان العزيز بالذكرى الثلاثين لاستقلال بلده الحبيب الحر بمشاعر غامرة بحب الوطن.
إن الاستقلال الدولة هو أعظم وأقدس نعمة وأسمى تجسيد للهوية الوطنية والعزة والانتماء الوطني ورمز لوجود الأمة العريقة والاستقلال وقومية الدولة الطاجيكية وأساس للسعادة ومصدر فخر لشعب طاجيكستان.
بمشاعر من الفرح والاعتزاز أقدم أصدق التهاني لشعب طاجيكستان المجيد بأكمله ولكل مقيم كبيراً كان أم صغيراً وللمواطنين في الخارج، ولكم جميعًا، أيها الحاضرين الشرفاء، بمناسبة هذا العيد المقدس التاريخي العظيم.
أود أن أشير بشكل خاص إلى أن هذا اليوم السعيد، أي الاحتفال بالذكرى الثلاثين للاستقلال والحرية، وما تضمنته هذه الفترة من أعظم إنجاز يتمثل في السلام والهدوء والاستقرار السياسي والوحدة الوطنية، لم يتسير للشعب الطاجيكي بسهولة ويسر.
وعلى مدار السنوات الثلاثين الماضية مررنا جميعًا بتهديدات خطيرة واختبارات ومشاكل صعبة للغاية من أجل تحقيق هذه اللحظات التي نعيشها بمشاعر السعادة والانتصار.
وكان المسار التاريخي الذي سلكه الشعب الطاجيكي وخاصة في السنوات الأولى من الاستقلال مليئا بالرعب والمآسي والمصاعب والحرمان والعقبات والمشاكل.
وعندما كانت بلادنا المستقلة تخطو خطواتها الأولى، أقدمت خونة الشعب الطاجيكي وأعداء الدولة الطاجيكية بدعم من الأوساط الأجنبية المغرضة على جرّ بلادنا إلى دوامة المواجهة الداخلية الحادة ومن ثم إلى نيران الحرب اهلية مفروضة.
في تلك الأيام الصعبة والمأساوية أصيبت أنشطة جميع هياكل الدولة وهيئاتها بالشلل التام وتم تدمير نظام إدارة الدولة عمليا، وتعرض الدستور والقوانين الأخرى للدهس والانتهاك وساد مناخ من الفوضى والعنف في البلاد.
وأكبر مأساة في تلك الأيام كانت تتمثل في تهديد انهيار الدولة الطاجيكية الفتية وزوال الشعب الطاجيكي.
في ظل هذه الظروف المأساوية بادر أبناء الشعب المتفطنين لجوهر ما كان يحدث، بالدعوة إلى اجتماع المجلس الأعلى وهو السلطة الحكومية الوحيدة ذات الصلاحيات في تلك الأيام، وذلك من أجل إخماد لهيب الحرب في أقرب وقت ممكن ووقف سفك الدماء وإعادة السلام والطمأنينة وحفظ النظام العام وسيادة القانون.
ونظرًا لحقيقة أن مدينة دوشنبه كعاصمة لدولة مستقلة حُرمت عمليًا من وضع هيئة دستورية نتيجة للاضطرابات وانعدام القانون، فقد عُقدت الدورة السادسة عشرة المصيرية لجلسات المجلس الأعلى في مدينة خوجند.
وفي هذه الجلسة تم اتخاذ الخطوات الأولى وتبني القرارات نحو إنهاء إراقة الدماء وتحقيق الوئام وضمان السلام وإرساء دعائم المصالحة الوطنية الأولى.
وللمرة الأولى، أوضحتُ وجهة نظري حول هيكل الدولة في طاجيكستان بشكل علني في هذه الجلسة وأعلنت أنني من مؤيدي دولة ديمقراطية وقانونية ومدنية واجتماعية.
وتجدر الإشارة إلى أن طاجيكستان التي أعلنت نفسها دولة مستقلة لم يكن لديها لأكثر من عام رموز الدولة – العلم والشعار والنشيد الوطني.
في جلسة المجلس الأعلى المصيرية تم اعتماد رمز الدولة الأول – العلم، وبدأ العمل على تطوير واعتماد رموز الدولة الأخرى والدستور.
ونظراً لأن ظروف الاستقلال في ذلك الوقت كانت تتطلب إجراء إصلاحات دستورية عاجلة في البلاد، تم اعتماد دستور للدولة المستقلة من شأنه أن يحدد أهداف وخطوات وتطلعات المجتمع وكذلك نظام الدولة.
فهكذا في 6 نوفمبر 1994م من خلال استفتاء شعبي تم اعتماد أول دستور لطاجيكستان المستقلة، وتم انتخاب رئيس الجمهورية من قبل الشعب.
ولقد حظي هيكل وجوهر الدولة المنصوص عليهما في الدستور بدعم وقبول شعب البلد وسرعان ما أثبت التاريخ صحة المسار الذي اخترناه.
ومع تطور المجتمع أصبح من الضروري إدخال التعديلات والإضافات المناسبة على الدستور.
وتحقيقا لهذه الغاية، في الأعوام 1999 و2003 و2016 تم إدخال تعديلات وإضافات على الدستور من خلال استفتاء شعبي.
على وجه الخصوص على أساس التعديلات الدستورية في عام 1999م، تم إنشاء برلمان احترافي في البلاد ، يتألف من مجلس الأمة ومجلس النواب.
في تلك الأيام، كانت المهام الأولى لقيادة الدولة المنتخبة حديثًا تركز على استعادة نشاط هياكل الدولة المشلولة وعودة اللاجئين والقضاء الفوري على خطر الجوع وإعمار المنازل المدمرة وما تم حرقه من المرافق والمباني.
وكان إغلاق المؤسسات الصناعية والركود الاقتصادي الحاد والبطالة المرتفعة والتضخم غير المسبوق وتقلص الإيرادات الحكومية والفقر المتصاعد من حقائق تلك الأيام.
ونتيجة للحرب الأهلية خلال الفترة 1992-1997 انخفض حجم الإنتاج الصناعي ثلاث مرات بينما انخفض حجم الإنتاج الزراعي مرتين.
وعلى الرغم من محدودية وشح الفرص المالية والاقتصادية بدأت حكومة البلاد في اتخاذ جميع الإجراءات اللازمة للتغلب على مشاكل تلك الأيام.
وبتعبير آخر، في حين أن بعض مناطق البلاد كان يستمر فيها القتال وإطلاق النار، جنبًا إلى جنب مع جهود إعادة اللاجئين وخلق ظروف الحياة وتوفير فرص العمل، وجّهنا كل جهودنا لمعالجة قضايا إنعاش اقتصاد البلاد المشلول والخروج بالاقتصاد الوطني من الركود، علماً بأننا في عام 2000 فقط دخلت فترة التنمية.
وتجدر الإشارة إلى أننا في ذلك الوقت، أعلنا أن الانتقال إلى اقتصاد السوق وتكوين علاقات اقتصادية جديدة هي المهمة الرئيسية، وبالتالي خلق الأساس للتنمية الاجتماعية والاقتصادية للبلد.
تحقيقا لهذه الغاية، انطلق إصلاح شامل في جميع المجالات لاستعادة وتحسين نظام الإدارة العامة والتغييرات الهيكلية وضمان تنويع الممتلكات وخلق ظروف مواتية لريادة الأعمال والاستثمار وتشكيل النظام الوطني الخاص بالموازنة والضرائب والنقد، وتطوير قطاعات واقعية من الاقتصاد وتوسيع التدابير الفعالة التي اتخذت في القطاع الاجتماعي.
وفي هذا المسار تم تحديد ضمان الاكتفاء الذاتي في الطاقة والخروج من انسداد الاتصالات وحماية الأمن الغذائي للبلاد كأهداف استراتيجية وطنية يعتمد مستقبل طاجيكستان على تنفيذها.
وإن تحقيق هذه الأهداف وتنفيذ الأولويات المخطط لها بالذات جعل من الممكن على مدى السنوات العشرين الماضية ضمان متوسط معدل النمو الاقتصادي السنوي للدولة عند مستوى 7.5 في المائة، لمضاعفة إيرادات الموازنة العامة للدولة من 252 مليون سوموني في عام 2000 إلى 27.6 مليار سوموني في عام 2021.
لقد تم رفع حجم الناتج المحلي الإجمالي للفرد لهذه الفترة من 289 سوموني إلى 9 آلاف سوموني وزاد بأكثر من 30 ضعفاً.
ومع ذلك، أود التأكيد على أن هذه المؤشرات لا تزال غير مرضية في ضوء المتطلبات الحديثة.
خلال فترة الاستقلال تم اتباع سياسة نقدية مستقلة في البلاد وتم تشكيل نظام مصرفي وفي عام 2000 تم إطلاق العملة الوطنية للتداول.
ونتيجة لتنفيذ الإجراءات والإصلاحات في القطاع المصرفي، تم إنشاء أنواع مختلفة من المؤسسات الائتمانية والمالية والتي تقدم الآن خدمات مصرفية للسكان ومختلف قطاعات الاقتصاد الوطني.
وعلى مدى السنوات العشر الماضية (2011-2020) وحدها تم تخصيص أكثر من 100 مليار سوموني لتطوير الاقتصاد الوطني بما في ذلك 45.8 مليار سوموني لريادة الأعمال الصناعية.
ونتيجة لتحقيق استقرار الاقتصاد الكلي ارتفع دخل السكان من مليار سوموني في عام 2000 إلى 65.4 مليار سوموني في عام 2020 وانخفض معدل الفقر بين السكان من 83 في المئة في عام 1999 إلى 26.3 في المئة في عام 2019.
أي أنه على مدى السنوات العشرين الماضية، انخفض مستوى الفقر بأكثر من ثلاث مرات.
وخلال هذه الفترة ارتفع عدد سكان البلاد من 5.5 مليون إلى 9.7 مليون، أي بأكثر من 1.7 ضعفاً، وتحسن مستوى ونوعية الحياة لسكان البلاد بشكل كبير، وبلغ متوسط العمر المتوقع للمواطنين 75.1 سنة.
(إضافة شفوية: في عام 1991م كان متوسط العمر المتوقع لسكان البلاد 70 عامًا).
بلغ متوسط النمو السكاني خلال هذه السنوات إلى 2.1 في المئة.
وخلال فترة الاستقلال تم تخصيص 138 ألف هكتار من الأراضي لـ 1.4 مليون أسرة لبناء المباني السكنية.
أي أن أكثر من 8 ملايين و800 ألف من مواطنينا لديهم الفرصة لتحسين ظروفهم المعيشية.
وإنني أود التذكير بأنه على مدى 70 عاماً قبل فترة الاستقلال لم يكن لدى السكان سوى 77 ألف هكتار من الأراضي.
وعلى مدار عشرين عامًا مضى، أي منذ عام 2001، تم جذب الاستثمارات الأجنبية التي تزيد قيمتها عن 150 مليار سوموني إلى مختلف المجالات الاجتماعية والاقتصادية في البلاد، منها 59 مليار سوموني عبارة عن استثمارات مباشرة.
وخلال الفترة المذكورة، ومع جذب استثمارات أجنبية بلغ مجموعها أكثر من 91 مليار سوموني، تم تنفيذ أكثر من ألف مشروع استثماري حكومي، خاصة في المجالات الاجتماعية، بما في ذلك التعليم والرعاية الصحية وكذلك في مجالات الطاقة والنقل وإمدادات المياه وغيرها من القطاعات.
وفي الوقت الراهن يتم تنفيذ 74 مشروعا استثماريا حكوميا بتكلفة تقدر بـ 40.5 مليار سوموني.
وفقًا للتقديرات الدولية على مدار السنوات العشر الماضية تم تصنيف طاجيكستان أربع مرات ضمن الدول العشر الأولى في العالم والتي تجري إصلاحات في اتجاه تنمية ريادة الأعمال والاستثمار.
ونتيجة للإصلاحات التي تم تنفيذها وتفعيل الإجراءات من قبل حكومة البلاد وصلت اليوم حصة القطاع الخاص في الناتج المحلي الإجمالي إلى 70 في المائة، مما يوفر فرص عمل للسكان بمعدل 68 في المائة وعائدات الضرائب إلى ميزانية الدولة بمعدل 80 في المائة.
ومن أجل الاستقبال الجدير بالعيد العظيم – الذكرى الثلاثين لاستقلال طاجيكستان الوطني ساهم رواد الأعمال لدينا في إنشاء أكثر من 25 ألف منشأة صناعية واجتماعية، مما يساهم في إيجاد عشرات الآلاف من فرص العمل الجديدة وحل العديد من المشاكل الاجتماعية للسكان.
وفي هذا الصدد، أود أن أشكر جميع رواد الأعمال وغيرهم من أصحاب روح العطاء على مبادراتهم الوطنية البناءة.
وستواصل حكومة البلاد الإصلاحات في اتجاه ضمان تطوير ريادة الأعمال وخلق ظروف استثمارية مواتية في المستقبل وستدعم بشكل كامل المبادرات الإبداعية لأصحاب المشاريع وتحمي حقوقهم ومصالحهم.
وإن حكومة طاجيكستان في سياستها الاقتصادية تركز على تطوير القطاع الصناعي كأحد العوامل الرائدة للاقتصاد الوطني والذي يوفر للسكان فرص عمل دائمة، وتعتبرها مصدراً مهماً لإيرادات ميزانية الدولة وحل القضايا الاجتماعية، فيما تم الإعلان أن التصنيع المتسارع هو الهدف الاستراتيجي الرابع.
لقد تم إنشاء المئات من المؤسسات الصناعية الصغيرة والكبيرة خلال فترة الاستقلال عبر جذب الاستثمارات الوطنية والأجنبية.
وفي الوقت الحاضر زاد معدل الإنتاج الصناعي سبعة أضعاف مقارنة بعام 1997 وتم إحراز نتائج مشهودة في قطاعات الصناعات الخفيفة واستخراج المعادن وصناعات الأغذية والتعدين والصناعات الكيماوية وإنتاج مواد البناء.
وخلال هذه الفترة ، تم القضاء على اعتماد الدولة على المنتجات المستوردة بما في ذلك الفحم ومواد البناء وخاصة الأسمنت وأنواع كثيرة من المنتجات الغذائية وظهر الأساس لتصدير المنتجات الصناعية المحلية.
إذا كان إنتاج الأسمنت في عام 1992 يبلغ 446 ألف طن، فقد وصل في عام 2020 إلى 4.2 مليون طن، أي ما يقرب من 10 أضعاف.
كما زاد إنتاج الفحم بأكثر من 9 مرات – من 214 ألف طن في عام 1992 إلى 2 مليون طن في عام 2020.
وتجدر الإشارة إلى أنه خلال السنوات الخمس الماضية وحدها تم في البلد إنتاج المنتجات البديلة للسلع المستوردة بمبلغ إجمالي يصل 44 مليار سوموني.
وإننا نتخذ جميع الإجراءات اللازمة لتحقيق الهدف الاستراتيجي الرابع ، والذي سيساعد على خلق مئات الآلاف من فرص العمل الجديدة والحد من هجرة الأيدي العاملة وزيادة قدرات البلاد التصديرية.
وخلال فترة الاستقلال، اتخذت حكومة البلاد جميع الإجراءات اللازمة لحماية الأمن الغذائي للبلاد من خلال إصلاحات في القطاع الزراعي وتنفيذ عشرات البرامج القطاعية، بما في ذلك في مجال إعادة إعمار الهيكل التنظيمي والقانوني للمزارع وضم الأراضي غير المأهولة إلى التداول الزراعي وتفعيل الزراعة التكرارية على نطاق واسع وزيادة مساحات البساتين ومزارع العنب، مما يتيح للمزارعين إمكانية الوصول إلى الموارد المالية، الأمر الذي أتاح لنا إمكانية تحقيق معدلات عالية في تنمية القطاع الزراعي.
وحرصاً على تفادي خطر الجوع وزيادة تزويد سوق الغذاء بالمنتجات الوطنية، فإنه خلال الفترة 1995-1997 تم توزيع 75000 هكتار من الأراضي الزراعية على السكان والتي تعرف شعبياً باسم “الأراضي الرئاسية”.
وخلال فترة استقلال البلاد، تم إنشاء أكثر من 112 ألف هكتار من البساتين وكروم العنب الجديدة ، وبلغت مساحتها أكثر من 200 ألف هكتار، أي 2.2 مرة أكثر من عام 1991.
ونتيجة للتدابير المتخذة زاد حجم الإنتاج الزراعي في عام 2020 مقارنة بعام 1997 بمعدل 5.4 أضعاف وبلغ 33.6 مليار سوموني.
وعلى مدى سنوات الاستقلال قدمنا على نطاق واسع تجربة مفيدة للغاية في الزرع التكراري، وفي كل عام في البلاد، نظمنا إعادة زراعة المحاصيل الزراعية على مساحة 200 ألف هكتار.
وفي الوقت الحاضر وبالإضافة إلى الزرع المتكرر تزرع المحاصيل الزراعية على أكثر من 900 ألف هكتار من الأراضي المروية سنويًا في البلاد.
(الإضافة الشفوية: إذا وزعت مساحة 200 ألف هكتار بمعدل شخص واحد لهكتار واحد على الأقل، فقد تم توفير فرص عمل لـ 200 ألف شخص، وبمعدل شخصين – 400 ألف شخص).
وهناك ميزة أخرى لإعادة الزرع وهي أننا نعوض بذلك عن خسارة 138 ألف هكتار من الأراضي المخصصة للإسكان.
على مدى ثلاثين عامًا من الاستقلال، زاد إنتاج الحبوب بمعدل 5.3 أضعاف، والبطاطس – 10 أضعاف، والخضروات والفواكه – 7 أضعاف، وتحسن بشكل كبير تزويد السوق الاستهلاكية بمنتجات محلية نظيفة بيئيًا.
لذلك أود أن أعبر عن خالص امتناني لجميع مزارعي البلد الذين يعملون بجد لتحسين ثقافة استخدام الأراضي والاستخدام الرشيد للمياه والأراضي من أجل زيادة إنتاج الغذاء وإثراء السوق الاستهلاكية وتزويد السكان بالطعام، أي أنهم يعملون بصدق لحماية الأمن الغذائي للبلاد.
إن تحقيق دولتنا لأحد أهدافها الاستراتيجية وهو الخروج من عزلة الاتصالات يعد إنجازاً رئيسياً لفترة الاستقلال.
وتحقيقا لهذه الغاية قامت حكومة البلاد بالكثير ونفذت عشرات المشاريع الاستثمارية تم في إطارها بناء أكثر من 2200 كيلومتر من الطرق السريعة ذات الأهمية الدولية، و 220 كيلومترًا من السكك الحديدية، و237 جسرًا و5 أنفاق، وفي الوقت الحالي تعمل الحكومة بشكل دؤوب على تنفيذ مشاريع إنشاء الطرق.
كما أنه استعدادًا للذكرى الثلاثين لاستقلال الدولة على مدى السنوات الثلاث الماضية وبمشاركة رواد الأعمال والأشخاص ذوي الروح السخية تم بناء وإصلاح أكثر من 4.5 ألف كيلومتر من الطرق المحلية والداخلية وبين المقاطعات، والعمل في هذا الاتجاه سيستمر في المستقبل أيضاً.
ولتوسيع جغرافية نقل البضائع والمنتجات وتحسين جودة خدمات النقل والتغلب تمامًا على مأزق الاتصالات وتحويل طاجيكستان إلى بلد ترانزيت تعتزم حكومة الجمهورية إنشاء 1500 كيلومتر من الطرق السريعة ذات الأهمية الدولية خلال السنوات المقبلة.
وفي الوقت الحاضر يتم تنفيذ أكثر من 60 مشروعًا استثماريًا حكوميًا في قطاع النقل بقيمة إجمالية تزيد عن 20.5 مليار سوموني.
وإن إنجاز المشاريع في مجال الطرق والنقل قدم فرصة لطاجيكستان للقفز بعشرين مستوى في التصنيف العالمي لجودة الطرق خلال العامين الماضيين، الأمر الذي سمح للبلاد أن تحتل المركز الخمسين من بين 141 دولة وفقًا للمنتدى الاقتصادي العالمي.
وخلال فترة الاستقلال، وبفضل بناء الطرق والأنفاق والجسور، تحولت طاجيكستان المنقسمة بين ثلاث مناطق إلى إقليم واحد، أي إن الطرق البرية فيها باتت متصلة بين جميع مناطقها الآن في جميع الفصول.
ومن أجل تطوير قطاع الطاقة في البلاد خلال فترة الاستقلال، تم تنفيذ 34 مشروعًا استثماريًا حكوميًا بإجمالي 57.2 مليار سوموني.
حاليًا ، يتم تنفيذ 17 مشروعًا استثماريًا حكوميًا إضافيًا في هذا المجال بقيمة 16.4 مليار سوموني.
لقد تم بناء وتشغيل مشروعات كبيرة للطاقة الكهرومائية، بما في ذلك محطات الطاقة الكهرومائية – سانغتودا 1 وسانغتودا 2، وتوربينتان من محطة “راغون” للطاقة الكهرومائية، ومحطة الطاقة الحرارية في دوشنبه، ومئات من محطات الطاقة الكهرومائية الصغيرة وخط نقل الطاقة بقدرة 500 كيلو فات من الجنوب إلى الشمال وغيره من خطوط نقل الطاقة ذات الجهد العالي والمحطات الكهربائية الفرعية القوية، فيما تجري الأعمال حالياً على قدم وساق لاستكمال تنفيذ مشروع خط النقل الإقليمي كاسا-1000 (CASA-1000) ومشروع محطة “راغون” لتوليد الطاقة الكهرومائية.
كما يتم ترميم محطات الطاقة الكهرومائية – نوراك وسربند وقيراقوم بتكلفة إجمالية تبلغ حوالي 12 مليار سوموني (أكثر من مليار دولار) حيث إن قدراتها الإنتاجية ومدة عملها ستزداد بعدة مرات.
منذ الاستقلال زادت قدرات الطاقة في البلاد تدريجياً من 4044 ميغاواط في عام 1991 إلى 6131 ميغاواط في عام 2020.
نتيجة للأعمال المنجزة، تم تشكيل نظام الطاقة الموحد للبلاد، ورفعت القيود المفروضة على إمدادات الكهرباء للسكان في فترة الخريف والشتاء والتي تعد أيضًا أحد الإنجازات المهمة في فترة استقلال.
أود أن أنوه أنه بعد التشغيل الكامل لمحطة “راغون” الكهرومائية ستزداد قدرة الطاقة في طاجيكستان بأكثر من 9781 ميغاوات أو 60 في المائة، وسنحقق الاستقلال التام في مجال الطاقة.
واليوم تحتل طاجيكستان المرتبة الثانية في المنتدى الاقتصادي العالمي للحصول على الكهرباء، وتأتي في المرتبة السادسة في إنتاج “الطاقة الخضراء” على هذا الكوكب، وبعد التشغيل الكامل لمحطة “راغون”، سترتفع بخطوتين أخريين لتحتل المركز الرابع.
تعد طاجيكستان أيضًا واحدة من الدول الرائدة في تحسين الوضع البيئي في المنطقة والعالم من حيث انبعاثات غازات الاحتباس الحراري. لأن 96 في المئة من الكهرباء في بلادنا يتم إنتاجها من مصادر الطاقة المتجددة.
على الرغم من كل إنجازات الاستقلال، أود أن أؤكد أننا ما زلنا في بداية مرحلة التنمية الاجتماعية والاقتصادية المستدامة للبلد وعملية تعزيز قدرات وطننا الحبيب، ويجب أن نعمل بجدية أكبر ونبذل المزيد من الجهود من أجل تنفيذ خططنا ونوايانا الطيبة.
لذلك، في السنوات القادمة، سنستمر في إعطاء الأولوية للتنمية المستدامة للبلاد من خلال زيادة التنوع والقدرة التنافسية للاقتصاد الوطني، وتوسيع عملية رقمنة الاقتصاد وتسريع عجلة التصنيع واستخدام التقنيات المبتكرة والعامل الإنساني.
بناءً على ذلك، نسعى جاهدين لتحسين مستويات المعيشة لسكان البلاد وتحويل طاجيكستان إلى واحدة من البلدان ذات مستوى الدخل المتوسط.
أيها المواطنون الأعزاء،
خلال سنوات استقلال الدولة تم إعلان تنمية المجالات الاجتماعية كأولوية وتم حشد جميع الموارد والفرص لمواصلة تحسين مستوى التعليم ومحو الأمية للسكان وحماية صحة المواطنين وتحسين مستوى ونوعية حياة الناس تدريجياً.
وفقًا للمتطلبات الحديثة، تم إدخال معايير تعليمية حكومية جديدة في جميع مستويات التعليم.
على مدى سنوات الاستقلال، ازداد تمويل قطاع التعليم مئات المرات ، وتم بناء وتشغيل أكثر من ثلاثة آلاف مبنى تعليمي جديد لمليون و 270 ألف مقعد.
وفي الوقت الحاضر، هناك مليونان و 109 آلاف طالب وطالبة مسجلين في التعليم والتربية في مؤسسات التعليم الثانوي في البلاد.
يوجد اليوم في البلاد 75 مدرسة ثانوية خاصة ونموذجية و75 مدرسة ثانوية و9 مدارس رئاسية و6 مدارس للأطفال الموهوبين و 63 مؤسسة تعليمية خاصة.
وفي الوقت نفسه، تعمل في الدولة 78 مؤسسة تعليمية مهنية ثانوية تضم 87 ألف طالب، وتقوم بتدريب المتخصصين في مئات التخصصات، اعتمادًا على احتياجات سوق العمل.
إذا كان عدد مؤسسات التعليم العالي في عام 1991 13 مؤسسة فقط، وعدد الطلاب – 70 ألفًا ، فقد وصل اليوم عدد مؤسسات التعليم العالي إلى 41 وعدد الطلاب إلى 245 ألفًا.
خلال فترة الاستقلال، أولينا دائمًا اهتمامًا كبيرًا لدراسة اللغات الأجنبية، وقبل كل شيء الروسية والإنجليزية في جميع مستويات التعليم ، ويمكننا أن نلاحظ بارتياح أننا حققنا نجاحًا غير مسبوق في هذا الاتجاه.
اليوم يدرس في البلدان المتقدمة أكثر من 40.000 شباب وفتاة من طاجيكستان يتحدثون لغات أجنبية ، ويتم تدريس أكثر من 100.000 طالب محليًا وهم يعرفون اللغات الأجنبية أيضًا.
نحن نولي أهمية قصوى بتطوير العلوم الوطنية، وخاصة العلوم الطبيعية والدقيقة والرياضية ، وأكاديمية العلوم التي تعد المحفز الرئيسي للعلوم الوطنية ، خلال فترة الاستقلال لم يتم الحفاظ عليها فحسب، بل تم منحها أيضًا ميزة مكانة وطنية عالية.
وبالإضافة إلى ذلك ، تم تشكيل لجنة التصديق العليا لتدريب الكوادر العلمية المؤهلة تأهيلا عاليا.
وبالنظر إلى أن تطوير التفكير التقني وتوسيع النظرة العلمية للعالم من أكثر القضايا ذات الصلة في اليوم ، فقد أعلنا عن فترة 2020-2040 كـ “عشرينية دراسة وتطوير العلوم الطبيعية والدقيقة والرياضية في العلوم و التعليم ” في هذا الاتجاه.
ومن أجل ضمان تطوير أكبر للتفكير التقني ، وتوسيع النظرة العلمية للعالم ، والاختراع ، والابتكار ، واكتشاف المواهب الشابة ، تم تنظيم المسابقة الجمهورية هذا العام “العلم منارة التنوير” ، والتي ستقام سنويًا.
لقد أنشأنا جائزة حكومية خاصة لدعم كبار المعلمين في العلوم والرياضيات، وجائزة نقدية لمكافأة المعلمين الذين فازوا بالمسابقة.
نحن على ثقة من أن تنفيذ هذه الإجراءات وتطوير العلم وتكوين الفكر العلمي والتقني الحديث وتوسيع النظرة العلمية للعالم والاختراع والابتكار، ستعطي دفعة جادة للنشىء والشباب وستسهم هذه العملية بشكل شامل لمواصلة تطوير طاجيكستان وتحويلها إلى دولة صناعية وزراعية متقدمة.
لا يمكن تخيل المستقبل بدون وسائل اتصال وتقنيات رقمية متطورة.
كما نلاحظ جميعًا، في الألفية الجديدة، أي في عصر التطور السريع للعلم والتكنولوجيا والصناعة من المستحيل بناء دولة بنظام القرون الوسطى والأحكام المسبقة والتفكير المتخلف.
على العكس من ذلك، يمكن فقط للموظفين المحترفين والمؤهلين تأهيلا عاليا والمسلحين بالمعرفة الحديثة والذين ينجذبون نحو الابتكار والاختراع، أن يضمنوا تطور الدولة.
(إضافة لفظية: في الظروف التي تقوم فيها الدول المتقدمة بالاكتشافات والاختراعات كل يوم تقريبًا ، وتنتج تقنيات تلبي احتياجات اليوم ، يجب أيضًا أن نسعى جهدنا لمواكبة الآخرين وتحرير بلدنا من الإدمان).
في هذا الصدد أقدم مثالاً واحداً.
السنة الثانية حيث تعاني البشرية من جائحة فيروس كورونا.
عندما يمرض شخص ما، فإنه يلجأ حصريًا إلى أخصائي، أي إلى الطبيب، لأن الخرافات لا يمكنها منع هذا المرض وعلاجه والقضاء عليه.
نحن شهود على حقيقة أن اللقاح، أي وسيلة للوقاية من هذا المرض، والأدوية والمعدات الأخرى لعلاجه أنتجت من قبل البلدان المتقدمة، أي تلك التي حقق العلم فيها نجاحًا كبيرًا، حيث المعرفة ، بالاختراع والابتكار والتكنولوجيا والتقنيات المتقدمة وحفظ شعوبهم من خطر وعواقب المرض المذكور.
لقد قلت أكثر من مرة والآن أريد أن أكرر أن الأمية وتدني مستوى التعليم هما أساس الخرافات والتطرف والجهل، والجهل لا يجلب إلا الشقاء للإنسان.
لقد أثبتت التجربة المريرة للحرب الأهلية في بلادنا بوضوح هذه الحقيقة التي لن ننساها أبدًا.
ما زلنا نواجه مشكلة النقص في الكوادر المؤهلة.
لأنه من كل بلد تسود فيه الحرب وعدم الاستقرار والجهل والخرافات، أولاً وقبل كل شيء يغادر أفضل الأفراد إلى بلدان أخرى – العلماء والأطباء والمهندسين والمعلمين والحرفيين والمهندسين المعماريين والمخترعين والمبتكرين ورجال الأعمال. لذلك، فإنني أؤيد تطوير العلم والتعليم باعتباره الاتجاه الأكثر أهمية والأولوية لسياسة الدولة طوال فترة الاستقلال بأكملها.
كلما تطور العلم والتعليم والتكنولوجيا والصناعة، كلما تطورت الدولة وارتفع مستوى معيشة الشعب.
إذا أردنا أن تحتل طاجيكستان مكانتها الجديرة بين البلدان المتقدمة، يجب أن نولي مزيدًا من الاهتمام بتطوير العلوم والتعليم والتكنولوجيا والصناعة وخاصة العلوم الطبيعية والدقيقة والرياضية.
ويجب أن ندرب متعلمين، مهنيين، مؤهلين تأهيلا عاليا وكوادر متفانين للوطن والدولة والأمة ونعهد إليهم إدارة شؤون الدولة، لأن مستقبل الوطن واليوم الغد سيكون في أيدي النشىء والشباب اليوم.
أصدقائي الأعزاء!
تم إعلان حماية الصحة العامة خلال فترة استقلال الدولة كأحد التوجهات الهامة للسياسة الاجتماعية للدولة، وتم اتخاذ كافة الإجراءات اللازمة لتطوير القطاع الصحي.
أؤكد مرة أخرى أن الدولة بحاجة إلى الجيل السليم.
يتزايد تمويل قطاع الرعاية الصحية من سنة إلى أخرى، وخلال عشرين سنة مضت فقط وصل التمويل إلى أكثر من 16 مليار سوموني.
وخلال هذه الفترة، من أجل خلق ظروف مواتية للخدمات الطبية لسكان البلاد، تم بناء أكثر من 2550 مؤسسة طبية جديدة مزودة بمعدات طبية حديثة.
واستعدادًا للاحتفال بالذكرى الثلاثين للاستقلال الدولة، تم بناء وتدشين حوالي 2000 مؤسسة طبية في مدن ومناطق البلاد.
وخلال سنوات الاستقلال، تخرج 33 ألف شاب في مؤسسات طبية عليا، وتخرج أكثر من 158 ألف شاب في الكليات الطبية.
ونتيجة للإجراءات المتخذة لتطوير قطاع الرعاية الصحية وحماية صحة السكان في عام 2020 انخفضت وفيات الرضع 3 مرات ووفيات الأمهات 4 مرات مقارنة بعام 1991.
(إضافة شفوية: من هذا العدد، كان النمو السكاني الطبيعي مستقرًا عند 2.1 في المئة، وبلغ هذا العام 2.4 في المئة).
إن ظهور وانتشار جائحة فيروس كورونا أصبح اختبارًا صعباً لنظام الرعاية الصحية في البلاد، والذي اجتازه أطباؤنا وما زالوا في طليعة الكفاح ضد هذا المرض المعدي الخطير.
وفي هذا الصدد، أود الإشارة إلى أن تدريب الكوادر الطبية المؤهلة تأهيلا عاليا، بما في ذلك أخصائيي الأمراض المعدية وعلماء الفيروسات وعاملي المختبرات، من أهم المهام وأكثرها إلحاحا.
(إضافة شفوية: عندما ظهر فيروس كورونا، كان الجميع في خطر، حتى القوى العظمى).
لم تكن البشرية مستعدة لمثل هذا الظرف، ولم يكن هناك علاج له.
نتيجة لذلك، توفي الملايين من الناس.
ومع ذلك، كما اشرت آنفاً، بفضل العلم والمعرفة والمعدات والتقنيات الحديثة من الممكن الوقاية من هذا المرض وعلاجه.
الحماية الاجتماعية للسكان من أهم توجهات السياسة الاجتماعية للدولة، وإدخال نظام جديد لتخصيص ودفع المساعدة الاجتماعية المستهدفة للأسر ذات الدخل المنخفض والمواطنين يمكن اعتباره أحد الإنجازات التي تحققت في هذا المجال خلال فترة الاستقلال.
على هذا الأساس، يتم إدخال نظام دفع الإعانات للأسر ذات الدخل المنخفض التي لديها أطفال، والتي يدرس أطفالها في مؤسسات التعليم العام، وتُدفع الإعانات لأكثر من 753 ألف طالب وطالبة من أسر منخفضة الدخل.
وبالإضافة إلى ذلك، منذ عام 2011 تم إدخال طريقة هادفة لتقديم المساعدات، والآن يبلغ عدد المستفيدين من هذه المزايا الاجتماعية 248 ألف أسرة.
تولي حكومة الدولة اهتمامًا خاصًا ومستمرًا للحماية الاجتماعية لفئات السكان ذات الدخل المنخفض، وخاصة المعوقين والأيتام.
وفي السنوات الخمس الماضية وحدها، تمت زيادة معاشات الإعاقة، التي يعاني منها أكثر من 157 ألف شخص في البلاد، من 1.4 إلى مرتين، حسب الفئة.
وخلال هذه الفترة بلغت الزيادة في نفقات الأيتام ومن تركوا دون وصاية 1.9 ضعفاً، والذين بلغ عددهم حوالي 85 ألفًا.
زاد نصيب الفرد من التمويل لسكان دور رعاية المسنين والمعاقين خلال هذه الفترة 757 مرة وبلغ في عام 2021، 26 ألف سوموني.
إلى جانب تنظيم هجرة الأيدي العاملة وحل القضايا الأخرى ذات الصلة، والتي أصبحت اليوم عملية عالمية، تتخذ حكومة البلد جميع التدابير اللازمة للحد من كثافة هجرة الأيدي العاملة.
نتيجة لتنفيذ البرامج المختلفة، خلال السنوات الثماني الماضية وحدها، تم توفير أكثر من مليون فرصة عمل دائمة وموسمية، وانخفض عدد المواطنين الذين يغادرون من أجل هجرة الأيدي العاملة من مليون و 100 ألف في عام 2012 إلى 400 ألف في عام 2019، أي بنسبة 64 في المئة.
سنستمر في اتخاذ الإجراءات في هذا الاتجاه، حيث أن خلق فرص العمل للسكان هو من أهم مهام الدولة وحكومة البلاد.
الحضور الكرام!
خلال فترة استقلال الدولة، تعززت مكانة المرأة في المجتمع، وتوسعت أنشطتها في قيادة مختلف فروع الحكومة والمجالات الاجتماعية والاقتصادية ومؤسسات الدولة والقطاع الخاص بشكل كبير. لطالما كانت الدولة والحكومة في البلاد تقدر مساهمة المرأة في جميع مجالات المجتمع، لا سيما في السنوات الصعبة لبداية الاستقلال وإعادة الإعمار بعد الحرب والمراحل اللاحقة لتطور.
نحن فخورون بأن المرأة الطاجيكية يتم الاعتراف بها اليوم كسياسية ونائبة وعالمة ومعلمة وطبيبة ومهندسة وكاتبة، كما أن أعداد النساء العالمات والمخترعات والحرفيات والمبدعات والمديرات ورائدات الأعمال تنمو أكثر فأكثر. علاوة على ذلك، لا يوجد اليوم مجال في البلد لا تمارس فيه النساء والفتيات الطاجيكيات أنشطتهن.
وتشكل النساء حالياً 23.3 في المئة من إجمالي عدد موظفي الخدمة المدنية، وأكثر من 18 في المئة منهن في مناصب قيادية.
وفي المجالات الاجتماعية الرئيسية مثل التعليم، اليوم أكثر من 73 في المئة من العاملين هم من النساء، والعلوم – 26.5 في المئة، والصحة والحماية الاجتماعية – 68 في المئة، والثقافة – 51 في المئة.
سنواصل دعمنا الكامل للمبادرات النسائية وسنتخذ جميع التدابير اللازمة لتحسين المعرفة والوضع الاجتماعي للنساء والفتيات، لحل مشاكل حياتهن، بما في ذلك من خلال تدريس العلوم الطبيعية والمعرفة وإتقان المهن والحرف وخلق وظائف جديدة لهن.
وإنني أعلن مرة أخرى أن الحياة تنبع من امرأة – أم، وأن نساءنا جناح قوي في دولتنا ذات السيادة.
منذ الأيام الأولى لانتخابي رئيساً للدولة، أولي أهمية خاصة لظروف عيش الشباب ومشاكلهم.
وبحسب تحليل المنظمات الدولية فإن طاجيكستان من دول العالم التي بها عدد كبير من الشباب يبلغ متوسط أعمارهم 22.5 سنة.
وتجدر الإشارة إلى أن جميع اهتمامات الدولة وحكومة البلاد بما في ذلك الزيادة في عدد مؤسسات التعليم المهني العالي والثانوي والابتدائي، تركز على مستقبل الشباب الذين تعتمد عليها مواصلة تطوير الوطن والمجتمع.
إذا كانت نسبة الشباب الذين تقل أعمارهم عن 35 عامًا في الخدمة المدنية في عام 2009 كانت 35 في المئة، فإن هذا الرقم وصل اليوم إلى 47 في المئة.
يسعدني أن أعلن أنه على مدى سنوات الاستقلال، نشأ شباب رائعون في طاجيكستان واليوم نحن فخورون بصدق بمشاعرهم الوطنية وتفانيهم للوطن، وكذلك مستوى حرصهم على العلم والمعرفة والسلوك الجيد وجهود وتطلعات هذا الجيل.
يقدم حاليًا شبابنا المستنير والوطني والشجاع مساهمة قيمة في جميع مجالات حياة المجتمع والدولة، بما في ذلك بناء المشاريع الضخمة والمصيرية في البلاد، وتنمية الوطن، وضمان الاستقرار والهدوء للسكان وحماية حدود طاجيكستان.
حاليا 90 في المائة من أفراد القوات المسلحة لطاجيكستان وأكثر من 50 في المائة من بناة مشروعنا الوطني الأهم – محطة “راغون” الكهرومائية – هم من الشباب.
وتجدر الإشارة إلى أنه في الوقت الحاضر، لا يمكن تصور تطور أي مجال من مجالات حياة الدولة والمجتمع دون مشاركة فعالة ومساهمة جديرة من الشباب.
إن تهيئة الظروف لتطوير الرياضة، التي هي أحد التوجهات ذات الأولوية لسياسة الدولة الاجتماعية، تهدف في المقام الأول إلى المراهقين والشباب وتعزيز أسلوب الحياة الصحي بينهم.
قبل الاستقلال، كان هناك أقل من ألف منشأة رياضية في البلاد.
وصل عددهم اليوم إلى 10220.
بمعنى آخر، زاد عدد المنشآت الرياضية أكثر من عشرة أضعاف، مما يساعد على تعزيز القاعدة المادية والتقنية لتطوير الرياضة ونشرها وتدريب الرياضيين على المستويين الوطني والدولي من بين المراهقين والشباب.
خلال فترة الاستقلال، وبفضل انتصارات الرياضيين الطاجيك على الساحة الدولية، تم رفع علم طاجيكستان الحبيبة 5743 مرة ، وتم عزف نشيد طاجيكستان الوطني 1797 مرة.
أصدقائي الأعزاء!
بعد أن حصلنا على نعمة عظيمة – الاستقلال والحرية، بدأنا في إحياء القيم الوطنية والثقافية لشعبنا العريق.
منذ القرون القديمة، كان الطاجيك، أي طوال تاريخهم البالغ 6000 عام ، شعباً مستنيراً وصانعي المدن، أي أمة متحضرة .
لهذا السبب قمنا على مدار الثلاثين عامًا الماضية بعشرات الاحتفالات والفعاليات المهمة لرفع الشعور القومي والوعي الذاتي لدى السكان، وكذلك لاستخدام التراث الأخلاقي والروحي العظيم والقيم الثقافية الخالدة التي ورثناها من أسلافنا لتثقيف أجيال اليوم.
إن الاحتفال بالذكرى 1100 للدولة السامانية، والذكرى 2700 للكتاب المقدس “أفستا” ، وعام تبجيل الحضارة الآرية ، والذكرى 1150 لميلاد الأستاذ رودكي ، وعام تبجيل الإمام الاعظم (ابو حنيفة)، والذكرى الألفية لناصر خسرو ، والذكرى الـ 800 لمولانا جلال الدين البلخي ، والذكرى الـ 700 لمير سعيد علي همداني ، والذكرى 700 لكمال خوجندي ، والذكرى 2700 لمدينة كولاب ،و 2500 عام لمدينة استرافشان ، والذكرى 3000 لتبجيل مدينة حصار ، والذكرى 5500 لسَرَزم ، والعشرات من الاحتفالات والمناسبات الأخرى تنتمي إلى هذا المسار.
وفي هذه السياق قمنا بإحياء التراث الموسيقي (ششمقام وفلك)، وأعياد نوروز ومهرجان وتيرجان وصَده.
وبفضل جهودنا التي استمرت لأكثر من ست سنوات ودعم البلدان الأخرى لحوزة نوروز، أصبح هذه الاحتفالية الشعبية الطاجيكية التي يعود تاريخها إلى أكثر من 6000 عام احتفالية عالمية واليوم نحن فخورون بأنه حصل نوروز على مكانة دولية.
كما اتخذنا عددا من التدابير المحددة للحفاظ على التراث الثقافي المادي وغير المادي للشعب الطاجيكي وتمثيله.
ونتيجة لذلك، تم إدراج “شَشمَقام” و “سَرَزم” و “الحديقة الوطنية لطاجيكستان” و “نوروز” و “تشَكن” في قائمة اليونسكو للتراث العالمي وقائمة اليونسكو للتراث الثقافي غير المادي.
يعتبر إنشاء وتشغيل المباني الجديدة للمكتبة الوطنية مع 10 ملايين نسخة من الكتب، والمتحف الوطني، و قصر نوروز، و حديقة نوروزجاه، ومسرح خاروغ و 40 قصرًا للثقافة في المدن والمراكز الإقليمية في البلاد من إنجازاتنا الثقافية القيمة خلال فترة الاستقلال.
على مدار الثلاثين عامًا الماضية، سافر الفنانون والحرفيون الطاجيك إلى عشرات البلدان حول العالم لتقديم الفنون والحرف الشعبية الطاجيكية.
أنا فخور ويسعدني أن أعلن أنه على مدى ثلاثين عامًا من الاستقلال تم القيام بعمل كبير لضمان تطوير اللغة الطاجيكية كرمز واضح لوجود الأمة الطاجيكية وأساس الروحانية الطاجيكية ومعرفة الذات.
أصبح اعتماد قانون “لغة الدولة في جمهورية طاجيكستان” وإعلان يوم لغة الدولة خطوة مهمة أخرى نحو تبجيل اللغة الطاجيكية وتوسيع نطاق وظائفها الاجتماعية.
إن أحد العوامل الرئيسية في استقرار وتطور اللغة الطاجيكية الفصحى وثقافتها الوطنية هو احترام شعبنا المستنير للكتب والقراءة.
والزيادة المضاعفة لطباعة الكتب الجديدة، وإعادة طبع أعمال الأدباء الكلاسيكيين والكتاب والشعراء الطاجيك المعاصرين، بما في ذلك من سلسلة “نجوم الأدب”، وكذلك إرث الكُتاب المشهورين عالميًا باللغة الطاجيكية، بشكل شامل يساهم ليس فقط في دراسة اللغات وتطوير الخطابة بين الدوائر الواسعة ، ولكن أيضًا في تعزيز الشعور بالهوية الوطنية ، وتوسيع العالم الأخلاقي ، وزيادة مستوى تعليم المواطنين ، وخاصة المراهقين والشباب ، وتقديس التاريخ واللغة والثقافة الوطنية.
ومن أحدث المبادرات التي يتم تنفيذها في هذا الاتجاه بتوجيه من رئيس الدولة هي إعادة طبع الكتاب العظيم للأكاديمي باباجان غفوروف “الطاجيك” وتوزيعه على كل أسرة في البلاد.
وإننا نتخذ جميع الإجراءات اللازمة لتعزيز التراث الخالد لأجدادنا والقيم الوطنية العريقة والغنية واستخدامها لاستقرار دولتنا وأمتنا.
نحن فخورون بهويتنا الوطنية، أي بحقيقة أننا الطاجيك، وبأكثر من 6000 عام من تاريخ شعبنا، واللغة الطاجيكية العطرة والشعرية وبثقافتنا وحضارتنا العريقة وبالتراث العالمي الشهير لأجدادنا وقيمنا الوطنية ونظل نعتز به ونحافظ عليه ونكرمه ، وننقله إلى الأجيال القادمة بشكل متجدد ومثالي.
أبناء الوطن الأعزاء!
منذ انعقاد الدورة السادسة عشرة التاريخية للمجلس الأعلى، كنا قد أعلنا أن بناء دولة مستقلة وديمقراطية وقانونية ومدنية ومتكاملة هو خطنا الرئيسي على طريق المستقبل.
وفي هذا الصدد، تجدر الإشارة إلى مسألة واحدة مهمة: بناء الدولة وإدارتها كعملية سياسية طويلة الأمد تتطلب تنفيذ إجراءات متسقة، مع مراعاة تنمية المجتمع.
وإدراكًا لذلك، تم إنجاز الكثير من الأعمال في بلدنا على مدار ثلاثين عامًا من الاستقلال.
وخلال فترة الاستقلال كان هيكل وأنشطة السلطات التنفيذية المركزية والمحلية يتحسن باستمرار.
وبهدف الحماية الشاملة لاستقلال الدولة وسلامة أراضي البلاد، وكذلك لمراعاة التهديدات والتحديات في العالم الحديث، ومنعها والقضاء عليها، قد تم تغيير هيكل وأنشطة وكالات إنفاذ القانون والهياكل العسكرية في البلاد.
لقد بدأنا لإنشاء قواتنا المسلحة من الصفر وهي إحدى الركائز الأساسية للدولة.
وتجدر الإشارة إلى أن قواتنا المسلحة قدمت مساهمة تاريخية كبيرة في استعادة السلطة الدستورية وإنهاء الحرب الأهلية.
في هذه اللحظات المجيدة أود أن أعرب عن خالص امتناني لجميع أفراد القوات المسلحة والهياكل العسكرية ووكالات إنفاذ القانون وقدامى المحاربين على الخدمة المتفانية والبسالة في القتال ضد القوى المدمرة وأعداء الشعب الطاجيكي.
وفي هذا الطريق، ضحى المئات منهم بأرواحهم وستظل أسماؤهم وذاكرتهم الطيبة تتذكرها وتكرمها حكومة وشعب طاجيكستان.
أعلن بثقة أن جنود القوات المسلحة ووكالات إنفاذ القانون سيواصلون الدفاع بضمير وشجاعة عن استقلال وحرية الوطن، وحفظ حدود البلد والحياة السلمية لشعب طاجيكستان من أي تهديدات ومخاطر وبالتالي يؤدون واجباتهم كأبناء شرفاء وأوفياء تجاه الوطن والدولة والشعب.
وإن ضمان سيادة القانون والنظام وحماية الأمن العام ومكافحة الجريمة، بما في ذلك الجريمة المنظمة العابرة للحدود، كالإرهاب والتطرف ، هي المهمة الأساسية لوكالات إنفاذ القانون.
وأنا على يقين أن موظفي هذه الهيئات سيواصلون أداء واجباتهم بمسؤولية عالية تجاه دولة وشعب طاجيكستان.
ويجب أن نعتزّ بالسلام والأمن في وطننا وبالاستقرار السياسي في المجتمع والوحدة الوطنية ونحرص على حمايتها مثل قرة عيننا وتعزيز أمن الدولة وسيادة القانون وتوفير الحياة السلمية لشعبنا .
وإن ضمان السلامة العامة والحياة السلمية لسكان البلاد هي المهمة الأساسية للدولة.
وفي هذا الصدد ، أود أن أكرر وأؤكد ما قلته عدة مرات: أحد التهديدات الرئيسية لحاضر ومستقبل لمنطقة آسيا الوسطى ، بما في ذلك بلدنا ، هو التطرف والإرهاب والخرافات.
لذلك ، يجب تفعيل الإجراءات و تنسيق الجهود المشتركة في هذا الاتجاه لضمان الأمن الإقليمي والاستقرار السياسي في بلداننا.
الأصدقاء الأعزّاء!
لقد فتحت طاجيكستان أبوابها للعالم بعد المرحلة الأولى من الاستقلال، وكان من الصعب تثبيت الوضع وتعزيز أسس الدولة، حيث انخرطت بلادنا الساحة الدولية مُعلنة سياسة الانفتاح.
وإن بلادنا لم ترفع مكانتها على الصعيد الدولي فحسب، مقدمة للعالم القيم الفريدة والتراث الغني للشعب الطاجيكي، بل إنها لطالما شاركت بفاعلية في حل المشاكل الإقليمية والدولية وتسوية قضايا الأجندة الدولية.
وكدولة متمسكة بسياسة “الأبواب المفتوحة” نقيم العلاقات الودية والتعاون المتبادل المنفعة مع جميع الدول وسنعمل على تطويرها.
وإن طاجيكستان تقيم اليوم العلاقات الدبلوماسية مع 179 دولة وبفضل جهودها الفعالة تم الاعتراف بها على الساحة الدولية كدولة نشيطة وصاحبة المبادرات.
ونحن أصحاب أربع مبادرات رئيسية لها أهمية عالمية وهي “العام الدولي للمياه النقية – 2003″, و”العقد الدولي: الماء من أجل الحياة، لسنوات 2005-2015” ، و”السنة الدولية للتعاون في مجال الماء 2013 “، والعقد الدولي “الماء من أجل التنمية المستدامة لسنوات 2018- 2028 “.
وتعد طاجيكستان عضوًا في عشرات المنظمات الإقليمية والدولية والمؤسسات المالية الدولية ، وتسهم إسهاماً كبيراً في حل مشاكل العالم إلى جانب البلدان الأخرى.
وإن طاجيكستان بالتعويل على خبرتها في حفظ السلام من خلال المفاوضات والمشاورات، تساهم بنشاط في حل الصراعات العرقية.
وفي هذا السياق، تولي طاجيكستان أهمية كبرى لتطوير علاقات شاملة مع جيرانها، أي بلدان منطقة آسيا الوسطى وشركائها الاستراتيجيين.
نحن نقع في طليعة المجتمع الدولي لمكافحة الإرهاب والتطرف والجرائم المنظمة والاتجار بالمخدرات.
ومنذ نيل استقلال الدولة قام بلادنا على تعزيز علاقاتها البناءة مع دول العالم ومصالحها الوطنية على الساحة الدولية، وكذلك شارك بنجاح في عديد من المنظمات الإقليمية ويدعم دائماً التعاون المتعدد الأطراف.
وتترأس جمهورية طاجيكستان حاليًا منظمة شنغهاي للتعاون ومنظمة معاهدة الأمن الجماعي والصندوق الدولي لإنقاذ بحر أرال.
وإن طاجيكستان اليوم معترف بها على المستوى الدولي كدولة محبة للسلم وصانعة للسلام وملتزمة بالقيم الديمقراطية والتكاملية.
إنني عبرت عن آرائي بالتفصيل حول الوضع في الدولة المجاورة والصديقة – جمهورية أفغانستان الإسلامية في 22 يوليو من هذا العام .
تظهر الملاحظات والتحليلات أن الوضع في هذا البلد ، للأسف ، أصبح أكثر تعقيدًا ومأساوية خلال الشهر الماضي ، مما تسبب في قلق شديد لدول المنطقة والعالم .
لقد واجه أهل هذا البلد ، الذين عاشوا في حالة حرب وعدم استقرار لأكثر من أربعين عامًا ، مؤخرًا مشاكل أكثر خطورة في مجال الأمن والحماية الاجتماعية .
وفي هذا الصدد ، أود أن أذكركم مرة أخرى بأن شعب أفغانستان ، بتاريخه وحضارته وثقافته الممتدة ألف عام ، ليس مسؤولاً عن مثل هذا الوضع المأساوي .
إن حالة عدم الاستقرار والمأساة التي حلت بأهل هذا البلد العريق هي نتيجة التدخل الأجنبي ، أي اطراف المعنية في المنطقة والعالم التي لا تزال مستمرة حتى يومنا هذا .
لقد أعلنت مرارًا وتكرارًا موقف جمهورية طاجيكستان فيما يتعلق بأفغانستان ، وهو أننا نؤيد استعادة السلام في اسرع وقت في هذا البلد الصديق ، القريب لنا في اللغة والثقافة ، من خلال تشكيل حكومة شاملة ومراعاة مصالح جميع الاطراف والجنسيات ، وآراء جميع الناس ، واحترام ومراعاة حقوق المواطنين في إطار المعايير المقبولة للمجتمع الدولي والدور الرئيسي للأمم المتحدة في دفع هذه العملية .
كما أود أن أؤكد على نقطة مهمة أخرى وهي أن المجتمع الدولي، بما في ذلك البلدان المعنية ، ليس له الحق الأخلاقي في ترك الشعب الأفغاني وحده مع المشاكل التي نشأت.
لذلك أود أن أذكركم مرة أخرى بأن الوضع الصعب والكارثي في هذا البلد نشأ دون ذنب من شعبه.
أنا مندهش من التزام جميع مؤسسات حقوق الإنسان الدولية بالصمت وعدم إظهار أي مبادرات لدعم حقوق الشعب الأفغاني.
بالإضافة إلى ذلك، فإن عدم الإهتمام بمصير أفغانستان ستؤدي إلى زيادة العنف، وتدهور حياة شعبها ، واندلاع حرب أهلية مفروضة على مقياس التسعينيات من القرن الماضي وكارثة إنسانية ، واستمرار من دور هذا البلد كأرض خصبة للإرهاب الدولي وتهديد خطير للأمن والاستقرار في المنطقة وفي دول أخرى في العالم.
تؤثر الحالة في أفغانستان بشكل مباشر على الوضع في بلدان آسيا الوسطى ، لأن الأمن في منطقتنا يعتمد في المقام الأول على الوضع في هذا البلد المجاور.
وفي هذا الصدد ، أود أن أشير مرة أخرى إلى أنه على مدار عشرين عام انا من منصات المنظمات الدولية والمحافل الدولية الأخرى، دعوت المجتمع الدولي مرارًا وتكرارًا لحل القضية الأفغانية، مؤكدًا أنه لا يوجد حل عسكري لهذا الأمر وهذه المشكلة يجب حلها فقط من خلال المفاوضات.
ومع ذلك، فقد أظهر المجتمع الدولي، بما في ذلك أصحاب المصلحة المعنيين، بعدم الإهتمام تجاه هذه المسألة.
ونتيجة لذلك، وصلت المشاكل في أفغانستان إلى المستوى الذي يقلق البشرية في هذا اليوم.
وفي هذا الصدد، واغتنم هذه الفرصة، أدعو مرة أخرى جميع المنظمات الدولية ودول المنطقة والعالم إلى اتخاذ إجراءات عاجلة وجماعية لحل مشاكل هذا البلد وتشكيل حكومة مصالحة وطنية بأخذ الاعتبار جميع الأقوام والشعوب التي تعيش في أفغانستان، فضلاً عن تقديم المساعدات الإنسانية.
المواطنون الأعزاء،
الحضور الكريم،
إن الاستقلال والحرية يضعان أمامنا نحن مواطني طاجيكستان مهمة تاريخية مشرفة وهي إقامة دولة حضارية تلبي تطلعات ومصالح أبناء البلد، وإرساء قواعد الدولة الحديثة.
الاستقلال هو أساس إقامة الدولة للشعب الطاجيكي المجيد الذي يقدر القيم الثقافية العالمية، والذي قرر مصيره بيده واختار سبيله للانضمام إلى المجتمع العالمي وهو يسعى باستمرار لينسجم نبض دولتنا ويتناغم مع نبض العالم.
وإن الإنجازات المتجلية اليوم في تاريخ عمل شعب طاجيكستان المجيد على مدى ثلاثين عامًا لا تمثل إلا جزءا صغيراً من تضحياتنا وعملنا الصادق على طريق بناء الدولة وتحقيق رفاهية الوطن.
ولكنني أود أن أذكر بأن كل الإنجازات التي حققناها هي إنجازات هي تعود إلينا فحسب.
وينبغي علينا أن نعمل سوياً باسم الوطن والدولة وشعب طاجيكستان، وبالتالي علينا أن نتحد مثل أصابع يد واحدة.
وإننا لن نعتمد أبدًا على الآخرين وسنحل جميع مشاكلنا وأوجه قصورنا بأيدينا نحن وبعقول أبناء شعبنا جهودهم المشتركة.
ولدينا الآن العديد من المشاكل والقضايا التي تحتاج إلى الحل، ويجب علينا أن نعمل للتغلب عليها وتوفير حياة كريمة لشعبنا.
وذلك لأن الشعب الطاجيكي المجيد له الحق المعنوي اليوم في حياة أفضل وأكثر كرامة.
وأعرب بثقة تامة أن شعبنا المتمسك بالقيم الوطنية والحريص على العمل الدؤوب قادرعلى تحقيق إنجازات أكثر، لأننا نحب وطننا المستقل الحر أكثر من حياتنا وسنعمل جميعًا بحسن النية وبالامتنان للحفاظ على السلام والطمأنينة والمكتسبات والوحدة الوطنية، وسنعمل رفع سمعة طاجيكستان الحبيبة على الساحة الدولية.
وإنني أخاطب أبناء شعب بلادنا المجيد وأخص الشباب، وأناشدهم ألا يخونوا الوطن والشعب والدولة على الإطلاق مهما كانت الظروف.
وعلى عكس من ذلك، كونوا مقدرين ومخلصين لوطنكم وبلدكم وأمتكم وافتخروا بأننا معكم أصحاب هذا الوطن وهذه المستقلة وإن الإنسانية تعترفنا وتحترمنا كأمة عريقة تصنع الثقافة والحضارة وتقدرها.
وفي هذه اللحظات التاريخية الجليلة أود أن أذكركم بكل فخر ورضا بلحظة مهمة للغاية، وهي أن جميع إنجازاتنا ونجاحاتنا على مدى ثلاثين عامًا مضى هي نتيجة للعمل المخلص الدؤوب من المواطنين البواسل كباراً وصغاراً.
وإنني ممتن لأبناء شعب طاجيكستان المجيد لدعمهم السياسة التي ينتهجها رئيس الدولة لسنوات عديدة، أي منذ بداية الاستقلال وحتى يومنا هذا ولمصابرتهم على اجتياز كل العوائق والصعوبات.
وأنا فخور بهؤلاء المواطنين النبلاء والمحترمين والمتسامحين والعاملين والمحبين للوطن، وأنا ممتن لهم بلا حدود وسأظل أخدم طاجيكستان وشعبي بإخلاص حتى نفسي الأخير.
وأعظم ثروة وأثمن لؤلؤة وأغلى نعمة بالنسبة لي هو شعب طاجيكستان الحبيبة، والمياه والأرض في وطني الشبيه بالجنة، واحترام وتبجيل دولتي الحرة المستقلة في المجتمع العالمي!
شعبي العظيم الباسل،
من الأرض إلى السماء، أنا ممتن لكل من أبناء بلدي وأنا أنحني أمام العظمة والشجاعة والإرادة والمثابرة والكرم، وكذلك العمل المخلص والواعي لكل واحد منكم.
أحني رأسي لكل من عمل معي في تلك السنوات الصعبة، وأتمنى للجميع عمراً مديداً والسعادة في مرحلة كبر السن.
ويجب علينا أن نستمر في الوحدة والدفاع عن أعظم نعمة في حياتنا – الاستقلال والحرية، من أجل زيادة تعزيز أكبر تحقيق للاستقلال – السلام والهدوء والاستقرار السياسي والوحدة الوطنية.
ويجب علينا دائمًا، وخاصة في الساعات الصعبة والمحفوفة بالمخاطر، أن نتحد ونتحلى بالصبر ولا ننهار معنوياً بسبب المشاكل التي تنشأ، ونتكاتف ونتذكر دائمًا أننا أصحاب دولتنا الوطنية وعلينا أن نعمل لصالح وطننا الحبيب.
ويجب أن نتأكد من أن مستقبل طاجيكستان مشرق وأن الحياة المستقبلية للشعب الطاجيكي ستكون أكثر رفاهية.
وأتمنى أن يكون الاستقلال الدولة لجمهورية طاجيكستان خالداً وقائماً، وأن يكون شعب طاجيكستان المجيد فخورا وناجحاً إلى الأبد.
وأتمنى أن يحفظ الاستقلال والحرية في قلب كل من أبناء وبنات الشعب الطاجيكي دائمًا نار الحب والتبجيل لأرض الأجداد والوحدة!
أتمنى أن يواصل كل مواطني بلادنا كباراً وصغاراً مسيرتهم المشرفة نحو التطلعات الوطنية والأهداف النبيلة البناءة في ظل السلام والأمن والاستقرار السياسي والوحدة الوطنية.
لِيَكُن استقلال الشعب الطاجيكي والدولة الطاجيكية خالداً ولتكن حرية الشعب الطاجيكي والدولة الطاجيكية أبدية!
لتكن الإنجازات العظيمة لفترة الاستقلال أبدية وهي السلام والأمن للوطن، والاستقرار السياسي للمجتمع، والوحدة الوطنية لشعب طاجيكستان المجيد.
لتكن دولة الطاجيك المستقلة خالدة للأبد!
فليكن الشعب الطاجيكي العريق الذي يصنع الحضارة ويقدرها خالداً للأبد!
طاجيكستان! إلى الأمام، نحو قمم عليا من التقدم والنماء!
مبارك عليكم الذكرى الثلاثين للاستقلال الدولة لدولتنا، أيها المواطنون الأعزاء!