كلمة فخامة الرئيس إمام علي رحمان رئيس جمهورية طاجيكستان في القمة الثالثة لحوار التعاون الآسيوي تحت عنوان “الدبلوماسية الرياضية
مواضيع ذات صلة
صاحب السمو، رئيس القمة
أصاب السمو والفخامة والمعالي – رؤساء الدول والحكومات المحترمين،
السيدات والسادة!
بدايةً أود أن أشكر صاحب السمو أمير دولة قطر وحكومتها وشعبها على حفاوة الاستقبال وتوفير الظروف المتميزة لعقد القمة الثالثة لحوار التعاون الآسيوي.
إن مبادرة عقد هذا اللقاء تحت عنوان “الدبلوماسية الرياضية” تستحق الإشادة نظرا لأهميتها كمنصة مهمة للتواصل والتعاون بين دول المنطقة والعالم.
تحرص جمهورية طاجيكستان على تنمية وتوسيع التعاون في كافة المجالات المنوط بها في إطار حوار التعاون الآسيوي إلى جانب علاقاتها المثمرة المباشرة مع دول المنطقة.
وفي هذا السياق، تولي بلادنا اهتماما مستمرا بتنمية الرياضة وتطوير مقوماتها الخاصة بالبنية التحتية وتعزيز نمط الحياة الصحي وتعليم جيل الشباب بهذه الروح.
والجدير بالذكر أنه في ٧ مايو من هذا العام، تم اعتماد قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة بالإجماع بشأن “اليوم العالمي لكرة القدم”.
وبناء على هذا القرار الذي تم اعتماده بناء على اقتراح جمهورية طاجيكستان ومملكة البحرين ودولة ليبيا، تم إعلان يوم 25 مايو يوما عالميا لكرة القدم، وسيتم الاحتفال به سنويا على المستوى الدولي.
ونعتقد أن دول القارة الآسيوية، مع الأخذ في الاعتبار تاريخها وحضارتها العريقة وتقاليدها الغنية، ينبغي أن تولي بالغ العناية بإحياء مختلف أنواع الرياضات الوطنية وحمايتها للأجيال القادمة وتوعية الشباب وحملهم علي روح الإنسانية والتسامح والمودة.
ومن أجل متابعة هذا الهدف بالذات، أقامت طاجيكستان أول بطولة عالمية للمصارعة الوطنية – “كوشتينكيري” – التي تعد نوعا من أنواع الرياضات الوطنية الشعبية لدى الطاجيك – الشهر الماضي في دوشنبه، حيث شارك فيها رياضيون من 60 دولة.
وفي الوقت نفسه، أود التنويه بأنه هذه الأيام (2-6 أكتوبر) تقام البطولة العالمية للجودو للشباب في عاصمة طاجيكستان.
إن توسيع نطاق المبادرات والخطوات ذات الأوجه المتعددة لبلداننا ينسجم بلا شك مع الفكرة الرئيسية لحوار التعاون المتمثلة في زيادة نفوذ ومكانة آسيا على الساحة الدولية من خلال تقديمها كمنطقة تسخر مقوماتها لتعزيز التنمية العالمية.
وفي هذا الصدد، تعتبر بلادنا “الدبلوماسية الرياضية”، إلى جانب مجالات التعاون الأخرى، أداة مواتية للتنمية المستدامة وتعزيز التكامل الإقليمي، وبشكل عام، أساسًا مناسبًا لتنفيذ رؤية التعاون في آسيا حتى عام 2030.
فانطلاقا من ذلك من الضروري أن تولي الدول الأعضاء في حوار التعاون اهتماما خاصا بالمضي قدما في مسار إقامة الأحداث الرياضية الدولية بمشاركة أكبر لشباب المنطقة.
وتستعد طاجيكستان، التي تغطي الجبال 93% من أراضيها، لإقامة مسابقات رياضية دولية بالتعاون مع الدول الآسيوية في مجالات تسلق الجبال والتجديف على الأنهار وما شابه ذلك.
ونقترح إقامة اتصالات عمل دائمة بين الأندية الرياضية في الدول الأعضاء في الحوار من أجل تعزيز عملية تبادل أفضل الممارسات وتطوير الأحداث الرياضية المشتركة.
الحضور الكريم،
أود أن ألفت انتباهكم إلى واحدة من الظواهر المثيرة للقلق في العصر الحديث – وهي إمكانية ضلوع الشباب بالإرهاب والتطرف.
إن الجماعات الإرهابية، من خلال اللجوء إلى وسائل مختلفة، تقوم بجذب هذه الفئة من المجتمع بشكل متزايد إلى عضويتها وأنشطتها التخريبية.
وهذه الظاهرة المنبوذة باتت تشكل تهديدا خطيرا لأمن بلداننا.
وأنا على يقين من أن تطوير تعاوننا في مجال الرياضة وإشراك المزيد من الشباب في هذا المسار من شأنه أن يشكل عقبة يعتمد عليها في هذا الاتجاه، وذلك إلى جانب التدابير الأخرى لمكافحة الإرهاب.
يجب على بلداننا أن تعمل على تعزيز التعاون باستخدام كافة الوسائل والأدوات المتاحة لمنع الشباب من الانزلاق في مستنقع الإرهاب والتطرف والعنف.
الأصدقاء الأعزاء،
إن تعزيز السلام والاستقرار والمساواة والحياة السلمية في ربوع آسيا أمر يمثل واحداً من الأهداف الرئيسية لحوارنا.
وللأسف، هناك اليوم تصعيد جديد للوضع في منطقة الشرق الأوسط، مما يؤدي إلى عواقب مأساوية.
إن طاجيكستان، باعتبارها دولة محبة للسلام، ترى أن السبيل الوحيد لحل كافة الخلافات والصراعات هو المفاوضات والاستخدام الفعال للأدوات السياسية والدبلوماسية.
وفي الوقت نفسه، نؤكد على ضرورة مراعاة القانون الدولي، وخاصة ميثاق الأمم المتحدة، وكذلك تنفيذ قرارات هذه المنظمة الدولية الخاصة بإقامة دولة فلسطين المستقلة على حدود عام 1967.
وندعو جميع الأطراف المتحاربة إلى الامتناع عن استخدام وسائل العنف واتخاذ خطوات عملية وفورية لاستعادة الاستقرار والأمن الدائمين في الشرق الأوسط.
مشاركي القمة المحترمين،
أود أن أؤكد من جديد أن جمهورية طاجيكستان على استعداد لمواصلة العمل مع الدول الأعضاء في سبيل بذل جهود مشتركة دؤوبة لتنفيذ الأهداف الرئيسية للحوار.
وفي هذا السياق، فإن قضايا الحد من الفقر والتنمية الاقتصادية والاجتماعية وتوسيع السوق التجارية والمالية في آسيا وتعزيز القدرة التنافسية الاقتصادية لهذه المنطقة الشاسعة في السوق العالمية، بالإضافة إلى تعزيز عملية التعاون بين دول القارة هي أمور تحظى بالاهتمام الدائم لدى بلداننا.
وختاما، يطيب لي أن أهنئ دولة قطر والجمهورية الإسلامية الإيرانية على الانتهاء بنجاح من رئاسة حوار التعاون الآسيوي.
وأتمنى لمملكة تايلند التي استلمت رئاسة الحوار التوفيق والسداد.
شكرًا لكم على حسن استماعكم.