كلمة فخامة الرئيس إمام علي رحمان رئيس جمهورية طاجيكستان في القمة العربية والإسلامية المشتركة غير العادية
مواضيع ذات صلة
بسم الله الرحمن الرحيم
صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان آل سعود،
ولي العهد، رئيس مجلس الوزراء في المملكة العربية السعودية،
أصحاب السعادة الجلالة والفخامة قادة الدول ورؤساء الوفود المحترمين،
إن تصاعد حدة الصراعات المسلحة مع توسع نطاقها، وكذلك تفاقم الأزمة الإنسانية في هذه المنطقة، أمور تثير قلقنا العميق.
إن التَبِعات المأساوية للعمليات العسكرية في قطاع غزة ولبنان وضعت المنطقة في مواجهة أزمة إنسانية غير مسبوقة.
وبالنظر إلى هذا الوضع، فإننا نعتبر قرار الكنيست الإسرائيلي بحظر أنشطة وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) بمثابة انتهاك واضح للقانون الدولي.
وإننا نناشد أطراف الصراع من جديد بتسوية كافة النزاعات من خلال المفاوضات والسبل الدبلوماسية فقط، استنادا إلى مبادئ ومعايير القانون الدولي المعترف بها، وخاصة ميثاق الأمم المتحدة.
وفي هذا المسار، ندعم أيضًا تعزيز الدور التنسيقي للأمم المتحدة وأي جهود أخرى تبذلها المنظمات الدولية المرموقة الأخرى، بما في ذلك منظمة التعاون الإسلامي، لتحقيق استقرار الوضع في المنطقة.
وإننا ندعو جميع دول المنطقة والعالم إلى اتخاذ تدابير أكثر فعالية لمنع نشوب حرب واسعة النطاق في منطقة الشرق الأوسط متمسكةً بروح التضامن والثقة والإرادة البنّاءة.
ونحن علي يقين من أن الحل الحقيقي للقضية الفلسطينية وضمان السلام العادل والدائم في المنطقة لا يمكن تحقيقه إلا من خلال تنفيذ قرارات الأمم المتحدة بشأن إقامة دولة فلسطين المستقلة ذات السيادة.
تؤيد طاجيكستان إقامة دولة فلسطين وعاصمتها القدس الشرقية على حدود عام 1967.
هذه هي الطريقة التي يمكن بها للشعب الفلسطيني أن يمارس حقوقه الوطنية الأصلية ككيان مستقل في المجتمع الدولي على أساس الأعراف المعترف بها للعلاقات بين الدول.
وفي هذا السياق، من المهم دعم المزيد من الجهود لاستئناف عملية الحوار السياسي المتعدد الأطراف للتوصل إلى حل.
ومن المؤسف أن جهود الأمم المتحدة في هذا الاتجاه لم تؤت ثمارها.
ولا يمكن لمجلس الأمن التابع لهذه المؤسسة المرموقة أن يتوصل إلى موقف موحد بسبب اختلافات الرأي، حتى فيما يتعلق باعتماد قرار ينص على حماية حياة المدنيين.
وعلى الرغم من أن الصراعات وإراقة الدماء في هذه المنطقة من الشرق الأوسط قد بلغت ذروتها، إلا أن الإجراءات الجادة والفعالة من جانب الأطراف المعنية لإنهاء الصراع لم تثبت نفسها بعد.
وفضلا عن ذلك، اختارت بعض الأطراف التزام الصمت وتجاهل الكارثة الإنسانية التي لا تزال مستمرة في قطاع غزة اليوم.
وفي الوقت نفسه، نعرب عن دعمنا لاهتمام منظمة التعاون الإسلامي الدائم بهذه القضية وجهودها لدعم شعبي فلسطين ولبنان.
ومن الضروري في المرحلة الحالية أن تتخذ الدول الأعضاء في المنظمة إجراءات فعالة لتقديم المساعدات الضرورية والعاجلة للشعب الفلسطيني على أساس خطة إنسانية هادفة.
لقد ساهمت طاجيكستان بأكبر قدر ممكن في هذا العمل وستواصل المساهمة في المستقبل.
إن اقتراح طاجيكستان في الدورة 79 للجمعية العامة للأمم المتحدة باعتماد قرار خاص بشأن إعلان “عقد تعزيز السلام من أجل أجيال المستقبل” يهدف إلى صنع السلام والحل السلمي لمشاكل العالم.
وإني على ثقة من أن نتائج مؤتمر اليوم ستسهم في دفع العملية الإيجابية لحل القضية الفلسطينية وتجنب أي أعمال استفزازية قد تؤدي بدول المنطقة إلى لهب الحرب.
وفي الختام ، أود أن أعرب عن امتناني للمملكة العربية السعودية الشقيقة لاستضافتها هذا الحدث الهام وكرم الضيافة التقليدي.
شكرًا لكم على اهتمامكم!